مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
كلمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه

 

 ركن التاريخ الاسلامى

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
مسافر بلا عنوان
عضوممتاز
عضوممتاز
مسافر بلا عنوان


عدد المساهمات : 577
تاريخ التسجيل : 01/07/2009
ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Flag

ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Emptyالخميس أغسطس 13, 2009 2:05 am

وقد رواه الحافظ أبو يعلى الموصلي في ‏(‏مسنده‏)‏، من حديث أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال‏:‏

حدثنا الحارث بن مسكين المصري، حدثنا عبد الله بن وهب، أخبرني هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه عن عمر بن الخطاب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏(‏‏(‏قال موسى عليه السلام‏:‏ يا رب أرنا آدم الذي أخرجنا، ونفسه من الجنة، فأراه آدم عليه السلام‏.‏

فقال‏:‏ أنت آدم‏؟‏

فقال له آدم‏:‏ نعم‏.‏

قال‏:‏ أنت الذي نفخ الله فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته، وعلمك الأسماء كلها‏؟‏

قال‏:‏ نعم‏.‏

قال‏:‏ فما حملك على أن أخرجتنا، ونفسك من الجنة‏؟‏

فقال له آدم‏:‏ من أنت‏؟‏

قال‏:‏ أنا موسى‏.‏

قال‏:‏ أنت موسى نبي بني إسرائيل، أنت الذي كلمك الله من وراء الحجاب، فلم يجعل بينك وبينه رسولاً من خلقه‏؟‏

قال‏:‏ نعم‏.‏

قال‏:‏ تلومني على أمر، قد سبق من الله عز وجل القضاء به قبل‏.‏

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ فحج آدم موسى، فحج آدم موسى‏)‏‏)‏‏.‏

ورواه أبو داود، عن أحمد بن صالح المصري، عن ابن وهب به‏.‏

قال أبو يعلى‏:‏ وحدثنا محمد بن المثنى، حدثنا عبد الملك بن الصباح المسمعي، حدثنا عمران عن الرديني، عن أبي مجلز، عن يحيى بن يعمر، عن ابن عمر، عن، عمر قال أبو محمد‏:‏ أكبر ظني أنه رفعه‏.‏

قال‏:‏ ‏(‏‏(‏التقى آدم وموسى، فقال موسى لآدم‏:‏ أنت أبو البشر، أسكنك الله جنته، وأسجد لك ملائكته‏.‏

قال آدم‏:‏ يا موسى أما تجده على مكتوباً‏.‏

قال‏:‏ فحج آدم موسى، فحج آدم موسى‏)‏‏)‏‏.‏

وهذا الإسناد أيضاً لا بأس به، والله أعلم‏.‏

وقد تقدم رواية الفضل بن موسى، لهذا الحديث، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد‏.‏

ورواية الإمام أحمد له، عن عفان، عن حماد بن سلمة، عن حميد، عن الحسن، عن رجل‏.‏ قال حماد‏:‏ أظنه جندب بن عبد الله البجلي، عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏(‏‏(‏لقي آدم موسى‏)‏‏)‏‏.‏

فذكر معناه‏.‏

وقد اختلفت مسالك الناس في هذا الحديث؛ فرده قوم من القدرية، لما تضمن من إثبات القدر السابق‏.‏

واحتج به قوم من الجبرية، وهو ظاهر لهم بادئ الرأي، حيث قال‏:‏ فحج آدم موسى، لما احتج عليه بتقديم كتابه‏.‏ وسيأتي الجواب عن هذا‏.‏

وقال آخرون‏:‏ إنما حجه لأنه لامه على ذنب قد تاب منه، والتائب من الذنب، كمن لا ذنب له‏.‏

وقيل‏:‏ إنما حجه لأنه أكبر منه، وأقدم‏.‏

وقيل‏:‏ لأنه أبوه‏.‏

وقيل‏:‏ لأنهما في شريعتين متغايرتين‏.‏

وقيل‏:‏ لأنهما في دار البرزخ، وقد انقطع التكليف فيما يزعمونه‏.‏

والتحقيق‏:‏ أن هذا الحديث، روي بألفاظ كثيرة‏:‏ بعضها مروي بالمعنى، وفيه نظر، ومدار معظمها في ‏(‏الصحيحين‏)‏، وغيرهما، على أنه لامه على إخراجه نفسه، وذريته من الجنة، فقال له آدم‏:‏ أنا لم أخرجكم، وإنما أخرجكم الذي رتب الإخراج على أكلي من الشجرة‏.‏

والذي رتب ذلك وقدره، وكتبه قبل أن أخلق هو الله عز وجل، فأنت تلومني على أمر ليس له نسبة إلى، أكثر ما أني نهيت عن الأكل من الشجرة، فأكلت منها‏.‏

وكون الإخراج مترتباً على ذلك ليس من فعلي فأنا لم أخرجكم ولا نفسي من الجنة، وإنما كان هذا من قدره الله، وصنعه، وله الحكمة في ذلك، فلهذا حج آدم موسى‏.‏

ومن كذَّب بهذا الحديث فمعاند، لأنه متواتر، عن أبي هريرة رضي الله عنه، وناهيك به عدالة، وحفظاً، واتقاناً‏.‏

ثم هو مروي، عن غيره من الصحابة، كما ذكرنا‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 1/ 95‏)‏

ومن تأوله بتلك التأويلات المذكورة آنفاً، فهو بعيد من اللفظ، والمعنى‏.‏

وما فيهم من هو أقوى مسلكاً من الجبرية، وفيما قالوه نظر من وجوه‏:‏

أحدها‏:‏ أن موسى عليه السلام لا يلوم على أمر، قد تاب منه فاعله‏.‏

الثاني‏:‏ أنه قد قتل نفساً لم يؤمر بقتلها، وقد سأل الله في ذلك بقوله‏:‏ ‏{‏رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ‏}‏ الآية ‏[‏القصص‏:‏ 16‏]‏‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسافر بلا عنوان
عضوممتاز
عضوممتاز
مسافر بلا عنوان


عدد المساهمات : 577
تاريخ التسجيل : 01/07/2009
ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Flag

ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Emptyالخميس أغسطس 13, 2009 2:08 am

الأحاديث الواردة في خلق آدم

قال الإمام أحمد‏:‏ حدثنا يحيى بن سعيد، ومحمد بن جعفر، حدثنا عوف، حدثني قسامة بن زهير، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏(‏‏(‏إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، فجاء منهم الأبيض، والأحمر، والأسود، وبين ذلك، والخبيث، والطيب، والسهل، والحزن، وبين ذلك‏)‏‏)‏‏.‏

ورواه أيضاً، عن هوذة، عن عوف، عن قسامة بن زهير، سمعت الأشعري قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏‏(‏إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، فجاء منهم الأبيض، والأحمر، والأسود، وبين ذلك، والسهل، والحزن، وبين ذلك، والخبيث، والطيب، وبين ذلك‏)‏‏)‏‏.‏

وكذا رواه أبو داود، والترمذي، وابن حبان في ‏(‏صحيحه‏)‏، من حديث عوف بن أبي جميلة الأعرابي، عن قسامة بن زهير المازني البصري، عن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه‏.‏

وقال الترمذي‏:‏ حسن صحيح‏.‏

وقد ذكر السدي، عن أبي مالك، وأبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرة، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا‏:‏

‏(‏‏(‏فبعث الله عز وجل جبريل في الأرض ليأتيه بطين منها، فقالت الأرض‏:‏ أعوذ بالله منك أن تنقص مني أو تشينني، فرجع ولم يأخذ‏.‏

وقال‏:‏ رب إنها عاذت بك فأعذتها‏.‏

فبعث ميكائيل فعاذت منه فأعاذها، فرجع‏.‏

فقال كما قال جبريل، فبعث ملك الموت، فعاذت منه‏.‏

فقال‏:‏ وأنا أعوذ بالله أن أرجع، ولم أنفذ أمره، فأخذ من وجه الأرض وخلطه، ولم يأخذ من مكان واحد، وأخذ من تربة بيضاء، وحمراء، وسوداء، فلذلك خرج بنو آدم مختلفين، فصعد به فبلَّ التراب حتى عاد طيناً لازباً‏)‏‏)‏‏.‏ واللازب‏:‏ هو الذي يلزق بعضه ببعض‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 1/ 96‏)‏

ثم قال للملائكة‏:‏ ‏{‏إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ‏}‏ ‏[‏ص‏:‏ 71-72‏]‏‏.‏ فخلقه الله بيده لئلا يتكبر إبليس عنه، فخلقه بشراً فكان جسداً من طين أربعين سنة، من مقدار يوم الجمعة، فمرت به الملائكة ففزعوا منه لما رأوه، وكان أشدهم منه فزعاً إبليس، فكان يمر به فيضربه، فيصوت الجسد كما يصوت الفخار، يكون له صلصلة فلذلك حين يقول‏:‏

‏{‏مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ‏}‏ ويقول لأمر ما خلقت، ودخل من فيه وخرج من دبره، وقال للملائكة‏:‏ لا ترهبوا من هذا، فإن ربكم صمد وهذا أجوف، لئن سلطت عليه لأهلكته‏.‏

فلما بلغ الحين الذي يريد الله عز وجل أن ينفخ فيه الروح، قال للملائكة‏:‏ إذا نفخت فيه من روحي فاسجدوا له، فلما نفخ فيه من الروح فدخل الروح في رأسه عطس، فقالت الملائكة‏:‏ قل الحمد لله‏.‏

فقال‏:‏ الحمد لله‏.‏

فقال له الله‏:‏ رحمك ربك‏.‏

فلما دخلت الروح في عينيه نظر إلى ثمار الجنة، فلما دخلت الروح في جوفه اشتهى الطعام، فوثب قبل أن تبلغ الروح إلى رجليه عجلان إلى ثمار الجنة، وذلك حين يقول الله تعالى‏:‏ ‏{‏خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ‏}‏ ‏[‏الأنبياء‏:‏ 37‏]‏‏.‏

‏{‏فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ‏}‏ ‏[‏الحجر‏:‏ 30-31‏]‏، وذكر تمام القصة‏.‏

ولبعض هذا السياق شاهد من الأحاديث، وإن كان كثير منه متلقى من الإسرائيليات‏.‏ فقال الإمام أحمد‏:‏ حدثنا عبد الصمد، حدثنا حماد، عن ثابت، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏(‏‏(‏لما خلق الله آدم تركه ما شاء أن يدعه، فجعل إبليس يطيف به فلما رآه أجوف، عرف أنه خلق لا يتمالك‏)‏‏)‏‏.‏

وقال ابن حبان في ‏(‏صحيحه‏)‏‏:‏ حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا هدبة بن خالد، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏{‏لما نفخ في آدم فبلغ الروح رأسه عطس فقال‏:‏ الحمد لله رب العالمين، فقال له تبارك وتعالى‏:‏ يرحمك الله‏)‏‏)‏‏.‏

وقال الحافظ أبو بكر البزار‏:‏ حدثنا يحيى بن محمد بن السكن، حدثنا حبان بن حلال، حدثنا مبارك بن فضالة، عن عبيد الله، عن حبيب، عن حفص هو ابن عاصم بن عبيد الله بن عمر بن الخطاب، عن أبي هريرة رفعه قال‏:‏

‏(‏‏(‏لما خلق الله آدم عطس، فقال‏:‏ الحمد لله، فقال له ربه‏:‏ رحمك ربك يا آدم‏)‏‏)‏‏.‏

وهذا الإسناد لا بأس به، ولم يخرجوه‏.‏

وقال عمر بن عبد العزيز‏:‏ لما أمرت الملائكة بالسجود كان أول من سجد منهم إسرافيل، فآتاه الله أن كتب القرآن في جبهته‏.‏ رواه ابن عساكر‏.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسافر بلا عنوان
عضوممتاز
عضوممتاز
مسافر بلا عنوان


عدد المساهمات : 577
تاريخ التسجيل : 01/07/2009
ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Flag

ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Emptyالخميس أغسطس 13, 2009 2:09 am

وقال الحافظ أبو يعلى‏:‏ حدثنا عقبة بن مكرم، حدثنا عمرو بن محمد، عن إسماعيل بن رافع، عن المقبري، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏(‏‏(‏إن الله خلق آدم من تراب، ثم جعله طيناً ثم تركه، حتى إذا كان حمأ مسنونا خلقه الله، وصوره، ثم تركه حتى إذا كان صلصالاً كالفخار‏.‏

قال‏:‏ فكان إبليس يمر به، فيقول‏:‏ لقد خلقت لأمر عظيم‏.‏

ثم نفخ الله فيه من روحه، فكان أول ما جرى فيه الروح‏:‏ بصره وخياشيمه، فعطس، فلقاه الله رحمة ربه، فقال الله‏:‏ يرحمك ربك‏.‏

ثم قال الله‏:‏ يا آدم اذهب إلى هؤلاء النفر فقل لهم‏:‏ فانظر ماذا يقولون‏؟‏

فجاء فسلم عليهم، فقالوا‏:‏ وعليك السلام ورحمة الله وبركاته‏.‏

فقال‏:‏ يا آدم هذا تحيتك وتحية ذريتك‏.‏

قال‏:‏ يا رب وما ذريتي‏؟‏

قال‏:‏ اختر يدي يا آدم‏.‏

قال‏:‏ أختار يمين ربي، وكلتا يدي ربي يمين، وبسط كفه فإذا من هو كائن من ذريته في كف الرحمن، فإذا رجال منهم أفواههم النور، فإذا رجل يعجب آدم نوره‏.‏

قال‏:‏ يا رب من هذا‏؟‏

قال‏:‏ ابنك داود‏.‏

قال‏:‏ يا رب فكم جعلت له من العمر‏؟‏

قال‏:‏ جعلت له ستين‏.‏

قال‏:‏ يا رب فأتم له من عمري حتى يكون له من العمر مائة سنة، ففعل الله ذلك، وأشهد على ذلك، فلما نفد عمر آدم بعث الله ملك الموت فقال آدم‏:‏ أولم يبق من عمري أربعون سنة‏؟‏

قال له الملك‏:‏ أولم تعطها ابنك داود‏؟‏

فجحد ذلك، فجحدت ذريته، ونسي، فنسيت ذريته‏)‏‏)‏‏.‏

وقد رواه الحافظ أبو بكر البزار، والترمذي، والنسائي في ‏(‏اليوم والليلة‏)‏ من حديث صفوان بن عيسى، عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

وقال الترمذي‏:‏ حديث حسن غريب من هذا الوجه‏.‏

وقال النسائي‏:‏ هذا حديث منكر، وقد رواه محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن عبد الله بن سلام‏.‏

وقال الترمذي‏:‏ حدثنا عبد بن حميد، حدثنا أبو نعيم، حدثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏(‏‏(‏لما خلق الله آدم مسح ظهره، فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصاً من نور، ثم عرضهم على آدم‏.‏

فقال‏:‏ أي رب من هؤلاء‏؟‏

قال‏:‏ هؤلاء ذريتك، فرأى رجلاً منهم، فأعجبه وبيص ما بين عينيه‏.‏

فقال‏:‏ أي رب من هذا‏؟‏

قال‏:‏ هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود‏.‏

قال‏:‏ رب وكم جعلت عمره‏؟‏

قال‏:‏ ستين سنة‏.‏

قال‏:‏ أي رب زده من عمري أربعين سنة، فلما انقضى عمر آدم جاءه ملك الموت، قال‏:‏ أولم يبق من عمري أربعون سنة‏؟‏

قال‏:‏ أولم تعطها ابنك داود‏.‏

قال‏:‏ فجحد فجحدت ذريته، ونسي آدم فنسيت ذريته، وخطئ آدم فخطئت ذريته‏)‏‏)‏‏.‏

ثم قال الترمذي‏:‏ حسن صحيح‏.‏

وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

ورواه الحاكم في ‏(‏مستدركه‏)‏ من حديث أبي نعيم الفضل بن دكين، وقال‏:‏ صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسافر بلا عنوان
عضوممتاز
عضوممتاز
مسافر بلا عنوان


عدد المساهمات : 577
تاريخ التسجيل : 01/07/2009
ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Flag

ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Emptyالخميس أغسطس 13, 2009 2:11 am

وروى ابن أبي حاتم من حديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة مرفوعاً فذكره وفيه‏:‏

‏(‏‏(‏ثم عرضهم على آدم، فقال‏:‏ يا آدم هؤلاء ذريتك، وإذا فيهم الأجذم، والأبرص، والأعمى، وأنواع الأسقام، فقال آدم‏:‏ يا رب لم فعلت هذا بذريتي‏؟‏ قال‏:‏ كي تشكر نعمتي‏)‏‏)‏‏.‏

ثم ذكر قصة داود‏.‏ وستأتي من رواية ابن عباس أيضاً‏.‏

وقال الإمام أحمد في ‏(‏مسنده‏)‏‏:‏ حدثنا الهيثم بن خارجة، حدثنا أبو الربيع، عن يونس بن ميسرة، عن أبي إدريس، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏(‏‏(‏خلق الله آدم حين خلقه، فضرب كتفه اليمنى فأخرج ذرية بيضاء كأنهم الدر، وضرب كتفه اليسرى فأخرج ذرية سوداء كأنهم الحمم، فقال للذي في يمينه إلى الجنة ولا أبالي، وقال للذي في كتفه اليسرى إلى النار ولا أبالي‏)‏‏)‏‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 1/ 98‏)‏

وقال ابن أبي الدينا‏:‏ حدثنا خلف بن هشام، حدثنا الحكم بن سنان، عن حوشب، عن الحسن قال‏:‏

‏(‏‏(‏خلق الله آدم حين خلقه فأخرج أهل الجنة من صفحته اليمنى، وأخرج أهل النار من صفحته اليسرى، فألقوا على وجه الأرض منهم الأعمى، والأصم، والمبتلى، فقال آدم‏:‏ يا رب ألا سويت بين ولدي‏؟‏ قال‏:‏ يا آدم إني أردت أن أشكر‏)‏‏)‏‏.‏

وهكذا روى عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، عن الحسن بنحوه‏.‏

وقد رواه أبو حاتم، وابن حبان في ‏(‏صحيحه‏)‏ فقال‏:‏ حدثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، حدثنا محمد بن بشار، حدثنا صفوان بن عيسى، حدثنا الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب عن، سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏(‏‏(‏لما خلق الله آدم ونفخ فيه الروح عطس، فقال‏:‏ الحمد لله، فحمد الله بإذن الله، فقال له ربه‏:‏ يرحمك ربك يا آدم اذهب إلى أولئك الملائكة إلى ملأ منهم جلوس فسلم عليهم، فقال‏:‏ السلام عليكم، فقالوا‏:‏ وعليكم السلام ورحمة الله‏.‏

ثم رجع إلى ربه فقال‏:‏ هذه تحيتك وتحية بنيك بينهم‏.‏

وقال الله ويداه مقبوضتان‏:‏ اختر أيهما شئت، فقال‏:‏ اخترت يمين ربي، وكلتا يدي ربي يمين مباركة، ثم بسطهما، فإذا فيهما آدم وذريته فقال‏:‏ أي رب ما هؤلاء‏؟‏

قال‏:‏ هؤلاء ذريتك، وإذا كل إنسان منهم مكتوب عمره بين عينيه، وإذا فيهم رجل أضوؤهم أو من أضوئهم، لم يكتب له إلا أربعون سنة قال‏:‏ يا رب ما هذا‏؟‏

قال‏:‏ هذا ابنك داود وقد كتب الله عمره أربعين سنة‏.‏

قال‏:‏ أي رب زد في عمره‏.‏

فقال‏:‏ ذاك الذي كتب له‏.‏

قال‏:‏ فإني قد جعلت له من عمري ستين سنة‏.‏

قال‏:‏ أنت وذاك‏.‏

اسكن الجنة، فسكن الجنة ما شاء الله، ثم هبط منها، وكان آدم يعد لنفسه فأتاه ملك الموت فقال له آدم‏:‏ قد عجلت قد كتب لي ألف سنة قال‏:‏ بلى، ولكنك جعلت لابنك داود منها ستين سنة، فجحد آدم فجحدت ذريته، ونسي فنسيت ذريته، فيومئذ أمر بالكتاب والشهود‏)‏‏)‏‏.‏

هذا لفظه‏.‏ وقد قال البخاري‏:‏ حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏(‏‏(‏خلق الله آدم وطوله ستون ذراعاً، ثم قال‏:‏ اذهب فسلم على أولئك من الملائكة، واستمع ما يجيبونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك‏.‏

فقال‏:‏ السلام عليكم‏.‏

فقالوا‏:‏ السلام عليك ورحمة الله، فزادوه ورحمة الله فكل من يدخل الجنة على صورة آدم فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن‏)‏‏)‏‏.‏

وهكذا رواه البخاري في كتاب الاستئذان عن يحيى بن جعفر، ومسلم عن محمد بن رافع، كلاهما عن عبد الرزاق به‏.‏

وقال الإمام أحمد‏:‏ حدثنا روح، حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏(‏‏(‏كان طول آدم ستين ذراعاً في سبع أذرع عرضاً‏)‏‏)‏ انفرد به أحمد‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسافر بلا عنوان
عضوممتاز
عضوممتاز
مسافر بلا عنوان


عدد المساهمات : 577
تاريخ التسجيل : 01/07/2009
ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Flag

ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Emptyالخميس أغسطس 13, 2009 2:13 am

لما نزلت آية الدين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏(‏‏(‏إن أول من جحد آدم، إن أول من جحد آدم، إن أول من جحد آدم، إن الله لما خلق آدم ومسح ظهره، فأخرج منه ما هو ذاري إلى يوم القيامة، فجعل يعرض ذريته عليه، فرأى فيهم رجلاً يزهر‏.‏

قال‏:‏ أي رب من هذا‏؟‏

قال‏:‏ هذا ابنك داود‏.‏

قال‏:‏ أي رب كم عمره‏؟‏

قال‏:‏ ستون عاماً‏.‏

قال‏:‏ أي رب زد في عمره‏.‏

قال‏:‏ لا إلا أن أزيده من عمرك، وكان عمر آدم ألف عام، فزاده أربعين عاماً، فكتب الله عليه بذلك كتاباً، وأشهد عليه الملائكة‏.‏

فلما احتضر آدم أتته الملائكة لقبضه، قال‏:‏ إنه قد بقي من عمري أربعون عاماً، فقيل له‏:‏ إنك قد وهبتها لابنك داود‏.‏

قال‏:‏ ما فعلت، وأبرز الله عليه الكتاب، وشهدت عليه الملائكة‏)‏‏)‏‏.‏

وقال أحمد‏:‏ حدثنا أسود بن عامر، حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏(‏‏(‏إن أول من جحد آدم، قالها ثلاث مرات، إن الله عز وجل لما خلقه مسح ظهره فأخرج ذريته فعرضهم عليه، فرأى فيهم رجلاً يزهر‏.‏

فقال‏:‏ أي رب زد في عمره‏.‏

قال‏:‏ لا إلا أن تزيده أنت من عمرك، فزاده أربعين سنة من عمره، فكتب الله تعالى عليه كتاباً، وأشهد عليه الملائكة، فلما أراد أن يقبض روحه قال‏:‏ إنه بقي من أجلي أربعون سنة‏.‏

فقيل له‏:‏ إنك قد جعلتها لابنك داود‏.‏

قال‏:‏ فجحد، قال‏:‏ فأخرج الله الكتاب، وأقام عليه البينة، فأتمها لداود مائة سنة، وأتم لآدم عمره ألف سنة‏)‏‏)‏‏.‏

تفرد به أحمد، وعلي بن زيد في حديثه نكارة‏.‏

ورواه الطبراني عن علي بن عبد العزيز، عن حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس وغير واحد، عن الحسن قال‏:‏ لما نزلت آية الدين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏(‏‏(‏إن أول من جحد آدم‏)‏‏)‏ ثلاثاً؛ وذكره‏.‏

