ورقة وقلم : عنـــدما تركب العـــــدالة الســـــلحفـــاة!
الدعوة إلي اسقاط المجلس العسكري هي في حقيقة الأمر دعوة لإسقاط الثورة، ومن ثم إسقاط الدولة المصرية
09/07/2011 10:32:30 م
الاخبار
بقلم: ياســــر رزق
الذين خرجوا إلي ميدان التحرير والميادين الرئيسية في عواصم عدد من المحافظات يوم أمس الأول، ليسوا هم كل شعب مصر. لكن هل معني هذا أن الذين بقوا في منازلهم لا يشاركونهم نفس المشاعر، ولا يشتركون معهم في نفس المطالب؟!
.. بالقطع لا!
هناك شعور عام بالحيرة، بالاحباط، بالغضب، رغم أن ما تحقق في غضون ٠٦١ يوما من عمر ثورة ٥٢ يناير، يفوق ما كان يراود أشد الحالمين تفاؤلا عشية قيام الثورة!
حيرة نابعة من أن بعض ما يجري يغاير ما كان مأمولا، ويبدو أقرب إلي عملية ترميم منه إلي عملية إزالة أنقاض وإعادة بناء.
وإحباط ناتج عن مظهر عدالة، تغدو معصوبة القدمين حين ينبغي أن تعجل وتنجز، وتصبح مفتوحة العينين حين ينبغي أن تعدل وتقسط.
وغضب عارم إزاء تهاون لا يمكن إنكاره في ملاحقة قتلة الثوار، وتجاه استهانة لا يجب التغاضي عنها بمشاعر شعب مكلوم يريد القصاص لدماء أبنائه الشهداء.
> > >
ذاكرة الناس ليست ضعيفة، فهم لا ينسون كيف انتفضت النيابة العامة حين تشاجر محاميان مع وكيل نيابة وأمرت بإحالتهما فورا إلي محاكمة عاجلة، وكيف اقتصت المحكمة لكرامة القضاء وقضت بحبس المحاميين خمس سنوات من أول جلسة.
لذا لا يمكن أن يقتنع الناس بأن »سلو« العدالة هو ركوب السلحفاة!
الناس أيضا ليسوا سذجا ليصدقوا أن وزارة الداخلية بكل جبروتها -حتي في أوهن حالاتها-، ليست قادرة علي إلقاء القبض علي قاتل هارب من حكم بالإعدام لادانته باغتيال عشرات المتظاهرين، هو أمين الشرطة محمد السني الذي لم يترك صحيفة قومية أو حزبية أو خاصة إلا وتحدث إليها وهو يجلس علي مقهي يدخن الشيشة علي مرأي ومسمع من الجميع!