وقال الإمام مالك بن أنس في موطئه‏:‏ عن زيد بن أبي أنيسة أن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب أخبره، عن مسلم بن يسار الجهني أن عمر بن الخطاب سئل عن هذه الآية‏:‏ ‏{‏وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى‏}‏ الآية ‏[‏الأعراف‏:‏ 172‏]‏‏.‏

فقال عمر بن الخطاب‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عنها فقال‏:‏

‏(‏‏(‏إن الله خلق آدم عليه السلام، ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية، قال‏:‏ خلقت هؤلاء للجنة، وبعمل أهل الجنة يعملون‏.‏

ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية، قال‏:‏ خلقت هؤلاء للنار، وبعمل أهل النار يعملون‏.‏

فقال رجل‏:‏ يا رسول الله ففيم العمل‏؟‏

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ إذا خلق الله العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة، فيدخل به الجنة‏.‏ وإذا خلق الله العبد للنار، استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار، فيدخل به النار‏)‏‏)‏‏.‏

وهكذا رواه الإمام أحمد، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وأبو حاتم بن حبان في ‏(‏صحيحه‏)‏، من طرق عن الإمام مالك به‏.‏

وقال الترمذي‏:‏ هذا حديث حسن‏.‏ ومسلم بن يسارلم يسمع عمر‏.‏

وكذا قال أبو حاتم، وأبو زرعة، زاد أبو حاتم وبينهما نعيم بن ربيعة‏.‏

وقد رواه أبو داود عن محمد بن مصفى، عن بقية عن عمر بن جثعم، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، عن مسلم بن يسار، عن نعيم بن ربيعة قال‏:‏

كنت عند عمر بن الخطاب وقد سئل عن هذه الآية، فذكر الحديث‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 1/ 100‏)‏

قال الحافظ الدارقطني‏:‏ وقد تابع عمر بن جثعم أبو فروة بن يزيد بن سنان الرهاوي، عن زيد بن أبي أنيسة قال‏:‏ وقولهما أولى بالصواب من قول مالك رحمه الله‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسافر بلا عنوان
عضوممتاز
عضوممتاز
مسافر بلا عنوان


عدد المساهمات : 577
تاريخ التسجيل : 01/07/2009
ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Flag

ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Emptyالخميس أغسطس 13, 2009 2:14 am

وهذه الأحاديث كلها دالة على استخراجه تعالى ذرية آدم من ظهره كالذر، وقسمتهم قسمين‏:‏ أهل اليمين، وأهل الشمال‏.‏

وقال‏:‏ هؤلاء للجنة ولا أبالي، وهؤلاء للنار ولا أبالي‏.‏

فأما الإشهاد عليهم، واستنطاقهم بالإقرار بالوحدانية، فلم يجئ في الأحاديث الثابتة‏.‏

وتفسير الآية التي في سورة الأعراف وحملها على هذا فيه نظر كما بيناه هناك‏.‏ وذكرنا الأحاديث والآثار مستقصاة بأسانيدها، وألفاظ متونها فمن أراد تحريره، فليراجعه ثم، والله أعلم‏.‏

فأما الحديث الذي رواه أحمد‏:‏ حدثنا حسين بن محمد، حدثنا جرير يعني ابن حازم، عن كلثوم بن جبر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏(‏‏(‏إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم عليه السلام بنعمان يوم عرفة، فأخرج من صلبه كل ذرية ذراها، فنثرها بين يديه ثم كلمهم قبلاً، قال‏:‏ ‏{‏أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوا‏.‏‏.‏‏}‏ إلى قوله ‏{‏الْمُبْطِلُونَ‏}‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 172-173‏]‏‏)‏‏)‏‏.‏

فهو بإسناد جيد قوي على شرط مسلم‏.‏

رواه النسائي، وابن جرير، والحاكم في ‏(‏مستدركه‏)‏، من حديث حسين بن محمد المروزي به‏.‏

وقال الحاكم‏:‏ صحيح الإسناد ولم يخرجاه‏.‏ إلا أنه اختلف فيه على كلثوم بن جبر فروى عنه مرفوعاً، وموقوفاً‏.‏

وكذا روي عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس موقوفاً‏.‏

وهكذا رواه العوفي، والوالبي، والضحاك، وأبو جمرة، عن ابن عباس قوله، وهذا أكثر وأثبت، والله أعلم‏.‏

وهكذا روي عن عبد الله بن عمر، موقوفاً، ومرفوعاً‏.‏ والموقوف أصح‏.‏

واستأنس القائلون بهذا القول، وهو أخذ الميثاق على الذرية وهم الجمهور بما قال الإمام أحمد‏:‏ حدثنا حجاج، حدثني شعبة، عن أبي عمران الجوني، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏(‏‏(‏يقال للرجل من أهل النار يوم القيامة لو كان لك ما على الأرض من شيء أكنت مفتدياً به‏؟‏

قال‏:‏ فيقول نعم‏.‏

فيقول‏:‏ قد أردت منك ما هو أهون من ذلك، قد أخذت عليك في ظهر آدم أن لا تشرك بي شيئاً فأبيت إلا أن تشرك بي‏)‏‏)‏‏.‏

أخرجاه من حديث شعبة به‏.‏ ‏
وقال أبو جعفر الرازي‏:‏ عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب، في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ‏}‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 172‏]‏ الآية، والتي بعدها، قال‏:‏ فجمعهم له يومئذ جميعاً ما هو كائن منه إلى يوم القيامة، فخلقهم، ثم صورهم، ثم استنطقهم، فتكلموا، وأخذ عليهم العهد والميثاق، وأشهد عليهم أنفسهم، ‏{‏أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى‏}‏ الآية‏.‏

قال فإني أشهد عليكم السماوات السبع، والأرضين السبع، أشهد عليكم أباكم آدم، أن لا تقولوا يوم القيامة لم نعلم بهذا‏.‏

اعلموا أنه لا إله غيري، ولا رب غيري، ولا تشركوا بي شيئاً، وإني سأرسل إليكم رسلاً، ينذرونكم عهدي، وميثاقي، وأنزل عليكم كتابي‏.‏

قالوا نشهد أنك ربنا، وإلهنا، لا رب لنا غيرك، ولا إله لنا غيرك، فأقروا له يومئذ بالطاعة، ورفع أباهم آدم، فنظر إليهم، فرأى فيهم الغني، والفقير، وحسن الصورة، ودون ذلك‏.‏

فقال‏:‏ يا رب لو سويت بين عبادك‏؟‏ فقال‏:‏ إني أحببت أن أشكر‏.‏

ورأى فيهم الأنبياء مثل السرج، عليهم النور، وخصوا بميثاق آخر من الرسالة، والنبوة، فهو الذي يقول الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً‏}‏ ‏[‏الأحزاب‏:‏ 7‏]‏‏.‏

وهو الذي يقول‏:‏ ‏{‏فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ‏}‏ ‏[‏الروم‏:‏ 30‏]‏‏.‏

وفي ذلك قال‏:‏ ‏{‏هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى‏}‏ ‏[‏النجم‏:‏ 56‏]‏‏.‏

وفي ذلك قال‏:‏ ‏{‏وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ‏}‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 102‏]‏‏.‏

رواه الأئمة عبد الله بن أحمد، وابن أبي حاتم، وابن جرير، وابن مردويه، في تفاسيرهم، من طريق أبي جعفر‏.‏

وروي عن مجاهد، وعكرمة، وسعيد بن جبير، والحسن البصري، وقتادة، والسدي، وغير واحد من علماء السلف، بسياقات توافق هذه الأحاديث‏.‏

وتقدم أنه تعالى، لما أمر الملائكة بالسجود لآدم، امتثلوا كلهم الأمر الإلهي، وامتنع إبليس من السجود له، حسداً وعداوة له، فطرده الله وأبعده، وأخرجه من الحضرة الإلهية، ونفاه عنها، وأهبطه إلى الأرض، طريداً ملعوناً شيطاناً رجيماً‏.‏

وقد قال الإمام أحمد‏:‏ حدثنا وكيع، ويعلى، ومحمد ابنا عبيد، قالوا‏:‏ حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏(‏‏(‏إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد، اعتزل الشيطان يبكي، يقول‏:‏ يا ويله أمر ابن آدم بالسجود فسجد، فله الجنة، وأمرت بالسجود فعصيت، فلي النار‏)‏‏)‏‏.‏

ورواه مسلم من حديث وكيع، وأبي معاوية، عن الأعمش به‏.‏

ثم لما أسكن آدم الجنة التي أسكنها، سواء كانت في السماء، أو في الأرض، على ما تقدم من الخلاف فيه، أقام بها هو وزوجته حواء عليهما السلام، يأكلان منها رغداً حيث شاءا، فلما أكلا من الشجرة، التي نهيا عنها، سلبا ما كانا فيه من اللباس، وأهبطا إلى الأرض‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 1/ 102‏)‏

وقد ذكرنا الاختلاف في مواضع هبوطه منها‏.‏ واختلفوا في مقدار مقامه في الجنة فقيل‏:‏ بعض يوم من أيام الدنيا‏.‏

وقد قدمنا ما رواه مسلم، عن أبي هريرة مرفوعاً‏.‏

وخلق آدم في آخر ساعة من ساعات يوم الجمعة‏.‏ وتقدم أيضاً حديثه عنه‏.‏ وفيه يعني يوم الجمعة خلق آدم، وفيه أخرج منها، فإن كان اليوم الذي خلق فيه، فيه أخرج‏.‏

وقلنا‏:‏ إن الأيام الستة كهذه الأيام، فقد لبث بعض يوم من هذه، وفي هذا نظر‏.‏ وإن كان إخراجه في غير اليوم الذي خلق فيه‏.‏

أو قلنا‏:‏ بأن تلك الأيام مقدارها ستة آلاف سنة، كما تقدم عن ابن عباس، ومجاهد، والضحاك، واختاره ابن جرير‏.‏ فقد لبث هناك مدة طويلة‏.‏

قال ابن جرير‏:‏ ومعلوم أنه خلق في آخر ساعة من يوم الجمعة، والساعة منه‏:‏ ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر، فمكث مصوراً طيناً قبل أن ينفخ فيه الروح أربعين سنة‏.‏ وأقام في الجنة قبل أن يهبط ثلاثاً وأربعين سنة وأربعة أشهر، والله تعالى أعلم‏.‏

وقد روى عبد الرزاق، عن هشام بن حسان، عن سوار، خبر عطاء بن أبي رباح، أنه كان لما أهبط رجلاه في الأرض، ورأسه في السماء، فحطه الله إلى ستين ذراعاً‏.‏

وقد روي عن ابن عباس نحوه‏.‏

وفي هذا نظر لما تقدم من الحديث المتفق على صحته، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏(‏‏(‏إن الله خلق آدم وطوله ستون ذراعاً، فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن‏)‏‏)‏‏.‏

وهذا يقتضي أنه خلق كذلك لا أطول من ستين ذراعاً، وأن ذريته لم يزالوا يتناقص خلقهم حتى الآن‏.‏

وذكر ابن جرير، عن ابن عباس، إن الله قال‏:‏

يا آدم إن لي حرماً بحيال عرشي فانطلق فابن لي فيه بيتاً، فطف به كما تطوف ملائكتي بعرشي‏.‏

وأرسل الله له ملكاً فعرفه مكانه، وعلمه المناسك، وذكر أن موضع كل خطوة خطاها آدم، صارت قرية بعد ذلك‏.‏

وعنه‏:‏ أن أو طعام أكله آدم في الأرض، أن جاءه جبريل بسبع حبات من حنطة‏.‏

فقال‏:‏ ما هذا‏؟‏

قال‏:‏ هذا من الشجرة التي نهيت عنها، فأكلت منها‏.‏

فقال‏:‏ وما أصنع بهذا‏؟‏

قال‏:‏ ابذره في الأرض فبذره‏.‏ وكان كل حبة منها زنتها أزيد من مائة ألف، فنبتت، فحصده، ثم درسه، ثم ذراه، ثم طحنه، ثم عجنه، ثم خبزه، فأكله بعد جهد عظيم، وتعب، ونكد‏.‏ وذلك قوله تعالى‏:‏ ‏{‏فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى‏}‏ ‏[‏طه‏:‏ 117‏]‏‏.‏

وكان أول كسوتهما‏:‏ من شعر الضأن، جزَّاه، ثم غزلاه، فنسج آدم له جبة، ولحواء درعاً، وخماراً‏.‏

واختلفوا‏:‏ هل ولد لهما بالجنة شيء من الأولاد‏؟‏ فقيل‏:‏ لم يولد لهما إلا في الأرض‏.‏

وقيل‏:‏ بل ولد لهما فيها، فكان قابيل، وأخته، ممن ولد بها‏.‏ والله أعلم‏.‏

وذكروا أنه كان يولد له في كل بطن ذكر، وأنثى‏.‏ وأمر أن يزوج كل ابن، أخت أخيه التي ولدت معه، والآخر بالأخرى، وهلم جرا‏.‏ ولم يكن تحل أخت لأخيها الذي ولدت معه‏.‏ ‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسافر بلا عنوان
عضوممتاز
عضوممتاز
مسافر بلا عنوان


عدد المساهمات : 577
تاريخ التسجيل : 01/07/2009
ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Flag

ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Emptyالخميس أغسطس 13, 2009 10:55 am

ومن الأحاديث في سلطانه خلق أبينا آدم عليه السلام وذلك لما أراد الله تعالى أن يطلع ملائكته على ما علم من انطواء إبليس على الكبر ولم يعلمه الملائكة حتى دنا أمره من البوار وملكه من الزوال فقال للملائكة‏:‏ ‏{‏إني جاعل في الأرض خليفةً قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 30‏]‏‏.‏ روي عن ابن عباس أن الملائكة قالت ذلك للذي كانوا عهدوا من أمره وأمر الجنّ الذين كانوا سُكان الأرض قبل ذلك فقالوا لربهم تعالى‏:‏ أتجعل فيها من يكون مثل الجن الذين كانوا يسفكون الدماء فيها ويفسدون ويعصونك ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك فقال الله لهم‏:‏ ‏{‏إني أعلم ما لا تعلمون‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 30‏]‏ ‏.‏ يعني من انطواء إبليس على الكبر والعزم على خلاف أمري واغتراره وأنا مبد ذلك لكم منه لتروه عيانًا فلما أراد الله أن يخلق آدم أمر جبرائيل أن يأتيه بطين من الأرض فقالت الأرض‏:‏ أعوذ بالله منك أن تنقص مني وتشينني فرجع ولم يأخذ منها شيئًا وقال‏:‏ يا ربّ إنها عاذت بك فأعذتها فبعث ميكائيل فاستعاذت منه فأعاذها فرجع وقال مثل جبرائيل فبعث إليها ملك الموت فعاذت منه فقال‏:‏ أنا أعوذ بالله أن أرجع ولم أنفذ أمر ربي فأخذ من وجه الأرض فخلطه ولم يأخذ من مكان واحد وأخذ من تربة حمراء وبيضاء وسوداء وطينًا لازبًا فلذلك خرج بنو آدم مختلفين‏.‏

وروى أبو موسى عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال‏:‏ ‏(‏إن الله تعالى خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض منهم الأحمر والأسود والأبيض وبين ذلك والسهل والحزن والخبيث والطيّب‏)‏‏.‏ ثم بلّت طينته حتى صارت طينًا لازبًا ثم تركت حتى صارت حمًا مسنونًا ثم تركت حتى صارت صلصالًا كما قال ربّنا تبارك وتعالى‏:‏ ‏{‏ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون‏}‏ ‏[‏الحجر‏:‏ 26‏]‏ واللازب‏:‏ الطين الملتزب بعضه ببعض ثمّ تُرك حتى تغيّر وأنتن وصار حمًا مسنونًا يعني منتنًا ثمّ صار صلصالًا وهو الذي له صوت‏.‏

وإنما سمّي آدم لأنه خلق من أديم الأرض قال ابن عباس‏:‏ أمر الله بتربة آدم فرفعت فخلق ادم من طين لازب من حمأ مسنون وإنما كان حمأ مسنونًا بعد التزاب فخلق منه آدم بيده لئلا يتكبّر إبليس عن السجود له قال‏:‏ فمكث أربعين ليلة وقيل‏:‏ أربعين سنة جسدًا ملقىً فكان إبليس يأتيه فيضربه برجله فيصلصل أي يصوِّت قال‏:‏ فهو قول الله تعالى‏:‏ ‏{‏من صلصال كالفخار‏}‏ ‏[‏الرحمن‏:‏ 14‏]‏‏.‏ يقول‏:‏ منتن كالمنفوخ الذي ليس بمصمت ثم يدخل من فيه فيخرج من دبره ويدخل من دبره ويخرج من فيه ثم يقول‏:‏ لست شيئًا ولشيء ما خلقت ولئن سلطت عليك لأهلكنك ولئن سلطت عليّ لأعصينك فكانت الملائكة تمرّ به فتخافه وكان إبليس أشدّهم منه خوفًا‏.‏فلما بلغ الحين الذي أراد الله أن ينفخ فيه الروح قال للملائكة‏:‏ ‏{‏فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين‏}‏ ‏[‏الحجر‏:‏ 29‏]‏‏.‏ فلما نفخ الروح فيه دخلت من قبل رأسه وكان لا يجري شيء من الروح في جسده إلا صار لحمًا فلما دخلت الروح رأسه عطس فقالت له الملائكة‏:‏ قل الحمد لله وقيل‏:‏ بل ألهمه الله التحميد فقال‏:‏ الحمد لله رب العالمين فقال الله له‏:‏ رحمك ربك يا آدم فلما دخلت الروح عينيه نظر إلى ثمار الجنة فلما بلغت جفوه اشتهى الطعام فوثب قبل أن تبلغ الروح رجليه عجلان إلى ثمار الجنة فلذلك يقول الله تعالى‏:‏ ‏{‏خلق الإنسان من عجل‏}‏ ‏[‏الأنبياء‏:‏ 37‏]‏‏.‏ فسجد له الملائكة كلهم إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين فقال الله له‏:‏ يا إبليس ما منعك أن تسجد إذ أمرتك قال‏:‏ أنا خير منه لم أكن لأسجد لبشر خلقته من طين فلم يسجد كبرًا وبغيًا وحسدًا فقال الله له‏:‏ ‏{‏يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي‏}‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏لأملأنّ جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين‏}‏ ‏[‏ص‏:‏ 85‏]‏‏.‏ فلما فرغ من إبليس ومعاتبته وأبى إلا المعصية أوقع عليه اللعنة وأيأسه من رحمته وجعله شيطانًا رجيمًا وأخرجه من الجنة‏.‏ قال الشعبيّ‏:‏ أُنزل إبليس مشتمل الصّمّاء عليه عمامة أعور في إحدى رجليه نعل‏.‏

وقال حميد بن هلال‏:‏ نزل إبليس مختصرًا فلذلك كره الاختصار في الصلاة ولما أنزل قال‏:‏ يا ربّ أخرجتني من الجنة من أجل آدم وإنني لا أقوى عليه إلا بسلطانك قال‏:‏ فأنت مسلّط قال‏:‏ زدني قال‏:‏ لا يولد له ولد إلا ولد لك مثله قال‏:‏ زدني قال‏:‏ صدورهم مساكن لك وتجري منهم مجرى الدم قال‏:‏ زدني قال‏:‏ أجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم‏.‏

قال آدم‏:‏ يا ربّ قد أنظرته وسلّطته عليَّ وإنني لا أمتنع منه إلا بك قال‏:‏ لا يولد لك ولد إلا وكّلت به من يحفظه من قرناء السوء قال‏:‏ يا ربّ زدني قال‏:‏ الحسنة بعشر أمثالها وأزيدها والسيئة بواحدة وأمحوها قال‏:‏ يا ربّ زدني قال‏:‏ ‏{‏يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا‏}‏ ‏[‏الزمر‏:‏ 53‏]‏‏.‏ قال‏:‏ يا رب زدني قال‏:‏ التوبة لا أمنعها من ولدك ما كانت فيهم الروح قال‏:‏ يا ربّ زدني قال‏:‏ أغفر ولا أبالي قال‏:‏ حسبي ثمّ قال الله لآدم‏:‏ إيتِ أولئك النفر من الملائكة فقل السلام عليكم فأتاهم فسلّم عليهم فقالوا له‏:‏ وعليك السلام ورحمة الله ثمّ رجع إلى ربّه فقال‏:‏ هذه تحيّتك وتحيّة ذريتك بينهم‏.‏ وروي عن الحسن وقتادة أنهما قالا‏:‏ لما أعلم الله الملائكة بخلق آدم واستخلافه و ‏{‏قالوا‏:‏ أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 30‏]‏‏.‏ و ‏{‏قال إني أعلم ما لا تعلمون‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 30‏]‏‏.‏ قالوا فيما بينهم‏:‏ ليخلق ربّنا ما يشاء فلن يخلق خلقًا إلا كنا أكرم على الله منه وأعلم منه فلمّا خلقه وأمرهم بالسجود له علموا أنّه خير منهم وأكرم على الله منهم فقالوا‏:‏ إن يكُ خيرًا منّا وأكرم على الله منا فنحن أعلم منه فلمّا أعجبوا بعلمهم ابتلوا بأن علمه الأسماء كلها ثمّ عرضهم على الملائكة فقال‏:‏ ‏{‏أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 31‏]‏‏.‏ إني لا أخلق أكرم منكم ولا أعلم منكم ففزعوا إلى التوبة وإليها يفزع كل مؤمن فـ ‏{‏قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 32‏]‏‏.‏ قالا‏:‏ وعلمه اسم كل شيء من هذه‏:‏ فلما ظهر للملائكة من معصية إبليس وطغيانه ما كان مستترًا عنهم وعاتبه الله على معصيته بتركه السجود لآدم فأصرّ على معصيته وأقام على غيّه لعنه الله وأخرجه من الجنة وطرده منها وسلبه ما كان إليه من ملك سماء الدنيا والأرض وخزن الجنّة فقال الله له‏:‏ ‏{‏اخرج منها‏}‏ ‏[‏ص‏:‏ 77‏]‏‏.‏- يعني من الجنة - ‏{‏فإنّك رجيم وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين‏}‏ ‏[‏ص‏:‏ 77‏:‏ 78‏]‏‏.‏ واسكن آدم الجنة‏.‏

قال ابن عباس وابن مسعود‏:‏ فلما اسكن آدم الجنة كان يمشي فيها فردًا ليس له زوج يسكن إليها فنام نومة واستيقظ فإذا عند رأسه امرأة قاعدة خلقها الله من ضلعه فسألها فقال‏:‏ من أنت قالت‏:‏ امرأة قال‏:‏ ولم خلقت قالت‏:‏ لتسكن إليّ قالت له الملائكة لينظروا مبلغ علمه‏:‏ ما اسمها قال‏:‏ حواء قالوا‏:‏ ولم سميت حواء قال‏:‏ لأنها خلقت من حي وقال الله له‏:‏ ‏{‏يا ادم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدًا حيث شئتما‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 35‏]‏‏.‏ روى أبو هريرة عن النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال‏:‏ ‏(‏خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خُلق آدم وفيه أسكن الجنة وفيه أهبط منها وفيه تاب الله عليه وفيه تقوم الساعة وفيه ساعة يقلّلها لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيرًا إلا أعطاه إيّاه‏)‏‏.‏ قال عبد الله بن سلام‏:‏ قد وقال أبو العالية‏:‏ أخرج آدم من الجنة للساعة التاسعة أو العاشرة منه وأهبط إلى الأرض لتسع ساعات مضين من ذلك اليوم وكان مكثه في الجنّة خمس ساعات منه وقيل‏:‏ كان مكثه ثلاث ساعات منه‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسافر بلا عنوان
عضوممتاز
عضوممتاز
مسافر بلا عنوان


عدد المساهمات : 577
تاريخ التسجيل : 01/07/2009
ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Flag

ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Emptyالخميس أغسطس 13, 2009 11:00 am

فإن كان قائل هذا القول أراد أنه سكن الفردوس لساعتين مضتا من يوم الجمعة من أيّام الدنيا التي هي على ما هي به اليوم فلم يبعد قوله من الصواب لأن الأخبار كذا كانت واردة عن السلف من أهل العلم بأن آدم خُلق آخر ساعة من اليوم السادس التي مقدار اليوم منها ألف سنة من سنينا فمعلوم أن الساعة الواحدة من ذلك اليوم ثلاثة وثمانون عامًا من أعوامنا وقد ذكرنا أنّ آدم بعد أن خمّر ربنا طينته بقي قبل أن ينفخ فيه الروح أربعين عامًا وذلك لا شكّ أنه عنى به أعوامنا ثمّ بعد أن نفخ فيه الروح إلى أن تناهى أمره وأسكن الجنّة وأهبط إلى الأرض غير مستنكر أن يكون مقدار ذلك من سنينا قدر خمس وثلاثين سنة وإن كان أراد أنّه سكن الجنّة لساعتين مضتا من نهار يوم الجمعة من الأيام التي مقدار اليوم منها ألف سنة من سنينا فقد قال غير الحقّ لأنّ كل من له قول في ذلك من أهل العلم يقول إنّه نفخ فيه الروح آخر نهار يوم الجمعة قبل غروب الشمس‏.‏

وقد روى أبو صالح عن ابن عباس أنّ مكث آدم كان في الجنّة نصف يوم كان مقداره خمسمائة قيل‏:‏ ثمّ إن الله تعالى أهبط آدم قبل غروب الشمس من اليوم الذي خلقه فيه وهو يوم الجمعة مع زوجته حوّاء من السماء فقال عليّ وابن عباس وقتادة وأبو العالية‏:‏ إنّه أهبط بالهند على جبل يقال له نود من أرض سرنديب وحواء بجدّة قال ابن عباس‏:‏ فجاء في طلبها فكان كلّما وضع قدمه بموضع صار قرية وما بين خطوتيه مفاوز فسار حتى أتى جمعًا فازدلفت إليه حواء فلذلك سميت المزدلفة وتعارفا بعرفات فلذلك سميت عرفات واجتمعا بجمع فلذلك سميت جمعًا وأهبطت الحيّة بأصفهان وإبليس بميسان وقيل‏:‏ أهبط آدم بالبرية وإبليس بالأبلة‏.‏

قال أبو جعفر‏:‏ وهذا ما لا يصول الى معرفة صحته إلا بخبر يجيء مجيء الحجة ولا نعلم خبرًا في ذلك غير ما ورد في هبوط آدم بالهند فإنّ ذلك مما لا يدفع صحته علماء الإسلام‏.‏

قال ابن عباس‏:‏ فلما أهبط آدم على جبل نود كانت رجلاه تمسان الأرض ورأسه بالسماء يسمع تسبيح الملائكة فكانت تهابه فسألت الله أن ينقص من طوله فنقص طوله الى ستين ذراعًا فحزن آدم لما فاته من الأنس بأصوات الملائكة وتسبيحهم فقال‏:‏ يا ربّ كنت جارك في دارك ليس لي ربّ غيرك أدخلتني جنّتك آكل منها حيث شئت وأسكن حيث شئت فأهبطتني إلى الجبل المقدس فكنت أسمع أصوات الملائكة وأجد ريح الجنة فحططتني إلى ستين ذراعًا فقد انقطع عني الصوت والنظر وذهبت عني ريح الجنّة فأجابه الله تعالى‏:‏ بمعصيتك يا ادم فعلت بك ذلك‏.‏ فلما رأى الله تعالي عريّ آدم وحواء أمره أن يذبح كبشًا من الضأن من الثمانية الأزواج التي أنزل الله من الجنة فأخذ كبشًا فذبحه وأخذ صوفه فغزلته حواء ونسجه آدم فعمل لنفسه جبّة ولحواء درعًا وخمارًا فلبسا ذلك‏.‏

وقيل‏:‏ أرسل إليهما ملكًا يعلمهما ما يلبسانه من جلود الضأن والأنعام وقيل‏:‏ كان ذلك لباس أولاده وأمّا هو وحوّاد فكان لباسهما ما كانا خصفا من ورق الجنّة فأوحى الله إلى آدم‏:‏ إن لي حرمًا حيال عرشي فانطلق وابن لي بيتًا فيه ثم حفّ به كما رأيت ملائكتي يحفون بعرشي فهنالك أتسجيب لك ولولدك من كان منهم في طاعتي فقال آدم‏:‏ يا ربّ وكيف لي بذلك لست أقوى عليه ولا أهتدي إليه فقيّض الله ملكًا فانطلق به نحو مكّة وكان آدم إذا مرّ بروضة قال للملك‏:‏ انزل بنا ها هنا فيقول الملك‏:‏ مكانك حتى قدم مكّة فكان كلّ مكان نزله آدم عمرانًا وما عداه مفاوز فبنى البيت من خمسة أجبل‏:‏ من طور سينا وطور زيتون ولبنان والجودي وبنى قواعده من حراء فلما فرغ من بنائه خرج به الملك إلى عرفات فزراه المناسك التي يفعلها الناس اليوم ثم قدم به مكّة فطاف بالبيت أسبوعًا ثم رجع إلى الهند فمات على نود‏.‏

فعلى هذا القول أهبط حواء وآدم جميعًا وإن آدم بنى البيت وهذا خلاف الذي نذكره إن شاء الله تعالى منه‏:‏ أنّ البيت أنزل من السماء‏.‏

وقيل‏:‏ حج آدم من الهند أربعين حجّة ماشيًا ولما نزل إلى الهند كان على رأسه إكليل من شجر الجنة فلما وصل الى الأرض يبس فتساقط ورقه فنبتت منهن أنواع الطيب بالهند وقيل‏:‏ بل الطيب من الورق الذي خصفه آدم وحواء عليهما‏.‏

وقيل‏:‏ لما أمر بالخروج من الجنة جعل لا يمر بشجرة منها إلاّ أخذ منها غصنًا فهبط وتلك الأغصان معه فكان أصل الطيب بالهند منها وزوّده الله من ثمار الجنّة فثمارنا هذه منها غير أن هذه تتغيّر وتلك لا تتغيّر وعلمه صنعة كلّ شيء ونزل معه من طيب الجنة والحجر الأسود وكان أشدّ بياضًا من الثلج وكان من ياقوت الجنة ونزل معه عصا موسى وهي من آس الجنّة ومن لبان وأنز بعد ذلك العلاة والمطرقة والكلبتان‏.‏وكان حسن الصورة لا يشبهه من ولده غير يوسف وأنزل عليه جبرائيل بصرّة فيها حنطة فقال آدم‏:‏ ما هذا قال‏:‏ هذا الذي أخرجك من الجنة فقال‏:‏ ما أصنع به فقال‏:‏ انثره في الأرض ففعل فأنبته الله من ساعته ثمّ حصده وجمعه وفركه وذرّاه وطحنه وعجنه وخبزه كل ذلك بتعليم جبرائيل وجمع له جبرائيل الحجر والحديد فقدحه فخرجت منه النار وعلّمه جبرائيل صنعة الحديد والحراثة وأنزل إليه ثورًا فكان يحرث عليه قيل هو الشقاء الذي ذكره الله تعالى بقوله‏:‏ ‏{‏فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى‏}‏ ‏[‏طه‏:‏ 117‏]‏‏.‏

ثم إن الله أنزل آدم من الجبل وملّكه الأرض وجميع ما عليها من الجن والدوابّ والطير وغير ذلك فشكا الى الله تعالى وقال‏:‏ يا رب أما في هذه الأرض من يسبحك غيري فقال الله تعالى‏:‏ سأخرج من صلبك من يسبّحني ويحمدني وسأجعل فيها بيوتًا ترفع لذكري وأجعل فيها بيتًا أختصه بكرامتي وأسمّيه بيتي وأجعله حرمًا آمنًا فمن حرّمه بحُرمتي فقد استوجب كرامتي ومن أخاف أهله فيه فقد خفر ذمّتي وأباح حرمتي أوّل بيت وضع للناس فمن اعتمده لا يريد غيره فقد وفد إليّ وزارني وضافني ويحقّ على الكريم أن يكرم وفده وأضيافه وأن يسعف كلًا بحاجته تعمره أنت يا آدم ما كنت حيًّا ثمّ تعمره الأمم والقرون والأنبياء من ولدك أمّة بعد أمّة ثمّ أمر آدم أن يأتي البيت الحرام وكان قد أهبط من الجنّة ياقوتة واحدة وقيل‏:‏ درّة واحدة وبقي كذلك حتى أغرق الله قوم نوح عليه السلام فرفع وبقي أساسه فبوّأ الله لإبراهيم عليه السلام فبناه على ما نذكره إن شاء الله تعالى‏.‏ وسار آدم إلى البيت ليحجّه ويتوب عنده وكان قد بكى هو وحواء على خطيئتهما وما فاتهما من نعيم الجنة مائتي سنة ولم يأكلا ولم يشربا أربعين يومًا ثم أكلا وشربا بعدها ومكث آدم لم يقرب حوّاء مائة عام فحج البيت وتلقّى آدم من ربّه كلمات فتاب عليه وهو قوله تعالى‏:‏ ‏{‏ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين‏}‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 23‏]‏‏.‏

نود بضم النون وسكون الواو وآخره دال مهملة‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسافر بلا عنوان
عضوممتاز
عضوممتاز
مسافر بلا عنوان


عدد المساهمات : 577
تاريخ التسجيل : 01/07/2009
ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Flag

ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Emptyالخميس أغسطس 13, 2009 11:05 am

ذكر الأحداث التي كانت في عهد آدم في الدنيا

وكان أول ذلك قتل قابيل بن آدم أخاه هابيل وأهل العلم مختلفون في اسم قابيل فبعضهم يقول‏:‏ قين وبعضهم يقول‏:‏ قائين وبعضهم يقول‏:‏ قاين وبعضهم يقول‏:‏ قابيل‏.‏

واختلفوا أيضًا في سبب قتله فقيل‏:‏ كان سببه أن آدم كان يغشى حوّاء في الجنة قبل أن يصيب الخطيئة فحملت له فيها بقابيل بن آدم وتوأمته فلم تجد عليهما وحمًا ولا وصبًا ولم تجد عليهما طلقًا حين ولدتهما ولم تر معهما دمًا لطهر الجنّة فلما أكلا من الشجرة وهبطا إلى الأرض فاطمأنا بها تغشاها فحملت بهابيل وتوأمته فودجت عليهما الوحم والوصب والطلق حين ولدتهما ورأت معهما الدم وكانت حواء فيما يذكرون لا تحمل إلا توأمًا ذكرًا وأنثى فولدت حواء لآدم أربعين ولدًا لصلبه من ذكر وأنثى في عشرين بطنًا وكان الولد منهم أي أخواته شاء تزوج إلا توأمته التي تولد معه فإنها لا تحل له وذلك أنه لم يكن يومئذ نساء إلا أخواتهم وأمهم حوّاء فأمر آدم ابنه قابيل أن ينكح توأمة هابيل وأمر هابيل أن ينكح توأمة أخيه قابيل‏.‏ وقيل‏:‏ بل كان آدم غائبًا وكان لما أراد السير قال للسماء‏:‏ احفظي ولدي بالأمانة فأبت وقال للأرض فأبت وللجبال فأبت وقال لقابيل فقال‏:‏ نعم تذهب وترجع وستجد كما يسرك فانطلق ادم فكان ما نذكره وفيه قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلومًا جهولًا‏}‏ ‏[‏الأحزاب‏:‏ 73‏]‏‏.‏ فلما قال آدم لقابيل وهابيل في معنى نكاح أختيهما ما قال لهما سلم هابيل لذلك ورضي به وأبى ذلك قابيل وكرهه تكرّهًا عن أخت هابيل ورغب بأخته عن هابيل وقال‏:‏ نحن من ولادة الجنّة وهما من ولادة الأرض فأنا أحقّ بأختي‏.‏

وقال بعض أهل العلم‏:‏ إن أخت قابيل كانت من أحسن الناس فضنّ بها على أخيه وأرادها لنفسه وإنهما لم يكونا من ولادة الجنّة إنما كانا من ولادة الأرض والله أعلم فقال له أبوه آدم‏:‏ يا بنيّ إنها لا تحلّ لك فأبى أن يقبل ذلك من أبيه فقال له أبوه‏:‏ يا بني فقرّب قربانًا ويقرب أخوك هابيل قربانًا فأيّكما قبل الله قربانه فهو أحقّ بها وكان قابيل على بذر الأرض وهابيل على رعاية الماشية فقرّب قابيل قمحًا وقرب هابيل أبكارًا من أبكار غنمه وقيل‏:‏ قرب بقرةً فأرسل الله نارًا بيضاء فأكلت قربان هابيل وتركت قربان قابيل وبذلك كان يُقبل القربان إذا قبله الله فلمّا قبل الله قربان هابيل وتركت قربان قابيل وبذلك كان يقبل القربان إذا قبله الله فلمّا قبل الله قربان هابيل وكان في ذلك القضاء له بأخت قابيل غضب قابيل وغلب عليه الكبر واستحوذ عليه الشيطان وقال‏:‏ لأقتلنّك حتى لا تنكح أختي قال هابيل‏:‏ ‏{‏إنما يتقبل الله من المتقين لئن بسطت إليّ يدك لتقتلني ما أنا بباسطٍ يدي إليك لأقتلك‏}‏ ‏[‏المائدة‏:‏ 27‏]‏‏.‏ إلى قوله‏:‏ فطوعت له نفسه قتل أخيه‏[‏المائدة‏:‏ 27 ‏:‏31‏]‏‏.‏ فاتبعه وهو في ماشيته فقتله فهما اللذان قص الله خبرهما في القرآن فقال‏:‏ ‏{‏واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحقّ إذ قرّبا قربانًا قتقبّل من أحدهما ولم يتقبّل من الآخر‏}‏ ‏[‏المائدة‏:‏ 27‏]‏‏.‏ إلى آخر القصة‏.‏

قال‏:‏ فلمّآ قتله سقط في يده ولم يدر كيف يواريه وذلك أنّه كان فيما يزعمون أوّل قتيل من بني آدم ‏{‏فبعث الله غرابًا يبحث في الأرض ليُريه كيف يواري سوأة أخيه قال يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمين‏}‏ ‏[‏المائدة‏:‏ 31‏]‏‏.‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏لمسرفون‏}‏ ‏[‏المائدة‏:‏ 32‏]‏‏.‏ فلمّا قتل أخاه قال الله تعالى‏:‏ يا قابيل أين أخوك هابيل قال‏:‏ لا أدري ما كنت عليه رقيبًا فقال الله تعالى‏:‏ إن صوت دم أخيك يناديني من الأرض الآن أنت ملعون من الأرض التي فتحت فاها فبلعت دم أخيك فإذا أنت عملت في الأرض فإنها لا تعود تعطيك حرثها حتى تكون فزعًا تائهًا في الأرض فقال قابيل‏:‏ عظمت خطيئتي إن لم تغفرها‏.‏

قيل‏:‏ كان قتله عند عقبة حراء ثم نزل من الجبل آخذًا بيد أخته فهرب بها إلى عدن من اليمن‏.‏

قال ابن عباس‏:‏ لما قتل أخاه أخذ بيد أخته ثم هبط بها من جبل نود إلى الحضيض فقال له آدم‏:‏ اذهب فلا تزال مرعوبًا لا تأمن من تراه فكان لا يمرّ به أحد من ولده إلاّ رماه فأقبل ابن لقابيل أعمى ومعه ابن له فقال للأعمى ابنه‏:‏ هذا أبوك قابيل فارمه فرمى الأعمى أباه قابيل فقتله فقال ابن الأعمى لأبيه‏:‏ قتلت أباك فرفع الأعمى يده فلطم ابنه فمات فقال‏:‏ يا ويلتي قتلت أبي برميتي وابني بلطمتي‏.‏

ولما قتل هابيل كان عمره عشرين سنة وكان لقابيل يوم قتله خمس وعشرون سنة‏.‏

وقال الحسن‏:‏ كان الرجلان اللذان ذكرهما الله تعالى في القرآن بقوله‏:‏ ‏{‏واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق‏}‏ ‏[‏المائدة‏:‏ 27‏]‏‏.‏ من بني إسرائيل ولم يكونا من بني آدم لصلبه وكان آدم أوّل من مات‏.‏

وقال أبو جعفر‏:‏ الصحيح عندنا أنهما ابنا آدم لصلبه للحديث الصحيح عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال‏:‏ ‏(‏ما من نفس تقتل ظلمًا إلا كان على ابن آدم الأول كِفْلٌ منها وذلك لأنه أوّل من سنّ القتل‏)‏ فبان بهذا أنهما لصلب آدم فإن القتل مازال بين بني آدم قبل بني إسرائيل وفي هذا الحديث أنه أول من سنّ القتل ومن الدليل على أنه مات من ذريّة آدم قبله ما ورد في تفسير قوله تعالى‏:‏ ‏{‏هو الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ‏}‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 189‏]‏‏.‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏جعلا له شركاء فيما آتاهما‏}‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 189‏]‏‏.‏

عن ابن عبّاس وابن جبير والسّدّيّ وغيرهم قالوا‏:‏ كانت حواء تلد لآدم فتعبّدهم أي تسميهم عبد الله وعبد الرحمن ونحو ذلك فيصيبهم الموت فأتاهما إبليس فقال‏:‏ لو سميتما بغير هذه الأسماء لعاش ولدكما فولدت ولدًا فسمته عبد الحارث وهو اسم إبليس فنزلت‏:‏ ‏{‏هو الذي خلقكم من نفس واحدة‏}‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 189‏]‏‏.‏ الآيات وقد روى هذا المعنى مرفوعًا‏.‏

قلت‏:‏ إنما كان الله تعالى يميت أولادهم أولًا وأحيا هذا المسمى بعبد الحارث امتحانًا واختبارًا وإن كان الله تعالى يعلم الأشياء بغير امتحان لكن علمًا لا يتعلّق به الثواب والعقاب‏.‏

ومن الدليل على أن القاتل والمقتول ابنا آدم لصلبه ما رواه العلماء عن علي بن أبي طالب أنّ آدم قال لما قتل هابيل‏.‏

تغيرت البلاد ومن عليها فوجه الأرض مغبرّ قبيح في أبيات غيرها‏.‏

وقد زعم أكثر علماء الفرس أن جيومرث هو آدم وزعم بعضهم أنه ابن آدم لصلبه من حواء وقالوا فيه أقوالًا كثيرة يطول بذكرها الكتاب إذ كان قصدنا ذكر الملوك وأيامهم ولم يكن ذكر الاختلاف في نسب ملك من جنس ما أنشأنا له الكتاب فإن ذكرنا من ذلك شيئًا فلتعريف من ذكرنا ليعرفه من لم يكن عارفًا به وقد خالف علماء الفرس فيما قالوا من ذلك آخرون من غيرهم ممن زعم أنّه آدم ووافق علماء الفرس على اسمه وخالفهم في عينه وصفته فزعم أن جيومرث الذي زعمت الفرس أنه آدم إنما هو حام بن يافث بن نوح وأنه كان معمّرًا سيّدًا نزل جبل دنباوند من جبال طبرستان من أرض المشرق وتملك بها وبفارس وعظم أمره وأمر ولده حتى ملكوا بابل وملكوا في بعض الأوقات الأقاليم كلها وابتنى جيومرث المدن والحصون وأعدّ السّلاح وأتخذ الخيل وتجبّر في آخر أمره وتسمى بآدم وقال‏:‏ من سمّاني بغيره قتلته وتزوج ثلاثين امرأة فكثر منهنّ نسله وان ماري ابنه وماريانة أخته ممن كانا ولدًا في آخر عمره فأعجب بهما وقدّمهما فصار الملوك من نسلهما‏.‏ قال أبو جعفر‏:‏ وإنما ذكرت من أمر جيومرث في هذا الموضع ما ذكرتُ لأنّه لا تدافع بين علماء الأمم أنّه أبو الفرس من العجم وإنما اختلفوا فيه هل هو آدم أبو البشر أم غيره على ما ذكرنا ومع ذلك فلأنّ ملكه وملك أولاده لم يزل منتظمًا على سياق متّصل بأرض المشرق وجبالها إلى أن قتل يزدجرد بن شهريار بمرور أيّام عثمان بن عفان والتاريخ على أسماء ملوكهم أسهل بيانًا وأقرب إلى التحقيق منه على أعمار ملوك غيرهم من الأمم إذ لا يُعلم أمّة من الأمم الذين ينتسبون إلى آدم دامت لهم المملكة واتصل الملك لملوكهم يأخذه آخرهم عن أولهم وغابرهم عن سالفهم سواهم‏.‏

وأنا ذاكر ما انتهى إلينا من القول في عمر آدم وأعمار من بعده من ولده من الملوك والأنبياء وجيومرث أبي الفرس فأذكر ما اختلفوا فيه من أمرهم الى الحال التي اجتمعوا عليها واتفقوا على ملك منهم في زمان بعينه أنه هو امللك في ذلك الزمان إن شاء الله‏.‏وكان آدم مع ما أعطاه الله تعالى من ملك الأرض نبيًّا رسولًا إلى ولده وأنزل الله عليه إحدى وعشرين صحيفة كتبها آدم بيده علمّه إيّاها جبرائيل‏.‏

روى أبو ذرّ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال‏:‏ ‏(‏الأنبياء مائة ألف وأربعة وعشرون ألفًا قال‏:‏ قلت‏:‏ يا رسول الله كم الرسل من ذلك قال‏:‏ ثلاثمائة وثلاثة عشر جمًّا غفيرًا يعني كثيرًا طيّبًا قال‏:‏ قلت‏:‏ من أولهم قال‏:‏ آدم قال‏:‏ قلت‏:‏ يا رسول الله وهو نبي مرسل قال‏:‏ نعم خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه ثم سواه قبلًا وكان ممن أنزل عليه تحريم الميتة والدم ‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسافر بلا عنوان
عضوممتاز
عضوممتاز
مسافر بلا عنوان


عدد المساهمات : 577
تاريخ التسجيل : 01/07/2009
ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Flag

ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Emptyالخميس أغسطس 13, 2009 11:18 am

قصة قابيل وهابيل

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ * فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ* فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَاوَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ‏}‏ ‏[‏المائدة‏:‏ 27- 31‏]‏‏.‏
ولنذكر هنا ملخص ما ذكره أئمة السلف في ذلك،عن ابن عباس، وعن مرة، عن ابن مسعود، وعن ناس من الصحابة‏:‏ أن آدم كان يزوج ذكر كل بطن بأنثى الأخرى، وأن هابيل أراد أن يتزوج بأخت قابيل، وكان أكبر من هابيل، وأخت هابيل أحسن، فأراد هابيل أن يستأثر بها على أخيه، وأمره آدم عليه السلام أن يزوجه إياها فأبى، فأمرهما أن يقربا قرباناً‏.‏
وذهب آدم ليحج إلى مكة، واستحفظ السماوات على بنيه، فأبين، والأرضين، والجبال فأبين، فتقبل قابيل بحفظ ذلك‏.‏ فلما ذهب قربا قربانهما، فقرب هابيل جذعة سمينة، وكان صاحب غنم، وقرب قابيل حزمة من زرع من رديء زرعه، فنزلت نار، فأكلت قربان هابيل، وتركت قربان قابيل، فغضب، وقال‏:‏ لأقتلنك حتى لا تنكح أختي، فقال‏:‏ إنما يتقبل الله من المتقين‏.‏ وعن عبد الله بن عمرو، وقال عبد الله بن عمرو‏:‏ وأيم الله إن كان المقتول لأشد الرجلين، ولكن منعه التحرج أن يبسط إليه يده‏.‏
وذكر أبو جعفر الباقر أن آدم كان مباشراً لتقربهما القربان، والتقبل من هابيل دون قابيل، فقال قابيل لآدم‏:‏ إنما تقبل منه لأنك دعوت له، ولم تدع لي، وتوعد أخاه فيما بينه وبينه، فلما كان ذات ليلة أبطأ هابيل في الرعي، فبعث آدم أخاه قابيل لينظر ما أبطأ به، فلما ذهب إذا هو به فقال له‏:‏ تقبل منك، ولم يتقبل مني، فقال‏:‏ ‏{‏إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ‏}‏ فغضب قابيل عندها، وضربه بحديدة كانت معه فقتله‏.‏ وقيل‏:‏ إنه إنما قتله بصخرة، رماها على رأسه، وهو نائم، فشدخته‏.‏وقيل‏:‏ بل خنقه خنقاً شديداً وعضاً، كما تفعل السباع فمات‏.‏ والله أعلم‏.‏ وقوله له لما توعده بالقتل‏:‏ ‏{‏لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ‏}‏ ‏[‏المائدة‏:‏ 28‏]‏‏.‏
دل على خلق حسن، وخوف من الله تعالى، وخشية منه، وتورع أن يقابل أخاه بالسوء الذي أراد منه أخوه مثله‏.‏ولهذا ثبت في ‏(‏الصحيحين‏)‏ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏
(‏‏(‏إذا تواجه المسلمان بسيفيهما، فالقاتل والمقتول في النار‏.‏ قالوا يا رسول الله‏:‏ هذا القاتل، فما بال المقتول‏؟‏
قال‏:‏ إنه كان حريصاً على قتل صاحبه‏)‏‏)‏‏.‏
وقوله‏:‏ ‏{‏إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ‏}‏ ‏[‏المائدة‏:‏ 29‏]‏‏.‏
أي‏:‏ إني أريد ترك مقاتلتك، وإن كنت أشد منك وأقوى، إذ قد عزمت على ما عزمت عليه، أن تبوء بإثمي وإثمك، أي تتحمل إثم قتلي مع ما لك من الآثام المتقدمة قبل ذلك‏.‏
قاله مجاهد، والسدي، وابن جرير، وغير واحد‏.‏
وليس المراد أن آثام المقتول تتحول بمجرد قتله إلى القاتل، كما قد توهمه بعض‏.‏ قال‏:‏ فإن ابن جرير حكى الإجماع على خلاف ذلك‏.‏
وأما الحديث الذي يورده بعض من لا يعلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏
‏(‏‏(‏ما ترك القاتل على المقتول من ذنب‏}‏ فلا أصل له، ولا يعرف في شيء من كتب الحديث، بسند صحيح، ولا حسن، ولا ضعيف، أيضاً‏.‏
ولكن قد يتفق في بعض الأشخاص، يوم القيامة، يطالب المقتول القاتل، فتكون حسنات القاتل لا تفي بهذه الظلمة، فتحول من سيئات المقتول إلى القاتل‏.‏ كما ثبت به الحديث الصحيح في سائر المظالم والقتل من أعظمها، والله أعلم‏. وقد روى الإمام أحمد، وأبو داود، والترمذي، عن سعد بن أبي وقاص، أنه قال عند فتنة عثمان بن عفان‏:‏ أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏
‏(‏‏(‏إنها ستكون فتنة، القاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي خير من الساعي قال‏:‏ أفرأيت إن دخل علي بيتي فبسط يده إلي ليقتلني، قال‏:‏ كن كابن آدم‏)‏‏)‏‏.‏ورواه ابن مردويه، عن حذيفة بن اليمان، مرفوعاً، وقال‏:‏ كن كخير ابني آدم‏.‏وروى مسلم، وأهل السنن، إلا النسائي، عن أبي ذر نحو هذا‏.‏
وأما الآخر فقد قال الإمام أحمد‏:‏ حدثنا أبو معاوية، ووكيع، قالا‏:‏ حدثنا الأعمش عن عبد الله بن مرة، عن مسروق، عن ابن مسعود، قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏‏(‏لا تقتل نفس ظلماً إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها، لأنه كان أول من سن القتل‏)‏‏)‏‏.‏ وبجبل قاسيون شمالي دمشق مغارة يقال لها‏:‏ مغارة الدم، مشهورة بأنها المكان الذي قتل قابيل أخاه هابيل عندها، وذلك مما تلقوه عن أهل الكتاب، فالله أعلم بصحة ذلك‏.‏
وقد ذكر الحافظ ابن عساكر في ترجمة أحمد بن كثير، وقال‏:‏ إنه كان من الصالحين، أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر، وعمر، وهابيل، وأنه استحلف هابيل، أن هذا دمه فحلف له، وذكر أنه سأل الله تعالى أن يجعل هذا المكان يستجاب عنده الدعاء، فأجابه إلى ذلك‏.‏
وصدقه في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال‏:‏ إنه وأبا بكر، وعمر، يزورون هذا المكان في كل يوم خميس‏.‏وهذا منام لو صح عن أحمد بن كثير هذا، لم يترتب عليه حكم شرعي‏.‏ والله أعلم‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَاوَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ‏}‏ ‏[‏المائدة‏:‏ 31‏]‏‏.‏
ذكر بعضهم‏:‏ أنه لما قتله حمله على ظهره سنة‏.‏ وقال آخرون‏:‏ حمله مائة سنة، ولم يزل كذلك حتى بعث الله غرابين‏.‏
قال السدي‏:‏ بإسناده عن الصحابة، أخوين فتقاتلا، فقتل أحدهما الآخر، فلما قتله عمد إلى الأرض، يحفر له فيها، ثم ألقاه، ودفنه، وواراه، فلما رآه يصنع ذلك، قال‏:‏ يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي، ففعل مثل ما فعل الغراب، فواراه ودفنه‏.‏
وذكر أهل التواريخ، والسير، أن آدم حزن على ابنه هابيل حزناً شديداً، وأنه قال في ذلك شعراً، وهو قوله فيما ذكره ابن جرير، تغيرت البلاد ومن عليها * فوجه الأرض مغبر قبيح

تغير كل ذي لون وطعم * وقل بشاشة الوجه المليح

فأجيب آدم‏:‏

أبا هابيل قد قتلا جميعا * وصار الحي كالميت الذبيح

وجاء بشرة قد كان منها * على خوف فجابها يصيح

وهذا الشعر فيه نظر‏.‏ وقد يكون آدم عليه السلام قال كلاماً يتحزن به بلغته، فألفه بعضهم إلى هذا‏.‏ وفيه أقوال، والله أعلم‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسافر بلا عنوان
عضوممتاز
عضوممتاز
مسافر بلا عنوان


عدد المساهمات : 577
تاريخ التسجيل : 01/07/2009
ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Flag

ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Emptyالخميس أغسطس 13, 2009 11:27 am

وقد ذكر مجاهد‏:‏ أن قابيل عوجل بالعقوبة يوم قتل أخاه، فعلقت ساقه إلى فخذه، وجعل وجهه إلى الشمس كيفما دارت، تنكيلاً به وتعجيلاً لذنبه، وبغيه، وحسده لأخيه لأبويه‏.‏
وقد جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏
‏(‏‏(‏ما من ذنب أجدر أن يعجل الله عقوبته في الدنيا مع ما يدخر لصاحبه في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم‏)‏‏)‏‏.‏
والذي رأيته في الكتاب الذي بأيدي أهل الكتاب الذين يزعمون أنه التوراة، أن الله عز وجل أجله وأنظره، وأنه سكن في أرض نود في شرقي عدن، وهم يسمونه قنين، وأنه ولد له خنوخ، ولخنوخ عندر، ولعندر محوايل، ولمحوايل متوشيل، ولمتوشيل لأمك، وتزوج هذا امرأتين عدا وصلا، فولدت عدا ولداً اسمه إبل، وهو أول من سكن القباب، واقتنى المال‏.‏
وولدت أيضاً نوبل، وهو أول من أخذ في ضرب الونج، والصنج، وولدت صلا، ولداً اسمه توبلقين، وهو أول من صنع النحاس والحديد، وبنتاً اسمها نعمى‏.‏ وفيها أيضاً‏:‏ أن آدم طاف على امرأته فولدت غلاماً، ودعت اسمه‏:‏ شيث‏.‏ وقالت من أجل أنه قد وهب لي خلفاً من هابيل الذي قتله قابيل‏.‏
وولد لشيث‏:‏ أنوش‏.‏ قالوا‏:‏ وكان عمر آدم يوم ولد له شيث مائة وثلاثين سنة، وعاش بعد ذلك ثمانمائة سنة، وكان عمر شيث يوم ولد له أنوش، مائة وخمساً وستين، وعاش بعد ذلك ثمانمائة سنة وسبع سنين‏.‏ ‏
وولد له‏:‏ بنون، وبنات غير أنوش، فولد لأنوش‏:‏ قينان، وله من العمر تسعون سنة، وعاش بعد ذلك ثمانمائة سنة وخمس عشرة سنة‏.‏وولد له‏:‏ بنون وبنات، فلما كان عمر قينان سبعين سنة، ولد له‏:‏ مهلاييل، وعاش بعد ذلك ثمانمائة سنة وأربعين سنة‏.‏وولد له‏:‏ بنون وبنات، فلما كان لمهلاييل من العمر خمس وستون سنة، ولد له‏:‏ يرد، وعاش بعد ذلك ثمانمائة وثلاثين سنة‏.‏وولد له‏:‏ بنون وبنات، فلما كان ليرد مائة سنة واثنتان وستون سنة، ولد له‏:‏ خنوخ، وعاش بعد ذلك ثمانمائة سنة‏.‏وولد له‏:‏ بنون وبنات، فلما كان لخنوخ خمس وستون سنة، ولد له‏:‏ متوشلح، وعاش بعد ذلك ثمانمائة سنة‏.‏وولد له‏:‏ بنون وبنات، فلما كان لمتوشلح مائة وسبع وثمانون سنة، ولد له‏:‏ لامك، وعاش بعد ذلك سبعمائة واثنين وثمانين سنة‏.‏
وولد له‏:‏ بنون وبنات، فلما كان للامك من العمر مائة واثنتان وثمانون سنة، ولد له‏:‏ نوح، وعاش بعد ذلك خمسمائة وخمساً وتسعين سنة‏.‏وولد له‏:‏ بنون وبنات، فلما كان لنوح خمسمائة سنة، ولد له بنون‏:‏ سام، وحام، ويافث، هذا مضمون ما في كتابهم صريحاً‏.‏وفي كون هذه التواريخ محفوظة، فيما نزل من السماء نظر، كما ذكره غير واحد من العلماء طاعنين عليهم في ذلك، والظاهر أنها مقحمة فيها‏.‏
ذكرها بعضهم على سبيل الزيادة والتفسير‏.‏ وفيها غلط كثير، كما سنذكره في مواضعه، إن شاء الله تعالى‏.‏
وقد ذكر الإمام أبو جعفر بن جرير في تاريخه، عن بعضهم، أن حواء ولدت لآدم أربعين ولداً في عشرين بطناً‏.‏ قاله ابن إسحاق وسماهم، والله تعالى أعلم‏.‏ وقيل‏:‏ مائة وعشرين بطناً، في كل واحد ذكر وأنثى، أولهم‏:‏ قابيل وأخته قليما، وآخرهم‏:‏ عبد المغيث وأخته أم المغيث‏.‏ ثم انتشر الناس بعد ذلك، وكثروا، وامتدوا في الأرض، ونموا، كما قال الله تعالى‏:‏

‏{‏يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً‏}‏ الآية ‏[‏النساء‏:‏ 1‏]‏‏.‏
وقد ذكر أهل التاريخ، أن آدم عليه السلام لم يمت حتى رأى من ذريته من أولاده، وأولاد أولاده، أربعمائة ألف نسمة، والله أعلم‏.‏
وقال تعالى‏:‏ ‏{‏هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ‏}‏ الآيات ‏[‏الأعراف‏:‏ 189 - 190‏]‏‏.‏
فهذا تنبيه أولاً، بذكر آدم، ثم استطرد إلى الجنس، وليس المراد بهذا ذكر آدم وحواء، بل لما جرى ذكر الشخص، استطرد إلى الجنس، كما في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ‏}‏ ‏[‏المؤمنون‏:‏ 12-13‏]‏‏.‏
وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِلشَّيَاطِينِ‏}‏ ‏[‏الملك‏:‏ 5‏]‏‏.‏
ومعلوم أن رجوم الشياطين، ليست هي أعيان مصابيح السماء، وإنما استطرد من شخصها إلى جنسها‏.
فأما الحديث الذي رواه الإمام أحمد‏:‏ حدثنا عبد الصمد، حدثنا عمر بن إبراهيم، حدثنا قتادة عن الحسن، عن سمرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏(‏‏(‏قال لما ولدت حواء، طاف بها إبليس، وكان لا يعيش لها ولد فقال‏:‏ سميه عبد الحارث، فإنه يعيش، فسمته‏:‏ عبد الحارث، فعاش وكان ذلك من وحي الشيطان وأمره‏)‏‏)‏‏.‏
وهكذا رواه الترمذي، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، في تفاسيرهم عند هذه الآية‏.‏ ورواه بعضهم عن عبد الصمد، ولم يرفعه، فهذه علة قادحة في الحديث أنه روي موقوفاً على الصحابي، وهذا أشبه، والظاهر أنه تلقه من الإسرائيليات‏.‏وهكذا روي موقوفاً على ابن عباس‏.‏ والظاهر أن هذا متلقى عن كعب الأحبار، ودوَّنه، والله أعلم‏.‏وقد فسر الحسن البصري هذه الآيات، بخلاف هذا، فلو كان عنده عن سمرة مرفوعاً لما عدل عنه إلى غيره، والله أعلم‏.‏ وأيضاً فالله تعالى إنما خلق آدم وحواء، ليكونا أصل البشر، وليبث منهما رجالاً كثيراً ونساء، فكيف كانت حواء لا يعيش لها ولد، كما ذكر في هذا الحديث، إن كان محفوظاً‏.‏
والمظنون‏:‏ بل المقطوع به أن رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم خطأ، والصواب وقفه، والله أعلم‏.‏ نعم قد كان آدم وحواء أتقى لله مما ذكر عنهما في هذا، فإن آدم أبو البشر، الذي خلقه الله بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، وعلمه أسماء كل شيء، وأسكنه جنته‏.‏
وقد روى ابن حبان في ‏(‏صحيحه‏)‏، عن أبي ذر، قال‏:‏ قلت يا رسول الله كم الأنبياء‏؟‏
قال‏:‏ ‏(‏‏(‏مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً‏)‏‏)‏‏.‏
قلت‏:‏ يا رسول الله كم الرسل منهم‏؟‏
قال‏:‏ ‏(‏‏(‏ثلاثمائة وثلاثة عشر جم غفير‏)‏‏)‏‏.‏
قلت‏:‏ يا رسول الله من كان أولهم‏؟‏
قال‏:‏ ‏(‏‏(‏آدم‏)‏‏)‏‏.‏
قلت‏:‏ يا رسول الله نبي مرسل‏؟‏
قال‏:‏ ‏(‏‏(‏نعم خلقه الله بيده، ثم نفخ فيه من روحه، ثم سواه قبلاً‏)‏‏)‏‏.‏
وقال الطبراني‏:‏ حدثنا إبراهيم بن نائلة الأصبهاني، حدثنا شيبان بن فروخ، حدثنا نافع بن هرمز، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس، قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏(‏‏(‏ألا أخبركم بأفضل الملائكة جبريل، وأفضل النبيين آدم، وأفضل الأيام يوم الجمعة، وأفضل الشهور شهر رمضان، وأفضل الليالي ليلة القدر، وأفضل النساء مريم بنت عمران‏)‏‏)‏‏.‏
وهذا إسناد ضعيف، فإن نافعاً أبا هرمز كذبه ابن معين، وضعفه أحمد، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وابن حبان، وغيرهم، والله أعلم‏.‏وقال كعب الأحبار‏:‏ ليس أحد في الجنة له لحية إلا آدم، لحيته سوداء إلى سرته، وليس أحد يكنى في الجنة إلا آدم، كنيته في الدنيا أبو البشر، وفي الجنة أبو محمد‏.‏ ‏وقد روى ابن عدي، من طريق سبح ابن أبي خالد، عن حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله مرفوعاً‏:‏
(‏‏(‏أهل الجنة يدعون بأسمائهم، إلا آدم فإنه يكنى أبا محمد‏)‏‏)‏‏.‏
ورواه ابن عدي أيضاً، من حديث علي بن أبي طالب، وهو ضعيف من كل وجه، والله أعلم‏.‏
وفي حديث الإسراء الذي في ‏(‏الصحيحين‏)‏‏:‏ ‏(‏‏(‏أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما مر بآدم، وهو في السماء الدنيا، قال له‏:‏ مرحباً بالابن الصالح، والنبي الصالح‏.‏
قال‏:‏ وإذا عن يمينه أسودة، وعن يساره أسودة، فإذا نظر عن يمينه ضحك، وإذا نظر عن شماله بكى‏.‏
فقلت‏:‏ يا جبريل ما هذا‏؟‏‏.‏
قال‏:‏ هذا آدم، وهؤلاء نسم بنيه‏.‏ فإذا نظر قبل أهل اليمين، وهم أهل الجنة ضحك، وإذا نظر قبل أهل الشمال، وهم أهل النار بكى‏)‏‏)‏‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسافر بلا عنوان
عضوممتاز
عضوممتاز
مسافر بلا عنوان


عدد المساهمات : 577
تاريخ التسجيل : 01/07/2009
ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Flag

ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Emptyالخميس أغسطس 13, 2009 11:34 am

وفاة آدم ووصيته إلى ابنه شيث

ومعنى شيث هبة الله، وسمياه بذلك لأنهما رزقاه بعد أن قتل هابيل‏.‏ قال أبو ذر في حديثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏(‏‏(‏إن الله أنزل مائة صحيفة وأربع صحف‏)‏‏)‏‏.‏

على شيث خمسين صحيفة‏.‏

قال محمد بن إسحاق‏:‏ ولما حضرت آدم الوفاة، عهد إلى ابنه شيث وعلمه ساعات الليل والنهار، وعلمه عبادات تلك الساعات، وأعلمه بوقوع الطوفان بعد ذلك‏.‏ قال‏:‏ ويقال إن انتساب بني آدم اليوم كلها تنتهي إلى شيث‏.‏ وسائر أولاد آدم غيره انقرضوا وبادوا والله أعلم‏.‏ولما توفي آدم عليه السلام، وكان ذلك يوم الجمعة، جاءته الملائكة بحنوط وكفن من عند الله عز وجل من الجنة‏.‏ وعزوا فيه ابنه ووصيه شيثاً عليه السلام‏.‏

قال ابن إسحاق‏:‏ وكسفت الشمس والقمر سبعة أيام بلياليهن‏.‏

وقد قال عبد الله بن الإمام أحمد‏:‏ حدثنا هدبة بن خالد، حدثنا حماد بن سلمة، عن حميد، عن الحسن، عن يحيى هو ابن ضمرة السعدي قال‏:‏ رأيت شيخاً بالمدينة تكلم فسألت عنه، فقالوا‏:‏ هذا أبي بن كعب‏.‏

فقال‏:‏ إن آدم لما حضره الموت قال لبنيه‏:‏ أي بني إني أشتهي من ثمار الجنة، قال‏:‏ فذهبوا يطلبون له، فاستقبلتهم الملائكة ومعهم أكفانه وحنوطه، ومعهم الفوس والمساحي والمكاتل، فقالوا لهم‏:‏ يا بني آدم ما تريدون وما تطلبون‏؟‏ أو ما تريدون، وأين تطلبون‏؟‏

قالوا‏:‏ أبونا مريض واشتهى من ثمار الجنة‏.‏

فقالوا لهم‏:‏ ارجعوا، فقد قضى أبوكم فجاءوا، فلما رأتهم حواء عرفتهم فلاذت بآدم، فقال‏:‏ إليك عني، فإني إنما أتيت من قبلك فخلي بيني وبين ملائكة ربي عز وجل، فقبضوه، وغسلوه، وكفنوه، وحنظوه وحفروا له ولحدوه، وصلوا عليه، ثم أدخلوه قبره، فوضعوه في قبره، ثم حثوا عليه، ثم قالوا يا بني آدم هذه سنتكم، إسناد صحيح إليه‏.‏

وروى ابن عساكر، من طريق شيبان بن فروخ، عن محمد بن زياد، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏(‏‏(‏كبرت الملائكة على آدم أربعاً، وكبر أبي بكر على فاطمة أربعاً، وكبر عمر على أبي بكر أربعاً، وكبر صهيب على عمر أربعاً‏)‏‏)‏‏.‏

قال ابن عساكر، ورواه غيره عن ميمون فقال‏:‏ عن ابن عمر‏.‏

واختلفوا في موضع دفنه؛ فالمشهور أنه دفن عند الجبل، الذي أهبط منه في الهند‏.‏

وقيل بجبل أبي قبيس بمكة‏.‏

ويقال‏:‏ إن نوحاً عليه السلام، لما كان زمن الطوفان، حمله هو وحواء في تابوت، فدفنهما ببيت المقدس‏.‏

حكى ذلك ابن جرير‏.‏ وروى ابن عساكر عن بعضهم، أنه قال‏:‏ رأسه عند مسجد إبراهيم، ورجلاه عند صخرة بيت المقدس، وقد ماتت بعده حواء بسنة واحدة‏.‏

واختلف في مقدار عمره عليه السلام، فقدَّمنا في الحديث، عن ابن عباس، وأبي هريرة مرفوعاً، أن عمره اكتتب في اللوح المحفوظ ألف سنة‏.‏

وهذا لا يعارضه ما في التوارة، من أنه عاش تسعمائة وثلاثين سنة، لأن قولهم هذا، مطعون فيه مردود، إذا خالف الحق الذي بأيدينا مما هو المحفوظ عن المعصوم‏.‏

وأيضاً فإن قولهم هذا، يمكن الجمع بينه وبين ما في الحديث، فإن ما في التوراة إن كان محفوظاً، محمول على مدة مقامه في الأرض بعد الإهباط، وذلك تسعمائة وثلاثون سنة شمسية، وهي بالقمرية تسعمائة وسبع وخمسون سنة، ويضاف إلى ذلك ثلاث وأربعون سنة، مدة مقامه في الجنة قبل الإهباط، على ما ذكره ابن جرير، وغيره، فيكون الجميع ألف سنة‏.‏وقال عطاء الخراساني‏:‏ لما مات آدم بكت الخلائق عليه سبعة أيام‏.‏رواه ابن عساكر‏.‏ فلما مات آدم عليه السلام، قام بأعباء الأمر بعده ولده شيث عليه السلام‏.‏ وكان نبياً بنص الحديث، الذي رواه ابن حبان في ‏(‏صحيحه‏)‏، عن أبي ذر مرفوعاً، أنه أنزل عليه خمسون صحيفة، فلما حانت وفاته، أوصى إلى ابنه أنوش، فقام بالأمر بعده، ثم بعده ولده قينن‏.‏

ثم من بعده ابنه مهلاييل، وهو الذي يزعم الأعاجم من الفرس، أنه ملك الأقاليم السبعة، وأنه أول من قطع الأشجار، وبنى المدائن، والحصون الكبار‏.‏ وأنه هو الذي بنى مدينة بابل، ومدينة السوس الأقصى‏.‏

وأنه قهر إبليس وجنوده، وشردهم عن الأرض إلى أطرافها، وشعاب جبالها، وأنه قتل خلقاً من مردة الجن، والغيلان، وكان له تاج عظيم، وكان يخطب الناس، ودامت دولته أربعين سنة‏.‏ فلما مات، قام بالأمر بعده ولده يرد، فلما حضرته الوفاة، أوصى إلى ولده خنوخ، وهو إدريس عليه السلام، على المشهور‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسافر بلا عنوان
عضوممتاز
عضوممتاز
مسافر بلا عنوان


عدد المساهمات : 577
تاريخ التسجيل : 01/07/2009
ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Flag

ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Emptyالخميس أغسطس 13, 2009 11:37 am

ذكر ولادة شيث

ومن الأحداث في أيامه ولادة شيث وكانت ولادته بعد مضيّ مائة وعشرين سنة لآدم وبعد قتل هابيل بخمس سنين وقيل‏:‏ ولد فردًا بغير توأم وتفسير شيث هبة الله ومعناه أنه خلف من هابيل وهو وصيّ آدم وقال ابن عباس‏:‏ كان معه توأم ولما حضرت آدم الوفاة عهد الى شيث وعلّمه ساعات الليل والنهار وعبادة الخلوة في كل ساعة منها وأعلمه بالطوفان وصارت الرياسة بعد آدم إليه وأنزل الله عليه خمسين صحيفة وإليه أنساب بني آدم كلّهم اليوم‏.‏

وأما الفرس الذين قالوا إن جيومرث هو آدم فإنهم قالوا‏:‏ ولد لجيومرث ابنته ميشان أخت ميشى وتزوج ميشى أخته ميشان فولدت له سيامك وسيامي وفولد لسيامك بن جيومرث افروال ودقس وبواسب واجرب واوراش وأمهم جيمعًا سيامي ابنه ميشي وهي أخت أبيهم وذكروا أن الأرض كلها سبعة أقاليم فأرض باب وما يوصل إليه مما يأتيه الناس برًا وبحرًا فهو من إقليم واحد وسكانُه ولد افروال بن سيامك وأعقابهم فولد لافروال ابن سيامك من افرى ابنة سيامك أو شهنج بيشداد الملك وهو الذي خلف جدّه جيومرث في الملك وهو أول من جميع ملك الأقاليم السبعة وسنذكر أخباره‏.‏وكان بعضهم يزعم أن اوشهنج هذا هو ابن آدم لصلبه من حواء‏.‏ وأما ابن الكلبي فإنه زعم أن أول من ملك الأرض أو شهنق بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح قال‏:‏ والفرس تزعم أنه كان بعد آدم بمائتي سنة وإنما كان بعد نوح بمائتي سنة ولم تعرف الفرس ما كان قبل نوح‏.‏

والذي ذكره هشام بن الكلبيّ لا وجه له لاأن أوشهنج مشهور عند الفرس وكل قوم أعلم بأنسابهم وأيامهم من غيرهم قال‏:‏ وقد زعم بعض نسّابة الفرس أن أوشهنج هذا هو مهلائيل وأنّ أباه أفروال هو قينان وأنّ سيامك هو أنوش أبو قينان وأن ميشي هو شيث أبو أنوش وأنّ جيومرث هو آدم فإن كان الأمر كما زعم فلا شكّ أن أوشهنج كان في زمن آدم رجلًا وذلك لأنّ مهلائيل فيما ذكر في الكتب الأولى كانت ولادة أمّه دينة ابنة براكيل بن محويل بن حنوخ بن قين بن آدم وأتاه بعدما مضى من عمر آدم ثلاثمائة سنة وخمس وتسعون سنة وقد كان له حين وفاة أبيه آدم ستمائة سنة وخمس وستون سنة على حساب أن عمر آدم كان ألف سنة وقد زعمت الفرس أن ملك أوشهنج كان أربعين سنة فإن كان الأمر على ما ذكره النسّابة الذي ذكرت عنه ما ذكرت فيما يبعد من قال‏:‏ إن ملكه كان بعد وفاة آدم بمائتي سنة‏.‏ذكر أن آدم مرض أحد عشر يومًا وأوصي إلى ابنه شيث وأمره أن يخفي علمه عن قابيل وولده لأنه قتل هابيل حسدًا منه له حين خصّه آدم بالعلم فأخفى شيث وولده ما عندهم من العلم ولم يكن عند قابيل وولده علم ينتفعون به‏.‏

وقد روى أبو هريرة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال‏:‏ قال الله تعالى لآدم حين خلقه‏:‏ إئتِ أولئك النفر من الملائكة قل السلام عليكم فأتاهم فسلّم عليهم وقالوا له‏:‏ عليك السلام ورحمة الله ثم رجع الى ربّه فقال له‏:‏ هذه تحيّتك وتحية ذريتك بينهم ثم قبض له يديه فقال له‏:‏ خذ واختر فقال‏:‏ أحببت يمين ربي وكلتا يديه يمين ففتحها له فإذا فيها صورة آدم وذريته كلهم وإذا كل رجل منهم مكتوب عنده أجله وإذا آدم قد كتب له عمر ألف سنة وإذا كل رجل منهم مكتوب عنده أجله وإذا آدم قد كتب له عمر ألف سنة وإذا قوم عليهم النور فقال‏:‏ يا رب من هؤلاء الذين عليهم النور فقال‏:‏ هؤلاء الأنبياء والرسل الذين أرسلهم الى عبادي وإذا فيهم رجل هو من أضوئهم نورًا ولم يكتب له من العمر إلا أربعون سنة فقال آدم‏:‏ يا ربّ هذا من أضوئهم نورًا ولم تكتب له إلا أربعين سنة بعد أن أعلمه أنه داود عليه السلام فقال‏:‏ ذلك ما كتبت له فقال‏:‏ يا ربّ انقص له من عمري ستين سنة فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلما أهبط الى الأرض كان يعدّ أيّامه فلما أتاه ملك الموت لقبضه قال له آدم‏:‏ عجلت يا ملك الموت قد بقي من عمري ستون سنة فقال له ملك الموت‏:‏ ما بقي شيء سألت ربّك أن يكتبه لابنك داود فقال‏:‏ ما فعلت فقال النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏:‏ فنسي آدم فنسيت ذرّيته وجحد فجحدت ذرّيّته فحينئذٍ وضع الله الكتاب وأمر بالشهود‏.‏

وروي عن ابن عباس قال‏:‏ لما نزلت آية الدين قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏:‏ إنّ أول من جحد آدم ثلاث مرار وإن الله لما خلقه مسح ظهره فأخرج منه ما هو ذار إلى يوم القيامة فجعل يعرضهم على آدم فرأى منهم رجلًا يزهر قال‏:‏ أي ربّ أيّ بنيّ هذا قال‏:‏ ابنك داود قال‏:‏ كم عمره قال‏:‏ ستون سنة قال‏:‏ زده من العمر قال الله تعالى‏:‏ لا إلا أن تزيده أنت وكان عمر آدم ألف سنة فوهب له أربعين سنة فكتب عليه بذلك كتابًا وأشهد عليه الملائكة فلما احتضر آدم أتته الملائكة لتقبض روحه فقال‏:‏ قد بقي من عمري أربعون سنة قالوا‏:‏ إنك قد وهبتها لابنك داود قال‏:‏ ما فعلتُ ولا وهبتُ له شيئًا فأنزل الله عليه الكتاب وأقام الملائكة شهودًا فأكمل لآدم ألف سنة وأكمل لداود مائة سنة‏.‏ وروي مثل هذا عن جماعة منهم سعيد بن جبير وقال ابن عباس‏:‏ كان عمر آدم تسعمائة سنة وستًّا وثلاثين سنة وأهل التوراة يزعمون أن عمر آدم تسعمائة سنة وثلاثون سنة والأخبار عن رسول الله والعلماء ما ذكرنا ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أعلم الخلق‏.‏وعلى رواية أبي هريرة التي فيها أنّ آدم وهب داود من عمره ستين سنة لم يكن كثير اختلاف بين الحديثين وما في التوراة سوى ما وهبه لداود‏.‏

قال ابن إسحاق عن يحيى بن عباد عن أبيه قال‏:‏ بلغني أن آدم حين مات بعث الله بكفنه وحنوطه من الجنّة ثمّ وليت الملائكة قبره ودفنه حتى غيّبوه‏.‏

وروى أبي بن كعب عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏:‏ ‏(‏أن آدم حين حضرته الوفاة بعث الله إليه بحنوطه وكفنه من الجنّة فلما رأت حواء الملائكة ذهبت لتدخل دونهم فقال‏:‏ خلّي عني وعن رسل ربي فما لقيت ما لقيت إلا منك ولا أصابني ما أصابني إلا فيك فلما قبض غسلوه بالسدر والماء وترًا وكفنوه في وتر من الثياب ثم لحدوا له ودفنوه ثم قالوا‏:‏ هذه سنّة ولد آدم من بعده‏)‏‏.‏

قال ابن عباس‏:‏ لما مات آدم قال شيث لجبرائيل‏:‏ صلّ عليه فقال‏:‏ تقدّمْ أنت فصلّ على أبيك فكبّر عليه ثلاثين تكبيرة فأمّا خمس فهي الصلاة وأما خمس وعشرون فتفضيلًا لآدم‏.‏ وكانت وفاته يوم الجمعة كما تقدّم وذكر أن حوّاء عشات بعده سنة ثمّ ماتت فدفنت مع زوجها في الغار الذي ذكرت إلى وقت الطوفان واستخرجهما نوح وجعلهما في تابوت ثم حملهما معه في السفينة فلما غاضت الأرض الماء ردّهما إلى مكانهما الذي انا فيه قبل الطوفان قال‏:‏ وكانت حواء فيما ذكر قد غزلت ونسجت وعجنت وخبزت وعملت أعمال النساء كلها‏.‏

وإذ قد فرغنا من ذكر آدم وعدوّه إبليس وذكر أخبارهما وما صنع الله بعدوّه إبليس حين تجبّر وتكبر من تعجيل العقوبة وطغى وبغى من الطرد والإبعاد والنظرة الى يوم الدين وما صنع بآدمٍ إذ أخطأ ونسي من تعجيل العقوبة له ثم تغمّده إيّاه بالرحمة إذ تاب من زلّته فأرجع إلى ذكر قابيل وشيث ابني آدم وأولادهما إن شاء الله‏.‏ قد ذكرنا بعض أمره وأنه كان وصي آدم في مخلفيه بعد مضيّه لسبيله وما أنزل الله عليه من الصحف وقيل‏:‏ إنه لم يزل مقيمًا بمكّة يحج ويعتمر إلى أن مات وإنه كان جمع ما أنزل عليه وعلى أبيه آدم من الصحف وعمل بما فيها وإنه بنى الكعبة بالحجارة والطين‏.‏

وأما السلف من علمائنا فإنهم قالوا‏:‏ لم تزل القبة التي جعل الله لآدم مكان البيت إلى أيام الطوفان فرفعها الله حين أرسل الطوفان وقيل‏:‏ إن شيثًا لما مرض أوصى إلى ابنه أنوش ومات فدفن مع أبويه بغار أي قبيس وكانت وفاته وقد أتت عليه تسعمائة سنة واثنتا عشرة سنة وقام أنوش بن شيث بعد موت أبيه بسياسة الملك وتدبير من تحت يديه من رعيّته مقام أبيه لا يوقف منه على تغيير ولا تبديل فكان جميع عمر أنوش سبعمائة وخمس سنين وكان مولده بعد أن مضى من عمر أبيه شيث ستمائة سنة وخمس سنين وهذا قول أهل التوراة‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسافر بلا عنوان
عضوممتاز
عضوممتاز
مسافر بلا عنوان


عدد المساهمات : 577
تاريخ التسجيل : 01/07/2009
ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Flag

ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Emptyالخميس أغسطس 13, 2009 11:43 am

وقال ابن عباس‏:‏ ولد لشيث أنوش وولد معه نفر كثير وإليه أوصى شيث ثم ولد لأنوش بن شيث ابنه قينان من أخته نعمة بنت شيث بعد مضيّ تسعين سنة من عمر أنوش وولد معه نفر كثير وإليه الوصيّة وولد قينان مهلائيل ونفرًا كثيرًا عنه وإليه الوصيّة وولد مهلائيل يرد وهو اليارد ونفرًا معه وإليه الوصيّة فولد يرد حنوخ وهو إدريس النبيّ ونفرًا معه وإليه الوصية وولد حنوخ متوشلخ ونفرًا معه وإليه الوصية‏.‏

وأما التوراة ففيها أن مهلائيل ولد بعد أن مضى من عمرآدم عليه السلام ثلاثمائة وخمس وتسعون سنة ومن عمر قينان سبعون وولد يرد لمهلائيل بعدما مضى من عمر آدم أربعمائة سنة وستون سنة فكان على منهاج أبيه غير أن الأحداث بدأت في زمانه‏.‏ملك شيث إلى أن ملك يرد ذكر أن قابيل لما قتل هابيل وهرب من أبيه آدم إلى اليمن أتاه إبليس فقال له‏:‏ إنّ هابيل إنما قبل قربانه وأكلته النار لأنه كان يخدم النار ويعبدها فانصب أنت أيضًا نارًا تكون لك ولعقبك فبنى بيت نار فهو أول من نصب النار وعبدها‏.‏

وقال ابن إسحاق‏:‏ إن قينًا وهو قابيل نكح أخته أشوت بنت آدم فولدت له رجلًا وامرأة‏:‏ خنوخ بن قين وعذب بنت قين فنكح خوخ أخته عذب فولدت ثلاثة بنين وامرأة‏:‏ غيرد ومحويل وزنوشيل وموليث ابنة خنوخ فنكح أنوشيل بن خنوخ أخته موليث وولدت له رجلًا اسمه لامك فنكح لامك امرأتين اسم إحداهما عدّى والأخرى صلّى فولدت عدّى بولس بن لامك فكان أول من سكن القباب واقتنى المال وتوبلين فكان أول من ضرب بالونج والصنج وولدت رجلًا اسمه توبلقين وكان أول من عمل النحاس والحديد وكان أولادهم فراعنة وجبابرة وكانوا قد أعطوا بسطة في الخلق قال‏:‏ ثم انقرض ولد قين ولم يتركوا عقبًا إلا قليلًا وذرية آدم كلها جهلت أنسابهم وانقطع نسلهم إلا ما كان من شيث فمنه كان النسل وأنساب الناس اليوم كلهم إليه دون أبيه آدم ولم يذكر ابن إسحاق من أمر قابيل وولده إلا ما حكيت‏.‏وقال غيره من أهل التوراة‏:‏ إن أول من اتخذ الملاهي من ولد قابيل رجل يقال له ثوبان بن قابيل اتخذها في زمان مهلائيل بن قينان اتخذ المزامير والطنابير والطبول والعيدان والمعازف فانهمك ولد قابيل في اللهو وتناهى خبرهم الى من بالجبل من ولد شيث فهم منهم مائة رجل بالنزول إليهم وبمخالفة ما أوصاهم به آباؤهم وبلغ ذلك يارد فوعظهم ونهاهم فلم يقبلوا ونزلوا إلى ولد قابيل فأعجبوا بما رأوا منهم فلمّا أرادوا الرجوع حيل بينهم وبين ذلك لدعوة سبقت من آبائهم فلمّا أرادوا الرجوع حيل بينهم وبين ذلك لدعوةٍ سبقت من آبائهم فلما أبطأوا ظنّ من بالجبل ممن كان في نفسه زيغ أنهم أقاموا اغتباطًا فتسلّلوا ينزلون من الجبل ورأوا اللهو فأعجبهم ووافقوا نساءً من ولد قابيل متشرّعات إليهم وصرن معهم وانهمكوا في الطغيان وفشت الفحشاء وشرب الخمر فيهم وهذا القول غير بعيد من الحق وذلك أنه قد روي عن جماعة من سلف علمائنا المسلمين نحو منه وإن لم يكونوا بينوا زمان من حدث - ذلك في ملكه إلا أنهم ذكروا أن ذلك كان فيما بين آدم ونوح منهم ابن عباس أو مثله ومثله روى الحكم بن عتيبة عن أبيه مع اختلاف قريب من القولين والله أعلم‏.‏

وأما نسّابو الفرس فقد ذكرت ما قالوا في مهلائيل بن قينان وأنه هو أوشهنج الذي ملك الأقاليم السبعة وبينت قول من خالفهم وقال هشام بن الكلبيّ‏:‏ إنه أول من بني البناء واستخرج المعادن وأمر أهل زمانه باتخاذ المساجد وبني مدينتين كانتا أول ما بني على ظهر الأرض من المدائن وهما مدينة بابل وهي بالعراق ومدينة السوس بخوزستان وكان ملكه أربعين سنة‏.‏

وقال غيره‏:‏ هو أوّل من استنبط الحديد وعمل منه الأدوات للصناعات وقدّر المياه في مواضع المنافع وحضّ الناس على الزراعة واعتماد الأعمال وأمر بقتل السباع الضارية واتخاذ الملابس من جلودها والمفارش وبذبح البقر والغنم والوحش وأكل لحومها وإنه بنى مدينة الريّ قالوا‏:‏ وهي أول مدينة بنيت بعد مدينة جيومرث التي كان يسكنها بدنباوند وقالوا‏:‏ إنه أول من وضع الأحكام والحدود وكان ملقبًّا بذلك يدعى بيشداد ومعناه بالفارسية أول من حكم بالعدل وذلك أن بيش معناه أول وداد معناه عدل وقضى وهو أول من استخدم الجواري وأوّل من قطع الشجر وجعله في البناء وذكروا أنه نذل الهند وتنقل في البلاد وعقد على رأسه تاجًا وذكروا أنه قهر إبليس وجنوده ومنعهم الاختلاط بالناس وتوعدهم على ذلك وقتل مردتهم فهربوا من خوفه الى المفاوز والجبال فلما مات عادوا‏.‏

وقيل‏:‏ إنه سمى شرار الناس شياطين واستخدمهم وملك الأقاليم كلّها وإنه كان بين مولد أوشهنج وموت جيومرث مائتا سنة وثلاث وعشرون سنة‏.‏

عتيبة بالعين وبعدها تاء فوقها نقطتان وياد تحتها نقطتان وباء موحدة‏.‏وقيل يارد بن مهلائيل أمّه خالته سمعن ابنة براكيل بن محويل بن حنوخ بن قين بن آدم ولد بعدما مضى من عمر آدم أربعمائة سنة وستون سنة وفي أيامه عملت الأصنام وعاد من عاد عن الاسلام ثم نكح يرد في قول ابن إسحاق وهو ابن مائة واثنتين وستين سنة بركتا ابنة الدرمسيل بن محويل بن خنوخ بن قين بن آدم فولدت له خنوخ وهو إدريس النبيّ فكان أول بني آدم أعطي النبّوة وخط بالقلم وأول من نظر في علوم النجوم والحساب وحكماء اليونانيين يسمونه هرمس الحكيم وهو عظيم عندهم فعاش يرد بعد مولد إدريس ثمانمائة سنة وولد له بنون وبنات فكان عمره تسعمائة سنة واثنتين وستين سنة وقيل‏:‏ أنزل على إدريس ثلاثون صحيفة وهو أول من جاهد في سبيل الله وقطع الثياب وخاطها وأوّل من سبى من ولد قابيل بن آدم فاسترقَّ منهم وكان وصيّ والده يرد فيما كان آباؤه وصّوا به إليه وفيما أوصى بعضهم بعضًا وتوفي آدم بعد أن مضى من عمر إدريس ثلاثمائة وثماني سنين ودعا إدريس قومه وعظهم وأمرهم بطاعة الله تعالى ومعصية الشيطان وأن لا يلابسوا ولد قابيل فلم يقبلوا منه‏.‏

قال‏:‏ وفي التوراة أن الله رفع إدريس بعد ثلاثمائة سنة وخمس وستين سنة من عمره وبعد أن مضى من عمر أبيه خمسمائة سنة وسبع وعشرون سنة فعاش أبوه بعد ارتفاعه أربعمائة وخمسًا وثلاثين سنة تمام تسعمائة واثنتين وستين سنة‏.‏ قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏:‏ ‏(‏يا أبا ذرّ من الرسل أربعة سريانيون‏:‏ آدم وشيث ونوح وخنوخ وهو أول من خط بالقلم وأنزل الله عليه ثلاثين صحيفة‏)‏‏.‏ وقيل‏:‏ إن الله أرسله إلى جميع أهل الأرض في زمانه وجمع له علم الماضين وزاده ثلاثين صحيفة وقال بعضهم‏:‏ ملك بيوراسب في عهد إدريس وكان قد وقع عليه من كلام آدم فاتخذه سحرًا وكان بيوراسب يعمل به يارد بياء معجمة باثنتين من تحتها وراء مهملة وذال معجمة وحنوخ بحاء مهملة مفتوحة ونون بعدها واو وخاء معجمة وقيل‏:‏ بخائين معجمتين‏.‏

ذكر ملك طهمورث زعمت الفرس أنه ملك بعد موت أوشهنج طهمورث بن ويونجهان يعني خير أهل الأرض ابن حبايداد بن أوشهنج وقيل في نسبه غير ذلك وزعم الفرس أيضًا أنه ملك الأقاليم السبعة وعقد على رأسه تاجًا وكان محمودًا في ملكه مشفقًا على رعيّته وأنه ابتنى سابور من فارس ونزلها وتنقل في البلدان وأنه وثب بإبليس حتى ركبه فطاف عليه في أداني الأرض وأقاصيها وأفزعه ومردته حتى تفرّقوا وكان أوهل من اتخذ الصوف والشعر للّبس والفرش وأول من اتخذ زينة الملوك من الخيل والبغال والحمير وأمر باتخاذ الكلاب لحفظ المواشي وغيرها وأخذ الجوارح للصيد وكتب بالفارسية وأنّ بيوراسب ظهر في أول سنة من ملكه ودعا إلى ملّة كذا قال أبو جعفر وغيره من العلماء‏:‏ إنه ركب إبليس وطاف عليه والعهدة عليهم وإنما نحن نقلنا ما قالوه‏.‏

قال ابن الكلبي‏:‏ أول ملوك الأرض من بابل طهمورث وكان لله مطيعًا وكان ملكه أربعين سنة وهو أوّل من كتب بالفارسية وفي أيامه عبدت الأصنام وأول ما عرف الصوم في ملكه وسببه أن قومًا فقراء تعذّر عليهم القوت فأمسكوا نهارًا وأكلوا ليلًا ما يمسك رمقهم ثم اعتقدوه تقرُّبًا الى الله وجاءت الشرائع به‏.‏

ذكر خنوخ وهو إدريس عليه السلام ثم نكح خنوخ بن يرد هدانة ويقال اذانة ابنة باوبل بن محويل بن خنوخ بن قين بن آدم وهو ابن خمس وستين سنة فولدت له متوشلخ بن خنوخ فعاش بعدما ولد متوشلخ ثلاثمائة سنة ثمّ رفع واستخلفه خنوخ على أمر ولده وأمر الله وأوصاه وأهل بيته قبل أن يرفع وأعلمهم أن الله سوف يعذب ولد قابيل ومن خالطهم ونهاهم عن مخالطتهم وإنه كان أوّل من ركب الخيل لأنه سلك رسم أبيه خنوخ في الجهاد ثم نكح متوشلخ عربا ابنة عزازيل بن أنوشيل بن خنوخ بن قين وهو ابن مائة سنة وسبع وثلاثين سنة فولدت له لمك بن متوشلخ فعاش بعدما ولد له لمك سبع مائة سنة وولد له بنون وبنات فكان كلُّ ما عاش متوشلخ تسعمائة سنة وسبعًا وعشرين سنة ثم مات وأوصى الى ابنه لمك فكان لمك يعظ قومه وينهاهم عن مخالطة ولد قابيل فلم يقبلوا حتى نزل إليهم جميع من كان معهم في الجبل‏.‏

وقيل‏:‏ كان لمتوشلخ ابن آخر غير لمك يقال له صابي وبه سمي الصابئون‏.‏

قلت‏:‏ محويل بحاء مهملة وياء معجمة باثنتين من تحت وقين بقاف وياء معجمة باثنتين من تحت ومتوشلخ بفتح الميم وبالتاء المعجمة باثنتين من فوق وبالشين المعجمة وبحاء مهملة وقيل خاء معجمة‏.‏

ونكح لمك بن متوشلخ قينوش ابنة براكيل بن محويل بن خنوخ بن قين وهو ابن مائة سنة وسبع وثمانين سنة فولدت له نوح بن لمك وهو النبيّ فعاش لمك بعد مولد نوح خمسمائة سنة وخمسًا وتسعين سنة وولد له بنون بونات ثمّ مات ونكح نوح بن لمك عزرة بنت براكيل بن محويل بن خنوخ بن قين وهو ابن خمسمائة سنة فولدت له ولده سامًا وحامًا ويافث بني نوح وكان مولد نوح بعد موت آدم بمائة سنة وستّ وعشرين سنة ولما أدرك قال له أبوه لمك‏:‏ قد علمت أنه لم يبق في هذا الجبل غيرنا فلا تستوحش ولا تتبع الأمّة الخاطئة وكان نوح يدعو قومه ويعظهم فيستخفّون به‏.‏وقيل‏:‏ كان نوح في عهد بيوراسب وكانوا قومه فدعاهم الى الله تسعمائة وخمسين سنة كلّما مضى قرن اتبعهم قرن على ملّة واحدة من الكفر حتى أنزل الله عليهم العذاب‏.‏

وقال ابن عبّاس فيما رواه ابن الكلبيّ عن أبي صالح عنه‏:‏ فولد لمك نوحًا وكان له يوم ولد نوح اثنتان وثمانون سنة ولم يكن في ذلك الزمان أحد ينهى عن منكر فبعث الله إليهم نوحًا وهو ابن أربع مائة وثمانين سنة فدعاهم مائة وعشرين سنة ثمّ أمره الله بصنعة الفلك فصنعها وركبها وهو ابن ستمائة سنة وغرق من غرق ثمّ مكث من بعد السفينة ثلاثمائة سنة وخمسين سنة‏.‏

وروي عن جماعة من السلف أنه كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على ملّة الحقّ وأن الكفر بالله حدث في القرن الذي بعث فيه إليهم نوح فأرسله الله وهو أوّل نبيّ بعث بالإنذار والدّعاء إلى التوحيد وهو قول ابن عبّاس وقتادة‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسافر بلا عنوان
عضوممتاز
عضوممتاز
مسافر بلا عنوان


عدد المساهمات : 577
تاريخ التسجيل : 01/07/2009
ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Flag

ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Emptyالخميس أغسطس 13, 2009 11:49 am

إدريس عليه السلام

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَبِيّاً *وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً‏}‏ ‏[‏مريم‏:‏ 56 - 57‏]‏‏.‏

فإدريس عليه السلام‏:‏ قد أثنى الله عليه، ووصفه بالنبوة، والصديقية، وهو خنوخ هذا، وهو في عمود نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم، على ما ذكره غير واحد من علماء النسب‏.‏

وكان أول بني آدم أعطي النبوة، بعد آدم وشيث عليهما السلام‏.‏

وذكر ابن إسحاق أنه أول من خط بالقلم، وقد أدرك من حياة آدم، ثلاثمائة سنة وثماني سنين‏.‏

وقد قال طائفة من الناس‏:‏ إنه المشار إليه في حديث معاوية بن الحكم السلمي، لما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن الخط بالرمل فقال‏:‏

‏(‏‏(‏إنه كان نبي يخط به، فمن وافق خطه فذاك‏)‏‏)‏‏.‏

ويزعم كثير من علماء التفسير، والأحكام، أنه أول من تكلم في ذلك، ويسمونه هرمس الهرامسة، ويكذبون عليه أشياء كثيرة، كما كذبوا على غيره من الأنبياء، والعلماء، والحكماء، والأولياء‏.‏ ‏وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً‏}‏ هو كما ثبت في ‏(‏الصحيحين‏)‏، في حديث الإسراء، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به، وهو في السماء الرابعة‏.‏

وقد روى ابن جرير، عن يونس، عن عبد الأعلى، عن ابن وهب، عن جرير بن حازم، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن هلال بن يساف، قال‏:‏ سأل ابن عباس كعباً، وأنا حاضر، فقال له‏:‏ ما قول الله تعالى لإدريس‏:‏ ‏{‏وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً‏}‏‏.‏

فقال كعب‏:‏ أما إدريس؛ فإن الله أوحى إليه، أني أرفع لك كل يوم، مثل جميع عمل بني آدم، لعله من أهل زمانه، فأحب أن يزداد عملاً، فأتاه خليل له من الملائكة‏.‏

فقال له‏:‏ إن الله أوحى إلي كذا، وكذا، فكلم ملك الموت حتى أزداد عملاً، فحمله بين جناحيه، ثم صعد به إلى السماء، فلما كان في السماء الرابعة، تلقاه ملك الموت منحدراً، فكلم ملك الموت في الذي كلمه فيه إدريس‏.‏

فقال‏:‏ وأين إدريس‏؟‏ قال‏:‏ هو ذا على ظهري، فقال ملك الموت‏:‏ فالعجب بعثت، وقيل لي‏:‏ اقبض روح إدريس في السماء الرابعة، فجعلت أقول‏:‏ كيف أقبض روحه في السماء الرابعة، وهو في الأرض‏؟‏ فقبض روحه هناك‏.‏ فذلك قول الله عز وجل‏:‏ ‏{‏وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً‏}‏‏.‏

ورواه ابن أبي حاتم عند تفسيرها، وعنده‏:‏ فقال لذلك الملك‏:‏ سل لي ملك الموت كم بقي من عمري‏؟‏

فسأله وهو معه‏:‏ كم بقي من عمره‏؟‏ فقال‏:‏ لا أدري حتى أنظر، فنظر فقال‏:‏ إنك لتسألني عن رجل ما بقي من عمره إلا طرفة عين، فنظر الملك إلى تحت جناحه، إلى إدريس، فإذا هو قد قبض، وهو لا يشعر‏.‏

وهذا من الإسرائيليات، وفي بعضه نكارة‏.‏

وقول ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏{‏وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً‏}‏‏.‏

قال إدريس‏:‏ رفع ولم يمت، كما رفع عيسى، إن أراد أنه لم يمت إلى الآن، ففي هذا نظر، وإن أراد أنه رفع حياً إلى السماء ثم قبض هناك، فلا ينافي ما تقدم عن كعب الأحبار، والله أعلم‏.‏

وقال العوفي عن ابن عباس، في قوله‏:‏ ‏{‏وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً‏}‏ رفع إلى السماء السادسة، فمات بها‏.‏

وهكذا قال الضحاك، والحديث المتفق عليه، من أنه في السماء الرابعة أصح‏.‏ وهو قول مجاهد، وغير واحد‏.‏

وقال الحسن البصري‏:‏ ‏{‏وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً‏}‏ قال إلى الجنة‏.‏

وقال قائلون‏:‏ رفع في حياة أبيه، يرد بن مهلاييل، والله أعلم‏.‏

وقد زعم بعضهم، أن إدريس لم يكن قبل نوح، بل في زمان بني إسرائيل‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 1/ 113‏)‏

قال البخاري‏:‏ ويذكر عن ابن مسعود، وابن عباس، أن إلياس هو إدريس، واستأنسوا في ذلك، بما جاء في حديث الزهري، عن أنس في الإسراء‏:‏ أنه لما مر به عليه السلام، قال له‏:‏ مرحباً بالأخ الصالح، والنبي الصالح، ولم يقل كما قال آدم، وإبراهيم‏:‏ مرحباً بالنبي الصالح، والابن الصالح‏.‏ قالوا‏:‏ فلو كان في عمود نسبه، لقال له كما قال له‏.‏ وهذا لا يدل، ولا بد لأنه قد لا يكون الراوي حفظه جيداً‏.‏ أو لعله قاله له، على سبيل الهضم، والتواضع، ولم ينتصب له في مقام الأبوة، كما انتصب لآدم أبي البشر، وإبراهيم الذي هو خليل الرحمن، وأكبر أولي العزم، بعد محمد صلوات الله عليهم أجمعين‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسافر بلا عنوان
عضوممتاز
عضوممتاز
مسافر بلا عنوان


عدد المساهمات : 577
تاريخ التسجيل : 01/07/2009
ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Flag

ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Emptyالخميس أغسطس 13, 2009 11:54 am

إدريس عليه السلام هو أول بني آدم أعطي النبوة بعد (آدم) و(شيث) عليهما السلام، وذكر ابن إسحاق أنه أول من خط بالقلم، وقد أدرك من حياة آدم عليه السلام 308 سنوات لأن آدم عمر طويلاً زهاء 1000 ألف سنة كما مر في قصته عليه السلام.وقد أختلف العلماء في مولده ونشأته، فقال بعضهم إن إدريس ولد ببابل، وقال آخرون إنه ولد بمصر والصحيح الاول، وقد أخذ في أول عمره بعلم شيث بن آدم، ولما كبر آتاه الله النبوة فنهي المفسدين من بني آدم عن مخالفتهم شريعة (آدم) وشيث) فأطاعه نفر قليل، وخالفه جمع خفير، فنوى الرحلة عنهم وأمر من أطاعه منهم بذلك فثقل عليهم الرحيل عن أوطانهم فقالوا له، وأين نجد إذا رحلنا مثل (بابل) فقال إذا هاجرنا الله رزقنا غيره، فخرج وخرجوا حتى وصلوا إلى أرض مصر فرأوا النيل فوقف على النيل وسبح الله، وأرقام إدريس ومن معه بمصر يدعو الناس إلى الله وإلى مكارم الأخلاق.
وقد كانت مدة إقامة (إدريس) عليه السلام في الأرض (82) سنة ثم رفعه الله إليه كما قال تعالي (ورفعناه مكاناً عليا) وكانت له مواعظ وآداب فقد دعا إلى دين الله، وإلى عبادة الخالق جل وعلا، وتخليص النفوس من العذاب في الآخرة، بالعمل الصالح في الدنيا وحض على الزهد في هذه الدنيا الفانية الزائلة، وأمرهم بالصلاة والصيام والزكاة وغلظ عليهم في الطهارة من الجنابة، وحرم المسكر من كل شي من المشروبات وشدد فيه أعظم تشديد وقيل إنه كان في زمانه 72 لساناً يتكلم الناس بها وقد علمه الله تعالي منطقهم جميعاً ليعلم كل فرقة منهم بلسانهم. وهو أول من علم السياسة المدنية، ورسم لقومه قواعد تمدين المدن، فبنت كل فرقة من الأمم مدناً في أرضها وانشئت في زمانه 188 مدينة وقد اشتهر بالحكمة فمن حكمة قوله، (خير الدنيا حسرة، وشرها ندم ) وقوله (السعيد من نظر إلى نفسه وشفاعته عند ربه أعماله الصالحة) وقوله الصبر مع الإيمان يورث الظفر.عن أبي جفعر محمد بن علي الباقر عليه السلام قال : كان بدء نبوة إدريس عليه السلام أنه كان في زمانه ملك جبار وإنه ركب ذات يوم في بعض نزهه فمر بأرض خضرة لعبد مؤمن من الرافضة فأعجبته ، فسأل وزراءه : لمن هذه الارض ؟ قالوا : لعبد من عبدالملك فلان الرافضي ، فدعابه فقال له : أمتعني بأرضك هذه ، فقال لها : عيالي أحوج إليها منك ، قال : فسمني بها أثمن لك ، قال : لا أمتعك ولا أسومك دع عنك ذكرها ، فغضب الملك عند ذلك وأسف وانصرف إلى أهله وهو مغموم مفكر في أمره ، وكانت له امرأة من الازارقة وكان بها معجبا يشاورها في الامر إذا نزل به ، فلما استقر في مجلسه بعث إليها ليشاورها في أمر صاحب الارض فخرجت إليه فرأت في وجهه الغضب ، فقالت له : أيها الملك ما الذي دهاك حتى بدا الغضب في وجهك قبل فعلك فأخبرها بخبر الارض وما كان من قوله لصاحبها ومن قول صاحبها له فقالت : أيها الملك إنما يغتم ويأسف من لا يقدر على التغيير والانتقام وإن كنت تكره أن تقتله بغير حجة فأنا أكفيك أمره واصير أرضه بيدك بحجة لك فيها العذر عند أهل مملكتك ، قال : وماهي ؟ قالت : أبعث إليه أقواما من أصحابي أزراقة حتى يأتوك به فيشهدوا عليه عندك إنه قد برئ من دينك فيجوز لك قتله وأخذ أرضه ، قال : فافعلي ذلك قال : فكان لها أصحاب من الازارقة على دينها يرون قتل الرافضة من المؤمنين ، فبعثت إلى قوم منهم فأتوهم فأمرتهم أن يشهدوا على فلان الرافضي عند الملك أنه قد برئ من دين الملك فشهدوا عليه أنه قد برئ من دين الملك فقتله واستخلص أرضه ، فغضب الله للمؤمن عند ذلك فأوحى الله إلى إدريس عليه السلام أن ائت عبدي هذا الجبار فقل له : أما رضيت أن قتلت عبدي المؤمن ظلما حتى استخلصت أرضه خالصة لك فأحوجت عياله من بعده و أجعتهم ؟ أما وعزتي لانتقمن له منك في الآجل ، ولاسلبنك ملكك في العاجل ، ولاخربن مدينك ، ولا ذلن عزك ، ولا طعمن الكلاب لحم امرأتك ، فقد غرك يا مبتلى حلمي عنك .
فأتاه إدريس عليه السلام برسالة ربه وهو في مجلسه وحوله أصحابه .
فقال : أيها الجبار إني رسول الله إليكم وهو يقول لك : أما رضيت أن قتلت عبدي المؤمن ظلما حتى استخلصت أرضه خالصة لك ، وأحوجت عياله من بعده وأجعتهم ؟ أما وعزتي لانتقمن له منك في الآجل ، ولاسلبنك ملك في العاجل ، ولاخربن مدينتك ، ولاذلن عزك ، ولا طعمن الكلاب لحم امرأتك ، فقال الجبار : اخرج عني يا إدريس فلن تسبقني بنفسك ، ثم أرسل إلى امرأته فأخبرها بما جاء به إدريس فقالت : لا يهولنك رسالة إله إدريس ، أنا ارسل إليه من يقتله فتبطل رسالة إلهه وكل ما جاءك به ، قال : فافعلي ، وكان لادريس أصحاب من الرافضة مؤمنون يجتمعون إليه في مجلس له فيأنسون به ويأنس بهم ، فأخبرهم إدريس بما كان من وحي الله عزوجل إليه ورسالته إلى الجبار وما كان من تبليغ رسالة الله إلى الجبار ، فأشفقوا على إدريس وأصحابه وخافوا عليه القتل ، وبعثت امرأة الجبار إلى إدريس أربعين رجلا من الازارقة ليقتلوه فأتوه في مجلسه الذي كان يجتمع إليه فيه أصحابه فلم يجدوه ، فانصرفوا وقد رآهم أصحاب إدريس فحسوا أنهم أتوا إدريس ليقتلوه فتفرقوا في طلبه فلقوا فقالوا له : خذ حذرك يا إدريس فإن الجبار قاتلك ، قد بعث اليوم أربعين رجلا من الازارقة ليقتلوك فاخرج من هذه القرية ، فتنحى إدريس عن القرية من يوم ذلك ومعه نفر من أصحابه ، فلما كان في السحر ناجى إدريس ربه فقال : يا رب بعثني إلى جبار فبلغت رسالتك ، وقد توعدني هذا الجبار بالقتل ، بل هو قاتلي إن ظفر بي ، فأحى الله إليه أن تنح عنه واخرج من قريته وخلني وإياه ، فوعزتي لا نفذن فيه أمري ، ولا صدقن قولك فيه وما أرسلتك به إليه .
فقال إدريس : يا رب إن لي حاجة ، قال الله : سلها تعطها ، قال : أسألك أن لا تمطر السماء على أهل هذه القرية وما حولها وما حوت عليه حتى أسألك ذلك ، قال الله عزوجل : يا إدريس إذا تخرب القرية ويشتد جهد أهلها ويجوعون ، فقال إدريس : وإن خربت و جهدوا وجاعوا ، قال الله : فإني قد أعطيتك ما سألت ولن امطر السماء عليهم حتى تسألني ذلك وأنا أحق من وفى بعهده ، فأخبر إدريس أصحابه بما سأل الله عزوجل من حبس المطر عنهم وبما أوحى الله إليه ووعده أن لا يمطر السماء عليهم حتى أسأله ذلك ، فاخرجوا أيها المؤمنون من هذه القرية إلى غيرها من القرى ، فخرجوا منها وعدتهم يومئذ عشرون رجلا فتفرقوا في القرى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسافر بلا عنوان
عضوممتاز
عضوممتاز
مسافر بلا عنوان


عدد المساهمات : 577
تاريخ التسجيل : 01/07/2009
ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Flag

ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Emptyالخميس أغسطس 13, 2009 11:57 am

وشاع خبر إدريس في القرى بما سأل الله تعالى ، وتنحى إدريس إلى كهف في الجبل شاهق فلجأ إليه ووكل الله عزوجل به ملكا يأتيه بطعامه عند كل مساء وكان يصوم النهار فيأتيه الملك بطعامه عند كل مساء ، وسلت الله عزوجل عند ذلك ملك الجبار وقتله وأخرب مدينته وأطعم الكلاب لحم امرأته غضبا للمؤمن ، وظهر في المدينة جبار آخر عاص فمكثوا بذلك بعد خروج إدريس من القرية عشرين سنة لم تمطر السماء قطرة من مائها عليهم ، فجهد القوم واشتدت حالهم وصاروا يمتارون الاطعمة من القرى من بعد ، فلما جهدوا مشى بعضهم إلى بعض فقالوا : إن الذي نزل بنا مما ترون بسؤال إدريس ربه أن لا يمطر السماء علينا حتى يسأله هو ، وقد خفي إدريس عنا ولا علم لنا بموضعه والله أرحم بنا منه ، فأجمع أمرهم على أن يتوبوا إلى الله ويدعوه ويفزعوا إليه و يسألوه أن يمطر السماء عليهم وعلى ما حوت قريتهم ، فقاموا على الرماد ولبسوا المسوح ، وحثوا على رؤوسهم التراب ورجعوا إلى الله عزوجل بالتوبة والاستغفار والبكاء و التضرع إليه ، وأوحى الله عزوجل إليه : يا إدريس أهل قريتك قد عجوا إلي بالتوبة والاستغار والبكاء والتضرع ، وأنا الله الرحمن الرحيم أقبل التوبة وأعفو من السيئة وقد رحمتهم ، ولم يمنعني إجابتهم إلى ما سألوني من المطر إلا مناظرتك فيما سألتني أن لا امطر السماء عليهم حتى تسألني ، فاسألني يا إدريس حتى اغيثهم وامطر السماء عليهم .قال إدريس : اللهم إني لا أسألك ذلك ، قال الله عزوجل : ألم تسألني يا إدريس فسلني ، قال إدريس : اللهم إني لا أسألك ، فأوحى الله عزوجل إلى الملك الذي أمره أن يأتي إدريس بطعامه كل مساء أن احبس عن إدريس طعامه ولا تأته به ، فلما امسى إدريس في ليلة ذلك اليوم فلم يؤت بطعامه حزن وجاع فصبر ، فلما كان في اليوم الثاني فلم يؤت بطمامه اشتد حزنه وجوعه ، فلما كانت الليلة من اليوم الثالث فلم يؤت بطعامه اشتد جهده وجوعه وحزنه وقل صبره فنادى ربه : يارب حبست عني رزقي من قبل أن تقبض روحي ؟ ! فأوحى الله عزوجل إليه : يا إدريس جزعت أن حبست عنك طعامك ثلاثة أيام ولياليها ، ولم تجزع ولم تنكر جوع أهل قريتك وجهدهم منذ عشرين سنة ؟ ! ثم سألتك عن جهدهم ورحمتي إياهم أن تسألني أن امطر السماء عليهم فلم تسألني وبخلت عليهم بمسألتك إياي فأذقتك الجوع فقل عند ذلك صبرك وظهر جزعك ، فاهبط من موضعك فاطلب المعاش لنفسك فقد وكلتك في طلبه إلى حيلك ، فهبط إدريس من موضعه إلى غيره يطلب اكلة من جوع ، فلما دخل القرية نظر إلى دخان في بعض منازلها فأقبل نحوه فهجم على عجوز كبيرة وهي ترقق قرصتين لها على مقلاة فقال لها : أيتها المرأه أطعميني فإني مجهود من الجوع ، فقالت له : يا عبدالله ما تركت لنا عدوة إدريس فضلال نطعمه أحدا - وحلفت أنها ما تملك شيئا غيره فاطلب المعاش من غير أهل هذه القرية ، قال لها : أطعميني منا امسك به روحي وتحملني به رجلي إلى أن أطلب ، قالت : إنهما قرصتان : واحدة لي والاخرى لابني فإن أطعمتك قوتي مت ، وإن أطعمتك قوت ابني مات ، وما هنا فضل اطعمكاه ، فقال لها : إن ابنك صغير يجزيه نصف قرصة فيحيى بها ويجزيني النصف الآخر فأحيى به وفي ذلك بلغة لي وله ، فأكلت المرأة قرصها وكسرت القرص الآخر بين إدريس وبين ابنها ، فلما رأى ابنها إدريس يأكل من قرصه اضطرب حتى مات ، قالت امه : يا عبدالله قتلت علي ابني جزعا على قوته ؟ ! قال إدريس : فأنا احييه بإذن الله تعالى فلا تجزعي ، ثم أخذ إدريس بعضدي الصبي ثم قال : أيتها الروح الخارجة من بدن هذا الغلام بإذن الله ارجعي إلى بدنه بإذن الله وأنا إدريس النبي ، فرجعت روح الغلام إليه بإذن الله فلما سمعت المرأة كلام إدريس وقوله : أنا إدريس ونظرت إلى ابنها قد عاش بعد الموت قالت : أشهد أنك إدريس النبي ، وخرجت تنادي بأعلى صوتها في القرية : ابشروا بالفرج فقد دخل إدريس قريتكم ، ومضى إدريس حتى جلس على موضع مدينة الجبار الاول و هي على تل فاجتمع إليه أناس من أهل قريته فقالوا له : يا إدريس أما رحمتنا في هذه العشرين سنة التي جهدنا فيها مسنا الجوع والجهد فيها ؟ فادع الله لنا أن يمطر السماء علينا ، قال : لا حتى يأتيني جباركم هذا وجميع أهل قريتكم مشاة حفاة فيسألوني ذلك ، فبلغ الجبار قوله فبعث إليه أربعين رجلا يأتوه بإدريس ، فأتوه فقالوا له : إن الجبار بعث إليك لتذهب إليه فدعا عليهم فماتوا ، فبلغ الجبار ذلك فبعث إليه خمسمائة رجل ليأتوه به فقالوا له : يا إدريس إن الجبار بعثنا إليك لنذهب بك إليه ، فقال لهم إدريس : انظروا إلى مصارع أصحابكم ، فقالوا له : يا إدريس قتلتنا بالجوع منذ عشرين سنة ثم تريد أن تدعو علينا بالموت ! أمالك رحمة ؟ فقال : ما أنا بذاهب إليه ، ولا أنا بسائل الله أن يمطر السماء عليكم حتى يأتيني جباركم ما شيا حافيا وأهل قريتكم ، فانطلقوا إلى الجبار فأخبروه وبقول إدريس واسألوه أن يمضي معهم وجميع أهل قريتهم إلى إدريس حفاة مشاة ، فأتوه حتى وقفوا بين يديه خاضعين له طالبين إليه أن يسأل الله لهم أن يمطر السماء عليهم ، فقال لهم إدريس : أما الآن فنعم ، فسأل الله تعالى إدريس عند ذلك أن يمطر السماء عليهم و على قريتهم ونواحيها فأظلتهم سحابة من السماء وأرعدت وأبرقت وهطلت عليهم من ساعتهم حتى ظنوا أنها الغرق فما رجعوا إلى منازلهم حتى أهمتهم أنفسهم من الماء .وقد أُخْتُلِفَ في موته.. فعن ابن وهب، عن جرير بن حازم، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن هلال بن يساف قال: سأل ابن عباس كعباً وأنا حاضر فقال له: ما قول الله تعالى لإدريس {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً}؟ فقال كعب: أما إدريس فإن الله أوحى إليه: أني أرفع لك كل يوم مثل جميع عمل بني آدم - لعله من أهل زمانه - فأحب أن يزداد عملاً، فأتاه خليل له من الملائكة، فقال "له": إن الله أوحى إلي كذا وكذا فكلم ملك الموت حتى ازداد عملاً، فحمله بين جناحيه ثم صعد به إلى السماء، فلما كان في السماء الرابعة تلقاه ملك الموت منحدراً، فكلم ملك الموت في الذي كلمه فيه إدريس، فقال: وأين إدريس؟ قال هو ذا على ظهري، فقال ملك الموت: يا للعجب! بعثت وقيل لي اقبض روح إدريس في السماء الرابعة، فجعلت أقول: كيف أقبض روحه في السماء الرابعة وهو في الأرض؟! فقبض روحه هناك. فذلك قول الله عز وجل {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً}. ورواه ابن أبي حاتم عند تفسيرها. وعنده فقال لذلك الملك سل لي ملك الموت كم بقي من عمري؟ فسأله وهو معه: كم بقي من عمره؟ فقال: لا أدري حتى أنظر، فنظر فقال إنك لتسألني عن رجل ما بقي من عمره إلا طرفة عين، فنظر الملك إلى تحت جناحه إلى إدريس فإذا هو قد قبض وهو لا يشعر. وهذا من الإسرائيليات، وفي بعضه نكارة.

وقول ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً} قال: إدريس رفع ولم يمت كما رفع عيسى. إن أراد أنه لم يمت إلى الآن ففي هذا نظر، وإن أراد أنه رفع حياً إلى السماء ثم قبض هناك. فلا ينافي ما تقدم عن كعب الأحبار. والله أعلم.

وقال العوفي عن ابن عباس في قوله: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً} : رفع إلى السماء السادسة فمات بها، وهكذا قال الضحاك. والحديث المتفق عليه من أنه في السماء الرابعة أصح، وهو قول مجاهد وغير واحد. وقال الحسن البصري: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً} قال: إلى الجنة، وقال قائلون رفع في حياة أبيه يرد بن مهلاييل والله أعلم. وقد زعم بعضهم أن إدريس لم يكن قبل نوح بل في زمان بني إسرائيل.

قال البخاري: ويذكر عن ابن مسعود وابن عباس أن إلياس هو إدريس، واستأنسوا في ذلك بما جاء في حديث الزهري عن أنس في الإسراء: أنه لما مرّ به عليه السلام قال له مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح، ولم يقل كما قال آدم و إبراهيم: مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح، قالوا: فلو كان في عمود نسبه لقال له كما قالا له.

وهذا لا يدل ولابد، قد لا يكون الراوي حفظه جيداً، أو لعله قاله على سبيل الهضم والتواضع، ولم ينتصب له في مقام الأبوة كما انتصب لآدم أبي البشر، وإبراهيم الذي هو خليل الرحمن، وأكبر أولي العزم بعد محمد صلوات الله عليهم أجمعين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسافر بلا عنوان
عضوممتاز
عضوممتاز
مسافر بلا عنوان


عدد المساهمات : 577
تاريخ التسجيل : 01/07/2009
ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Flag

ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Emptyالخميس أغسطس 13, 2009 12:05 pm

قصة ملك الموت مع نبي الله ادريس عليه السلام

سأل ملك الموت ربه في زيارة إدريس عليه السلام وأن يسلم عليه , فأذن له . فنزل وأتاه .
فقال ملك الموت لإدريس : إني أريد أن أصحبك وأكون معك . فصحبه وكانا يسبحان النهار ويصومانه , فإذا جنهما الليل أتى ادريس فطوره فيأكل ويدعو ملك الموت اليه , فيقول ملك الموت لا حاجه لي فيه , ثم يقومان يصليان , وإدريس يصلي ويفتر وينام وملك الموت يصلي ولا ينام ولا يفتر . فمكنا بذلك أياما , ثم أنهما مرا بقطيع غنم وكرم قد أينع , فقال ملك الموت : هل لك أن تأخذ من ذلك حملا أو من هذا عناقيد فتفطر عليه ؟
فقال إدريس : سبحان الله أدعوك إلى مالي فتأبى فكيف تدعوني إلى مال الغير ؟
ثم قال إدريس صلوات الله عليه : قد صحبتني وأحسنت فيما بيني وبينك , من أنت ؟ قال : أنا ملك الموت .
قال إدريس : لي إليك حاجة .
فقال ملك الموت : وما هي ؟
قال تصعد بي إلى السماء , فاستأذن ملك الموت ربه في ذلك , فأذن له , فحمله ملك الموت على جناحه وصعد به إلى السماء .
ثم قال له إدريس : أن لي اليك حاجة أخرى , قال : وما هي ؟
قال : بلغني من الموت شدة فأحب أن تذيقني منه طرفا فأنظر هو كما بلغني , فاستأذن ربه فأذن له , فأخذ بنفسه ساعة ثم خلى عنه , فقال له : كيف رأيت الموت ؟
قال : بلغني عنه شدة وأنه لأشد مما بلغني . ولي إليك حاجة أخرى أن تريني النار . فاستأذن ملك الموت صاحب النار , ففتح له فلما رآها إدريس عليه السلام سقط مغشيا عليه .
ثم قال : لي اليك حاجة أخرى , أن تريني الجنة , فاستأذن ملك الموت خازن الجنة فدخلها , فلما نظر إليها قال : ياملك الموت ما كنت لأخرج منها , إن الله تعالى يقول : كل نفس ذائقة الموت وقد ذقته , ويقول وإن منكم إلا واردها وقد وردتها , ويقول في الجنة : وما هم بخارجين .
فلما دخل إدريس الجنة , قال الله سبحانه وتعالى لملك الموت : إن إدريس إنما حاجك فحجك بوحيي وأنا الذي هيأت له دخول الجنة , فإنه كان ينصب نفسه وجسده لي , فكان حقا علي أن أعوضه من ذلك الراحة والطمأنينة , وأن أبوئه بتواضعه لي وبصالح عمله من الجنة مقعدا أو مكانا عليا . وقد أُخْتُلِفَ في موته.. فعن ابن وهب، عن جرير بن حازم، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن هلال بن يساف قال: سأل ابن عباس كعباً وأنا حاضر فقال له: ما قول الله تعالى لإدريس {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً}؟ فقال كعب: أما إدريس فإن الله أوحى إليه: أني أرفع لك كل يوم مثل جميع عمل بني آدم - لعله من أهل زمانه - فأحب أن يزداد عملاً، فأتاه خليل له من الملائكة، فقال "له": إن الله أوحى إلي كذا وكذا فكلم ملك الموت حتى ازداد عملاً، فحمله بين جناحيه ثم صعد به إلى السماء، فلما كان في السماء الرابعة تلقاه ملك الموت منحدراً، فكلم ملك الموت في الذي كلمه فيه إدريس، فقال: وأين إدريس؟ قال هو ذا على ظهري، فقال ملك الموت: يا للعجب! بعثت وقيل لي اقبض روح إدريس في السماء الرابعة، فجعلت أقول: كيف أقبض روحه في السماء الرابعة وهو في الأرض؟! فقبض روحه هناك. فذلك قول الله عز وجل {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً}. ورواه ابن أبي حاتم عند تفسيرها. وعنده فقال لذلك الملك سل لي ملك الموت كم بقي من عمري؟ فسأله وهو معه: كم بقي من عمره؟ فقال: لا أدري حتى أنظر، فنظر فقال إنك لتسألني عن رجل ما بقي من عمره إلا طرفة عين، فنظر الملك إلى تحت جناحه إلى إدريس فإذا هو قد قبض وهو لا يشعر. وهذا من الإسرائيليات، وفي بعضه نكارة.

وقول ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً} قال: إدريس رفع ولم يمت كما رفع عيسى. إن أراد أنه لم يمت إلى الآن ففي هذا نظر، وإن أراد أنه رفع حياً إلى السماء ثم قبض هناك. فلا ينافي ما تقدم عن كعب الأحبار. والله أعلم.

وقال العوفي عن ابن عباس في قوله: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً} : رفع إلى السماء السادسة فمات بها، وهكذا قال الضحاك. والحديث المتفق عليه من أنه في السماء الرابعة أصح، وهو قول مجاهد وغير واحد. وقال الحسن البصري: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً} قال: إلى الجنة، وقال قائلون رفع في حياة أبيه يرد بن مهلاييل والله أعلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
telenet
Admin
Admin
telenet


عدد المساهمات : 10533
تاريخ التسجيل : 26/06/2009
ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Flag
الموقع : kelmah.own0.com

ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Emptyالخميس أغسطس 13, 2009 1:06 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kelmah.own0.com
مسافر بلا عنوان
عضوممتاز
عضوممتاز
مسافر بلا عنوان


عدد المساهمات : 577
تاريخ التسجيل : 01/07/2009
ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Flag

ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Emptyالإثنين أغسطس 17, 2009 11:16 am

قصة نوح عليه السلام

هو نوح، بن لامك، بن متوشلخ، بن خنوخ - وهو إدريس - بن يرد، بن مهلاييل، بن قينن، بن أنوش، بن شيث، بن آدم أبي البشر عليه السلام‏.‏

كان مولده بعد وفاة آدم، بمائة سنة وست وعشرين سنة فيما ذكره ابن جرير وغيره‏.‏

وعلى تاريخ أهل الكتاب المتقدم، يكون بين مولد نوح، وموت آدم، مائة وست وأربعون سنة، وكان بينهما عشرة قرون، كما قال الحافظ أبو حاتم بن حبان في ‏(‏صحيحه‏)‏‏:‏

حدثنا محمد بن عمر بن يوسف، حدثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه، حدثنا أبو توبة، حدثنا معاوية بن سلام، عن أخيه زيد بن سلام، سمعت أبا سلام، سمعت أبا أمامة، أن رجلاً قال‏:‏ يا رسول الله‏:‏ أنبي كان آدم‏؟‏

قال‏:‏ نعم مكلم‏.‏

قال‏:‏ فكم كان بينه وبين نوح‏؟‏

قال‏:‏ عشرة قرون‏.‏

قلت، وهذا على شرط مسلم، ولم يخرجه‏.‏

وفي صحيح البخاري، عن ابن عباس قال‏:‏ كان بين آدم ونوح، عشرة قرون كلهم على الإسلام، فإن كان المراد بالقرن مائة سنة - كما هو المتبادر عند كثير من الناس - فبينهما ألف سنة لا محالة، لكن لا ينفى أن يكون أكثر، باعتبار ما قيد به ابن عباس بالإسلام، إذ قد يكون بينهما قرون أخر متأخرة، لم يكونوا على الإسلام، لكن حديث أبي أمامة يدل على الحصر في عشرة قرون‏.‏

وزادنا ابن عباس أنهم كلهم كانوا على الإسلام‏.‏ وهذا يرد قول من زعم من أهل التواريخ، وغيرهم من أهل الكتاب، أن قابيل وبنيه، عبدوا النار، والله أعلم‏.‏ وإن كان المراد بالقرن، الجيل من الناس، كما في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ‏}‏ ‏[‏الإسراء‏:‏ 37‏]‏‏.‏

وقوله‏:‏ ‏{‏ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ‏}‏ ‏[‏المؤمنون‏:‏ 31‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَقُرُوناً بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً‏}‏ ‏[‏الفرقان‏:‏ 38‏]‏‏.‏

وقال‏:‏ ‏{‏وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ‏}‏ ‏[‏مريم‏:‏ 74‏]‏‏.‏

وكقوله عليه السلام‏:‏ ‏(‏‏(‏خير القرون قرني ‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏‏)‏ الحديث‏.‏

فقد كان الجيل قبل نوح، يعمرون الدهر الطويلة، فعلى هذا يكون بين آدم ونوح، ألوف من السنين، والله أعلم‏.‏
قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وجعلنا ذريته هم الباقين‏}‏ ‏[‏الصافات‏:‏ 7‏]‏‏.‏ إنهم سام وحام ويافث وقال وهب بن منبّه‏:‏ إن سام بن نوح أبو العرب وفارس والروم وإن حامًا أبو السودان وإنّ يافث أبو الترك ويأجوج ومأجوج وقيل‏:‏ إنّ القبط من ولد قوط بن حام وإنما كان السواد في نسل حام لأن نوحًا نام فانكشفت سوأته فرآها حام فلم يغطها ورآها سام قال ابن إسحاق‏:‏ فكانت امرأة سام بن نوح صل ابنة بتأويل بن محويل بن خانوخ بن قين بن آدم فولدت له نقرًا‏:‏ أرفخشذ واشوذ ولاوذ وإرم قال‏:‏ ولا أدري أإرم لأمّ أرفخشذ وإخوته أم لا فمن لود لاوذ بن سام فارس وجرجان وطسم وعميلق وهو أبو العماليق ومنهم كانت الجبابرة بالشام الذين يقال لهم الكنعانيون والفراعنة بمصر وكان أهل البحرين وعمان منهم ويسمون جاشم وكان منهم بنو أميم بن لاوذ أهل وبار بأرض الرمل وهي بين اليمامة والشحر وكانوا قد كثروا فأصابتهم نقمة من الله من معصية أصابوها فهلكوا وبقيت منهم بقيّة وهم الذين يقال لهم النسناس وكان طسم ساكني اليمامة الى البحرين فكانت طسم والعماليق وأميم وجاشم قومًا عربًا لسانهم عربيّ ولحقت عبيل بيثرب قبل أن تبنى ولحقت العماليق بصنعاء قبل أن تسمى صنعاء وانحدر بعضهم الى يثرب فأخرجوا منها عبيلًا فنزلوا موضع الجحفة فأقبل سيل فاجتحفهم أي أهلكهم فسميت الجحفة‏.‏

قال‏:‏ وولد إرم بن سام عوضًا وغائرًا وحويلًا فولد عوض غاثرًا وعادًا وعبيلًا وولد غائر بن إم ثمود وجديسًا وكانوا عربًا يتكلّمون بهذا اللسان المصريّ وكانت العرب تقول لهذه الأمم ولجرهم العرب العاربة ويقولون لبني إسماعيل العرب المتعربة لأنهم إنما تكلموا بلسان هذه الأمم حين سكنوا بين أطهرهم فكانت عاد بهذا الرمل الى حضرموت وكانت ثمود بالحجر بين الحجاز والشام الى وادي القرى ولحقت جديس بطسم وكانوا معهم باليمامة إلى البحرين واسم اليمامة إذ ذاك جوّ وسكنت جاشم عمام والنبط من ولد نبيط بن ماش بن إرم بن سام والفرس بنو فارس بن تيرش بن ماسور بن سام‏.‏

قال‏:‏ وولد لأرفخشذ بن سام ابنه قينان كان ساحرًا وولد لقينان شالخ بن أرفخشذ من غير ذكر قينان لما ذكر من سحره وولد لشالخ غابر ولغابر فالغ ومعناه القاسم لأن الأرض قسمت والألسن تبلبلت في أيامه وقحطان بن غابر فولد لقحطان يعرب ويقظان فنزلا اليمن وكان أول من سكن اليمن وأول من سلم عليه بأبيت اللعن وولد لفالغ بن غابر أرغو وولد لأرغو ساروغ وولد لساروغ ناخور وولد لناخور تارخ واسمه بالعربية آزر وولد لآزر إبراهيم عليه السلام وولد لأرفخشذ أيضًا نمرود وقيل هو نمرود بن كوش بن حام بن نوح‏.‏

قال هشام بن الكلبي‏:‏ السند والهند بنو توقير بن يقطن بن غابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح وجرهم من ولد يقطن بن غابر وحضرموت ابن يقطن ويقطن هو قحطان في قول من نسبه الى غير إسماعيل والبربر من ولد ثميلا بن مارب بن فاران بن عمرو بن عمليق بن لاود بن سام بن نوح ما خلا صنهاجة وكتامة فإنهما بنو فريقش بن صيفي بن سبأ‏.‏

وأما يافث فمن ولده جامر وموعع ومورك وبوان وفوبا وماشج وتيرش فمن ولد جامر ملوك فارس في قول ومن ولد تيرش الترك والخزر ومن ولد ماشج الأشبان كانوا في القديم بأرض الروم قبل أن يقع بها من وقع من ولد العيص بن إسحاق وغيرهم وقصد كلّ فريق من هؤلاء الثلاثة سام وحام ويافث أرضًا فسكنوها ودفعوا غيرهم عنها ومن ولد يافث الروم وهم بنو لنطى بن يوان بن نافث بن نوح‏.‏

وأما حام فولد له كوش ومصرايم وقوط كنعان فمن ولد كوش نمرود بن كوش وقيل‏:‏ هو من ولد سام وصارت بقية ولد حام بالسواحل من النوبة والحبشة والزنج ويقال‏:‏ إن مصرايم ولد القبط والبربر‏.‏

وأما قوط فقيل إنه سار الى الهند والسند فنزلها وأهلها من ولده‏.‏

وأما الكنعانيون فلحق بعضهم بالشام ثم جاءت بنو إسرائيل فقتلوهم بها ونفوهم عنها وصار الشام لبني إسرائيل ثمّ وثبت الروم على بني إسرائيل فأجلوهم عن الشام الى العراق إلا قليلًا منهم ثم جاءت العرب فغلبوا على الشام وكان يقال لعاد عاد إرم فلمّا هلكوا قيل لثمود ثمود إرم قال‏:‏ وزعم أهل التوراة أن أرفخشذ ولد لسام بعد أن مضى من عمر سام مائة سنة وسنتان وكان جميع عمر سام ستمائة سنة‏.‏ثم ولد لأرفخشذ قينان بعد أن مضى من عمر أرفخشذ خمس وثلاثون سنة وكان عمره أربعمائة وثمانيًا وثلاثين سنة ثم ولد لقينان شالخ بعد أن مضي من عمره تسع وثلاثون سنة ولم تذكر مدّة عمر قينان في الكتب لما ذكرنا من سحره ثمّ ولد لشالخ غابر بعدما مضى من عمره ثلاثون سنة وكان عمره كله أربعمائة وثلاثًا وثلاثين سنة ثم ولد لغابر فالغ وأخوه قحطان وكان مولد فالغ بعد الطوفان بمائة وأربعين سنة وكان عمره أربعمائة وأربعًا وسبعين سنة ثم ولد لفالغ أرغو بعد ثلاثين سنة من عمر فالغ وكان عمره مائتين وتسعًا وثلاثين سنة وولد لأرغو ساروغ بعدما مضى من عمره اثنتان وثلاثون سنة وكان عمره مائتين وتسعًا وثلاثين سنة وولد لساروغ ناخور بعد ثلاثين سنة من عمره وكان عمره كلّه مائتين وثلاثين سنة ثمّ ولد لناخور تارخ أبو إبراهيم بعدما مضى من عمره سبع وعشرون سنة وكان عمره كله مائتين وثمانيًا وأربعين سنة وولد لتارخ وهو آزر إبراهيم عليه السلام وكان بين الطوفان ومولد إبراهيم ألف سنة ومائتا سنة وثلاث وستون سنة وذلك بعد خلق آدم بثلاثة آلاف سنة وثلاثمائة وسبع وثلاثين سنة وولد لقحطان بن غابر يعرب فولد ليعرب يشجب فولد يشجب سبأ فولد سبأ حمير وكهلان وعمرًا والأشعر وأنمار ومرًّا فولد عمرو بن سبأ عديًّا وولد عديّ لخمًا وجذامًا‏.‏وهو أفريدون بن اثغيان وهو من ولد جم شيد وقد زعم بعض نسّابة الفرس أن نوحًا هو أفريدون الذي قهر الضحّاك وسلبه ملكه وزعم بعضهم أنّ أفريدون هو ذو القرنين صاحب إبراهيم الذي ذكره الله في كلامه العزيز وإنما ذكرته في هذا الموضع لأن قصته في أولاده الثلاثة شبيهة بقصة نوح على ما سيأتي ولحسن سيرته وهلاك الضحّاك على يديه ولأنه قيل إنّ هلاك الضحّاك كان على يد نوح‏.‏

وأما باقي نسابة الفرس فإنهم ينسبون أفريدون إلى جم شيد الملك وكان بينهما عشرة آباء كلهم يسمى اثغيان خوفًا من الضحّاك وإنما كانوا يتميزون بألقاب لقبوها فكان يقال لأحهم اثغيان صاحب البقر الحمر واثغيان صاحب البقر البلق وأشباه ذلك وكان أفريدون أول من ذلّل الفيلة وامتطاها ونتج البغال واتخذ الإوز والحمام وعلم الترياق وردّ المظالم وأمر النّاس بعبادة الله والإنصاف والإحسان وردّ على الناس ما كان الضحّاك غصبه من الأرض وغيرها إلاّ ما لم يجد له صاحبًا فإنه وقفه على المساكين‏.‏

وقيل‏:‏ إنه أول من سمّي الصوفي وهو أوّل من نظر في علم الطبّ وكان له ثلاثة بنين اسم الأكبر شرم والثاني طوج والثالث إيرج فخاف أن يختلفوا بعده فقسم ملكه بينهم أثلاثًا وجعل ذلك في سهام كتب أسماءهم عليها وأمر كلّ واحد منهم فأخذ سهمًا فصارت الروم وناحية العرب لشرم وصارت الترك والصين لطوج وصارت العراق والسند والهند والحجاز وغيرها لإيرج وهو الثالث وكان يحبّه وأعطاه التاج والسرير ومات أفريدون ونشبت العداوة بين أولاده وأولادهم من بعدهم ولم يزل التحاسد ينمو بينهم إلى أن وثب طوج وشرم على أخيهما إيرج فقتلاه وقتلا ابنين كانا لإيرج وملكا الأرض بينهما ثلاثمائة سنة ولم يزل أفريدون يتبع من بقي بالسواد من آل نمرود والنبط وغيرهم حتى أتى على وجوههم ومحا أعلامهم وكان ملكه خمسمائة سنة‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسافر بلا عنوان
عضوممتاز
عضوممتاز
مسافر بلا عنوان


عدد المساهمات : 577
تاريخ التسجيل : 01/07/2009
ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Flag

ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Emptyالإثنين أغسطس 17, 2009 11:21 am

وبالجملة؛ فنوح عليه السلام، إنما بعثه الله تعالى، لما عبدت الأصنام والطواغيت، وشرع الناس في الضلالة والكفر، فبعثه الله رحمة للعباد، فكان أول رسول، بعث إلى أهل الأرض، كما يقول له أهل الموقف يوم القيامة‏.‏ وكان قومه يقال لهم بنو راسب، فيما ذكره ابن جبير، وغيره‏.‏

واختلفوا في مقدار سنه يوم بعث؛ فقيل‏:‏ كان ابن خمسين سنة‏.‏

وقيل‏:‏ ابن ثلاثمائة وخمسين سنة‏.‏

وقيل‏:‏ ابن أربعمائة وثمانين سنة‏.‏

حكاها ابن جرير، وعزا الثالثة منها إلى ابن عباس‏.‏

وقد ذكر الله قصته، وما كان من قومه، وما أنزل بمن كفر به من العذاب بالطوفان، وكيف أنجاه وأصحاب السفينة في غير ما موضع من كتابه العزيز‏.‏

ففي الأعراف، ويونس، وهود، والأنبياء، والمؤمنون، والشعراء، والعنكبوت، والصافات، واقتربت، وأنزل فيه سورة كاملة، فقال في سورة الأعراف‏:‏ ‏{‏لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * قَالَ يَاقَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ * أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ * فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً عَمِينَ‏}‏ ‏[‏59 - 64‏]‏‏.‏

وقال في سورة يونس‏:‏ ‏{‏وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ * فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ * فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ‏}‏ ‏[‏71 - 73‏]‏‏.
وقال تعالى في سورة هود‏:‏

‏{‏وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ * أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ * فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَراً مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ * قَالَ يَاقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ * وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ * وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ * وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْراً اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَمِنَ

الظَّالِمِينَ * قَالُوا يَانُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شَاءَ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ * وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ * وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ * وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ * وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ * فَسَوْفَ

تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ * حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ * وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ * وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَابُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ * قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ * وَقِيلَ يَاأَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ

وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ * قَالَ يَانُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ * قِيلَ يَانُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ * تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ‏}‏ ‏[‏هود‏:‏ 25- 49‏]‏‏.‏
وقال تعالى في سورة الأنبياء‏:‏ ‏{‏وَنُوحاً إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ * وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ‏}‏ ‏[‏الأنبياء‏:‏ 76-77‏]‏‏.‏

وقال تعالى في سورة قد أفلح المؤمنون‏:‏ ‏{‏وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ * فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ * إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ * قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ * فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ * فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبَارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ‏}‏ ‏[‏المؤمنون‏:‏ 23-30‏]‏‏.
وقال تعالى في سورة الشعراء‏:‏ ‏{‏كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ * قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ * وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ * إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ * قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَانُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ * قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ * فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ‏}‏ ‏[‏الشعراء‏:‏ 105-122‏]‏‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسافر بلا عنوان
عضوممتاز
عضوممتاز
مسافر بلا عنوان


عدد المساهمات : 577
تاريخ التسجيل : 01/07/2009
ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Flag

ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Emptyالإثنين أغسطس 17, 2009 11:24 am

وقال تعالى في سورة العنكبوت‏:‏ ‏{‏وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ * فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ‏}‏‏[‏العنكبوت‏:‏ 14-15‏]‏‏.‏

وقال تعالى في سورة الصافات‏:‏ ‏{‏وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ * وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ * وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ‏}‏‏[‏الصافات‏:‏ 75-82‏]‏‏.‏
وقال تعالى في سورة اقتربت‏:‏ ‏{‏كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ * فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ * فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ * وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ * تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ * وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ * فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ * وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ‏}‏ ‏[‏القمر‏:‏ 9-17‏]‏‏.‏

وقال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم‏:‏ ‏{‏إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * قَالَ يَاقَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ * أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ * يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً * فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَاراً * وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً * ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً * ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً * فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً * مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً * أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقاً * وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً * وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً * ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً * وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطاً * لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلاً فِجَاجاً * قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَاراً * وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً * وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلَا سُوَاعاً وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً * وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالاً * مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَاراً فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَاراً * وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً * إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّاراً * رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَاراً‏}‏ ‏[‏نوح السورة بتمامها‏]‏‏.‏ ‏
وسنذكر مضمون القصة مجموعاً من هذه الأماكن المتفرقة، ومما دلت عليه الأحاديث، والآثار‏.‏

وقد جرى ذكره أيضاً في مواضع متفرقة من القرآن، فيها مدحه وذم من خالفه‏.‏

فقال تعالى في سورة النساء‏:‏ ‏{‏إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُوراً * وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً * رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 163-165‏]‏‏.‏

وقال في سورة الأنعام‏:‏ ‏{‏وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلّاً هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلّاً فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ * وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ‏}‏ الآيات ‏[‏الأنعام‏:‏ 83-87‏]‏‏.‏

وتقدمت قصته في الأعراف‏.‏

وقال في سورة براءة‏:‏ ‏{‏أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ‏}‏ ‏[‏التوبة‏:‏70‏]‏‏.‏

وتقدمت قصته في يونس، وهود‏.‏

وقال في سورة إبراهيم‏:‏ ‏{‏أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ‏}‏ ‏[‏إبراهيم‏:‏9‏]‏‏.‏

وقال في سورة سبحان‏:‏ ‏{‏ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً‏}‏ ‏[‏الإسراء‏:‏ 3‏]‏‏.‏

وقال فيها أيضا‏:‏ ‏{‏وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً‏}‏ ‏[‏الإسراء‏:‏ 17‏]‏‏.‏

وتقدمت قصته في الأنبياء، والمؤمنون، والشعراء، والعنكبوت‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 1/ 118‏)‏

وقال في سورة الأحزاب‏:‏ ‏{‏وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً‏}‏ ‏[‏الأحزاب‏:‏ 7‏]‏‏.‏

وقال في سورة ص‏:‏ ‏{‏كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ * وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ * إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ‏}‏
وقال في سورة غافر‏:‏ ‏{‏كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ * وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ‏}‏ ‏[‏غافر‏:‏ 5-6‏]‏‏.‏

وقال في سورة الشورى‏:‏ ‏{‏شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ‏}‏ ‏[‏الشورى‏:‏ 13‏]‏‏.‏

وقال تعالى في سورة ق‏:‏ ‏{‏كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ * وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ * وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ‏}‏ ‏[‏ق‏:‏ 12-14‏]‏‏.‏

وقال في الذاريات‏:‏ ‏{‏وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ‏}‏ ‏[‏الذاريات‏:‏ 46‏]‏‏.‏

وقال في النجم‏:‏ ‏{‏وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى‏}‏ ‏[‏النجم‏:‏ 52‏]‏‏.‏

وتقدمت قصته في سورة اقتربت الساعة‏.‏

وقال تعالى في سورة الحديد‏:‏ ‏{‏وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ‏}‏ ‏[‏الحديد‏:‏ 26‏]‏‏.‏

وقال تعالى في سورة التحريم‏:‏ ‏{‏ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ‏}‏ ‏[‏التحريم‏:‏ 10‏]‏‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسافر بلا عنوان
عضوممتاز
عضوممتاز
مسافر بلا عنوان


عدد المساهمات : 577
تاريخ التسجيل : 01/07/2009
ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Flag

ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Emptyالإثنين أغسطس 17, 2009 11:28 am

وأما مضمون ما جرى له مع قومه مأخوذاً من الكتاب، والسنة، والآثار فقد قدمنا عن ابن عباس أنه كان بين آدم، ونوح عشرة قرون كلهم على الإسلام‏.‏ رواه البخاري‏.‏

وذكرنا أن المراد بالقرن‏:‏ الجيل، أو المدة على ما سلف، ثم بعد تلك القرون الصالحة حدثت أمور اقتضت أن آل الحال بأهل ذلك الزمان إلى عبادة الأصنام، وكان سبب ذلك ما رواه البخاري من حديث ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، عند تفسير قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلَا سُوَاعاً وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً‏}‏ ‏[‏نوح‏:‏ 23‏]‏‏.‏

قال‏:‏ هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابا، وسموها بأسمائهم، ففعلوا فلم تعبد، حتى إذا هلك أولئك، وتنسخ العلم عبدت‏.‏

قال ابن عباس‏:‏ وصارت هذه الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد، وهكذا قال عكرمة، والضحاك، وقتادة، ومحمد بن إسحاق‏.‏ ‏وقال ابن جرير في ‏(‏تفسيره‏)‏‏:‏ حدثنا ابن حميد، حدثنا مهران، عن سفيان، عن موسى، عن محمد بن قيس قال‏:‏ كانوا قوما صالحين بين آدم ونوح، وكان لهم أتباع يقتدون بهم، فلما ماتوا، قال أصحابهم الذين كانوا يقتدون بهم‏:‏ لو صورناهم كان أشوق لنا إلى العبادة إذا ذكرناهم، فصوروهم، فلما ماتوا وجاء آخرون، دب إليهم إبليس فقال‏:‏ إنما كانوا يعبدونهم، وبهم يسقون المطر، فعبدوهم‏.‏

وروى ابن أبي حاتم، عن عروة بن الزبير أنه قال‏:‏ ود، ويغوث، ويعوق، وسواع، ونسر‏:‏ أولاد آدم‏.‏ وكان ود أكبرهم، وأبرهم به‏.‏

وقال ابن أبي حاتم‏:‏ حدثنا أحمد بن منصور، حدثنا الحسن بن موسى، حدثنا يعقوب، عن أبي المطهر قال‏:‏

ذكروا عند أبي جعفر هو الباقر، وهو قائم يصلي يزيد بن المهلب قال‏:‏

فلما انفتل من صلاته قال‏:‏ ذكرتم يزيد بن المهلب، أما إنه قتل في أول أرض عبد فيها غير الله‏.‏

قال‏:‏ ذكر وداً رجلاً صالحاً، وكان محبوباً في قومه، فلما مات عكفوا حول قبره في أرض بابل، وجزعوا عليه، فلما رأى إبليس جزعهم عليه تشبه في صورة إنسان‏.‏

ثم قال‏:‏ إني أرى جزعكم على هذا الرجل، فهل لكم أن أصور لكم مثله فيكون في ناديكم فتذكرونه‏؟‏

قالوا‏:‏ نعم‏.‏

فصور لهم مثله‏.‏

قال‏:‏ ووضعوه في ناديهم، وجعلوا يذكرونه، فلما رأى ما بهم من ذكره‏.‏

قال‏:‏ هل لكم أن أجعل في منزل كل واحد منكم تمثالاً مثله ليكون له في بيته فتذكرونه‏؟‏

قالوا‏:‏ نعم‏.‏

قال‏:‏ فمثَّل لكل أهل بيت تمثالاً مثله، فأقبلوا فجعلوا يذكرونه به‏.‏

قال‏:‏ وأدرك أبناؤهم، فجعلوا يرون ما يصنعون به، قال‏:‏ وتناسلوا ودرس أثر ذكرهم إياه، حتى اتخذوه إلهاً يعبدونه من دون الله، أولاد أولادهم، فكان أول ما عبد غير الله ‏(‏ود‏)‏ الصنم، الذي سموه وداً‏.‏

ومقتضى هذا السياق‏:‏ أن كل صنم من هذه، عبده طائفة من الناس‏.‏ وقد ذكر أنه لما تطاولت العهود والأزمان، جعلوا تلك الصور تماثيل مجسدة ليكون أثبت لهم، ثم عبدت بعد ذلك من دون الله عز وجل‏.‏

ولهم في عبادتها مسالك كثيرة جداً،ولله الحمد والمنة‏.‏

وقد ثبت في ‏(‏الصحيحين‏)‏ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لما ذكرت عنده أم سلمة، وأم حبيبة تلك الكنيسة التي رأينها بأرض الحبشة، يقال لها‏:‏ مارية، فذكرتا من حسنها وتصاوير فيها، قال‏:‏

‏(‏‏(‏أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً، ثم صوروا فيه تلك الصورة أولئك شرار الخلق عند الله عز وجل‏)‏‏)‏‏.‏

والمقصود أن الفساد لما انتشر في الأرض، وعم البلاد بعبادة الأصنام فيها، بعث الله عبده ورسوله نوحاً عليه السلام، يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وينهى عن عبادة ما سواه‏.‏ فكان أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض، كما ثبت في ‏(‏الصحيحين‏)‏ من حديث أبي حيان، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة قال‏:‏

‏(‏‏(‏فيأتون آدم فيقولون‏:‏ يا آدم أنت أبو البشر، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، وأسكنك الجنة ألا تشفع لنا إلى ربك‏؟‏ ألا ترى ما نحن فيه وما بلغنا‏؟‏

فيقول‏:‏ ربي قد غضب غضباً شديداً، لم يغضب قبله مثله، ولا يغضب بعده مثله، ونهاني عن الشجرة فعصيت، نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى نوح‏.‏

فيأتون نوحاً فيقولون‏:‏ يا نوح أنت أول الرسل إلى أهل الأرض، وسماك الله عبداً شكوراً، ألا ترى إلى ما نحن فيه‏؟‏ ألا ترى إلى ما بلغنا‏؟‏ ألا تشفع لنا إلى ربك عز وجل‏؟‏

فيقول‏:‏ ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولا يغضب بعده مثله، نفسي نفسي‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏‏)‏‏.‏

وذكر تمام الحديث بطوله كما أورده البخاري في قصة نوح‏.‏

فلما بعث الله نوحاً عليه السلام، دعاهم إلى إفراد العبادة لله وحده، لا شريك له، وأن لا يعبدوا معه صنماً، ولا تمثالاً، ولا طاغوتاً، وأن يعترفوا بوحدانيته، وأنه لا إله غيره ولا رب سواه، كما أمر الله تعالى من بعده من الرسل، الذين هم كلهم من ذريته‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسافر بلا عنوان
عضوممتاز
عضوممتاز
مسافر بلا عنوان


عدد المساهمات : 577
تاريخ التسجيل : 01/07/2009
ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Flag

ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Emptyالإثنين أغسطس 17, 2009 11:32 am

كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَجَعَلْنَا ذُرِّيَتَهُ هُمُ البَاقِيْن‏}‏ ‏[‏الصافات‏:‏ 77‏]‏‏.‏

وقال فيه، وفي إبراهيم‏:‏ ‏{‏وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ‏}‏ ‏[‏الحديد‏:‏ 26‏]‏‏.‏ أي‏:‏ كل نبي من بعد نوح، فمن ذريته وكذلك إبراهيم‏.‏

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ‏}‏ ‏[‏النحل‏:‏ 36‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ‏}‏ ‏[‏الزخرف‏:‏ 45‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ‏}‏ ‏[‏الأنبياء‏:‏ 25‏]‏‏.‏

ولهذا قال نوح لقومه‏:‏ ‏{‏اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ‏}‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 59‏]‏‏.‏

وقال‏:‏ ‏{‏أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ‏}‏‏[‏هود‏:‏ 26‏]‏‏.‏

وقال‏:‏ ‏{‏يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ‏}‏‏[‏المؤمنون‏:‏ 23‏]‏‏.‏

وقال‏:‏ ‏{‏يَاقَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ * أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ * يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً * فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَاراً * وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً * ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً * ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً * فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً * مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً‏}‏ ‏[‏نوح‏:‏ 2-14‏]‏ الآيات الكريمات‏.‏

فذكر أنه دعاهم إلى الله بأنواع الدعوة في الليل، والنهار، والسر، والإجهار، بالترغيب تارة، والترهيب أخرى‏.‏ وكل هذا فلم ينجح فيهم بل استمر أكثرهم على الضلالة والطغيان، وعبادة الأصنام والأوثان، ونصبوا له العداوة في كل وقت وأوان، وتنقصوه وتنقصوا من آمن به، وتوعدوهم بالرجم والإخراج، ونالوا منهم وبالغوا في
أمرهم‏.
{‏قَالَ المَلأُ مِنْ قَوْمِهِ‏}‏ أي‏:‏ السادة الكبراء منهم‏:‏
{‏إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * قَالَ يَاقَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ‏}‏ ‏[‏الأعراف‏:‏60-61‏]‏ أي‏:‏ لست كما تزعمون من أني ضال، بل على الهدى المستقيم، رسول من رب العالمين أي‏:‏ الذي يقول للشيء كن فيكون‏.‏ {‏أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ‏}‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 62‏]‏ وهذا شأن الرسول أن يكون بليغاً أي فصيحاً ناصحاً، أعلم الناس بالله عز وجل‏.‏

وقالوا له فيما قالوا‏:‏ ‏{‏فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَراً مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ‏}‏ ‏[‏هود‏:‏ 27‏]‏، تعجبوا أن يكون بشراً رسولاً، وتنقصوا بمن اتبعه، ورأوهم أراذلهم‏.‏

وقد قيل‏:‏ إنهم كانوا من أقياد الناس، وهم ضعفاؤهم كما قال هرقل وهم أتباع الرسل، وما ذاك إلا لأنه لا مانع لهم من اتباع الحق‏.‏

وقولهم‏:‏ ‏(‏‏(‏بادي الرأي‏)‏‏)‏ أي‏:‏ بمجرد ما دعوتهم استجابوا لك من غير نظر ولا روية، وهذا الذي رموهم به هو عين ما يمدحون بسببه رضي الله عنهم، فإن الحق الظاهر لا يحتاج إلى روية، ولا فكر، ولا نظر، بل يجب اتباعه والانقياد له متى ظهر‏.‏

ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مادحاً للصديق‏:‏

‏(‏‏(‏ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا كانت له كبوة غير أبي بكر فإنه لم يتلعثم‏)‏‏)‏ ولهذا كانت بيعته يوم السقيفة أيضاً سريعة من غير نظر، ولا روية، لأن أفضليته على من عداه ظاهرة جلية عند الصحابة رضي الله عنهم‏.‏

ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يكتب الكتاب الذي أراد أن ينص فيه على خلافته فتركه، وقال‏:‏

‏(‏‏(‏يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر‏)‏‏)‏ رضي الله عنه‏.‏

وقول كفرة قوم نوح له ولمن آمن به‏:‏ ‏{‏وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ‏}‏ ‏[‏هود‏:‏ 27‏]‏ أي‏:‏ لم يظهر لكم أمر بعد اتصافكم بالإيمان، ولا مزية علينا ‏{‏بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ * قَالَ يَاقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ‏}‏ ‏[‏هود‏:‏27- 28‏]‏‏.‏
وهذا تلطف في الخطاب معهم، وترفق بهم في الدعوة إلى الحق، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى‏}‏ ‏[‏طه‏:‏ 44‏]‏‏.‏‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسافر بلا عنوان
عضوممتاز
عضوممتاز
مسافر بلا عنوان


عدد المساهمات : 577
تاريخ التسجيل : 01/07/2009
ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Flag

ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى - صفحة 3 Emptyالإثنين أغسطس 17, 2009 11:33 am

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ‏}‏ ‏[‏النحل‏:‏ 125‏]‏‏.‏

وهذا منه يقول لهم‏:‏ ‏{‏أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ‏}‏ ‏[‏هود‏:‏ 28‏]‏ أي‏:‏ النبوة والرسالة‏.‏

‏{‏فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ‏}‏ أي‏:‏ فلم تفهموها، ولم تهتدوا إليها‏.‏

‏{‏أَنُلْزِمُكُمُوهَا‏}‏ أي‏:‏ أنغصبكم بها، ونجبركم عليها‏.‏

‏{‏وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ‏}‏ أي‏:‏ ليس لي فيكم حيلة، والحالة هذه‏.‏

‏{‏وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى‏}‏ ‏[‏هود‏:‏ 29‏]‏ أي‏:‏ لست أريد منكم أجرة على إبلاغي إياكم، ما ينفعكم في دنياكم، وأخراكم، إن أطلب ذلك إلا من الله، الذي ثوابه خير لي، وأبقى مما تعطونني أنتم‏.‏

وقوله‏:‏ ‏{‏اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْماً‏}‏ ‏[‏هود‏:‏ 29‏]‏ كأنهم طلبوا منه أن يبعد هؤلاء عنه، ووعدوه أن يجتمعوا به إذا هو فعل ذلك، فأبى عليهم ذلك‏.‏

وقال‏:‏ ‏{‏إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ‏}‏ أي‏:‏ فأخاف إن طردتهم أن يشكوني إلى الله عز وجل‏.‏

ولهذا قال‏:‏ ‏{‏وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلَا‏}‏

ولهذا لما سأل كفار قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يطرد عنه ضعفاء المؤمنين كعمار، وصهيب، وبلال، وخباب، وأشباههم، نهاه الله عن ذلك، كما بيناه في سورتي الأنعام والكهف‏.‏

‏{‏وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ‏}‏ أي‏:‏ بل أنا عبد رسول، لا أعلم من علم الله، إلا ما أعلمني به، ولا أقدر إلا على ما أقدرني عليه، ولا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله‏.‏

‏{‏وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ‏}‏ يعني من أتباعه‏.‏

‏{‏لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْراً اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ‏}‏ أي‏:‏ لا أشهد عليهم بأنهم لا خير لهم، عند الله يوم القيامة، الله أعلم بهم، وسيجازيهم على ما في نفوسهم، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر‏.‏

كما قالوا في المواضع الأخر‏:‏ ‏{‏‏.‏‏.‏أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ * قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ * وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ * إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ‏)‏‏)‏ ‏[‏الشعراء‏:‏ 111 - 115‏]‏‏.‏

وقد تطاول الزمان، والمجادلة بينه وبينهم، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ‏}‏ ‏[‏العنكبوت‏:‏ 14‏]‏‏.‏

أي‏:‏ ومع هذه المدة الطويلة، فما آمن به إلا القليل منهم، وكان كل ما انقرض جيل، وصُّوا من بعدهم بعدم الإيمان به، ومحاربته، ومخالفته‏.‏وكان الوالد إذا بلغ ولده، وعقل عنه كلامه، وصَّاه فيما بينه وبينه، أن لا يؤمن بنوح أبداً، ما عاش، ودائماً ما بقي، وكانت سجاياهم تأبى الإيمان، واتباع الحق، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏وَلَا يَلِدُوْا إِلَّا فَاجِرَاً كَفَّارَاً‏}‏‏.‏

ولهذا قالوا‏:‏ ‏{‏قَالُوا يَانُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شَاءَ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ‏}‏ ‏[‏هود‏:‏ 32 - 33‏]‏‏.‏

أي‏:‏ إنما يقدر على ذلك الله عز وجل، فإنه الذي لا يعجزه شيء، ولا يكترثه أمر، بل هو الذي يقول للشيء كن فيكون‏.‏

‏{‏وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ‏}‏‏[‏هود‏:‏ 34‏]‏‏.‏

أي‏:‏ من يرد الله فتنته، فلن يملك أحد هدايته، هو الذي يهدي من يشاء، ويضل من يشاء، وهو الفعال لما يريد، وهو العزيز الحكيم العليم، بمن يستحق الهداية، ومن يستحق الغواية‏.‏ وله الحكمة البالغة، والحجة الدامغة‏.‏

‏{‏وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ‏}‏ ‏[‏هود‏:‏ 36‏]‏ تسلية له عما كان منهم إليه‏.‏

‏{‏فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ‏}‏ وهذه تعزية لنوح عليه السلام، في قومه أنه لن يؤمن منهم إلا من قد آمن أي لا يسوأنك ما جرى؛ فإن النصر قريب والنبأ عجيب‏.‏

‏{‏وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ‏}‏‏[‏هود‏:‏ 37‏]‏ وذلك أن نوحاً عليه السلام، لما يئس من صلاحهم، وفلاحهم، ورأى أنهم لا خير فيهم، وتوصلوا إلى أذيته ومخالفته، وتكذيبه، بكل طريق من فعال، ومقال، دعا عليهم دعوة غضب، فلبى الله دعوته، وأجاب طلبته، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ * وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ‏}‏ ‏[‏الصافات‏:‏ 75 - 76‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَنُوحاً إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ‏}‏ ‏[‏الأنبياء‏:‏ 76‏]‏‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ركن التاريخ الاسلامى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 3 من اصل 9انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» اْشهر 10 احذيه فى التاريخ
» اغلى عشر حوادث في التاريخ :
» أشهر من قال ( لاااااااا ) فى التاريخ الإسلامي
» التاريخ المصور للأنبياء والرسل
» اكثر الشخصيات غموضا فى التاريخ

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتدى الاسلامى :: قسم العقيدة والفقة الاسلامى-
انتقل الى: