زين العابدين عبد المنعم عضو ذهبى
عدد المساهمات : 2091 تاريخ التسجيل : 05/08/2010 الموقع : سواح
| موضوع: التفاوض على دفن "جمهورية حافظ الأسد"! الإثنين نوفمبر 07, 2011 3:25 am | |
|
التفاوض على دفن "جمهورية حافظ الأسد"! النهار اللبنانية
2011 السبت 5 نوفمبر
علي حماده
كما كان متوقعا فإن النظام في سوريا تعامل مع المبادرة العربية على انها مجرد فسحة وقت ممنوحة له كي يواصل القتل المنظم في طول البلاد وعرضها، بعدما تأكد له ان الحل الحقيقي الذي يعيد الهدوء الى البلاد لن يكون إلا بسقوطه، ودفن "جمهورية حافظ الاسد" نهائيا، والانتقال بالبلاد الى عصر جديد يقوم على احترام الحريات العامة و الخاصة، وارساء نظام
ديموقراطي تعددي يحترم خصوصيات المجموعات الدينية والاتنية التي يتكوّن منها الشعب السوري. هذه حقائق سيثبت التاريخ مدى صحتها، بعدما انطلق قطار التغيير في سوريا، بعدما تعمدت الثورة بدماء آلاف المناضلين والمناضلات كبارا وصغارا، رفضوا ويرفضون الحوار مع نظام لم يدرك ان القتل المنظم والمبرمج، والذي يذكر بالمجازر التي
كانت ترتكبها الميليشيات الصربية، في كوسوفو والبوسنة لم تنقذ يوغوسلافيا ولم تثبت الغلبة الصربية بل انها عجلت في سقوط مشروع التطهير الاتني على يد المجتمع الدولي. فأضحى قادة الصرب من سلوبودان ميلوسيفيتش وصولا الى رادكو ملاديتش في اقفاص الاتهام في محكمة الجزاء الدولية في لاهاي. هذا هو مصير قتلة الاطفال في سوريا: العدالة الدولية عاجلا ام آجلا.
بالعودة الى المبادرة العربية، كتبنا هنا وقبل ان تعلن الجامعة العربية عن موافقة النظام في سوريا على كل بنود المبادرة العربية، واولها وقف القتل وسحب الدبابات والجيش من المدن، ان النافذة العربية اقفلت. وبعدها اتى من يأخذ علينا التسرع في اطلاق الاحكام بحجة ان بشار الاسد وافق على المبادرة وانه ربما صار اكثر وعيا لخطورة موقفه، وللنهاية الحزينة التي يسير
اليها بخطى حثيثة، وانه ربما تغيير العقل السائد في دمشق. ومع ذلك تمسكنا برأينا القائل ان النظام في سوريا لم يتغير في منطلقاته وتفكيره منذ عهد الاسد الاب الذي لم يبن جمهورية ولا دولة، بل ان سوريا كانت اقرب الى مزرعة تسيطر عليها حالة مافيوية فئوية تقف عند اعلى الهرم في السلطة ولا تتوانى عن اعتماد العنف الفائق لحسم خلافات سياسية الطابع مع الداخل او
الخارج على حد سواء. والدليل على ما نقول هو القتل المنظم اليوم في سوريا، او القتل والارهاب الذي طال في السابق اللبنانيين والفلسطينيين على حد سواء، وفي اغتيال رفيق الحريري وسائر شهداء الاستقلال الثاني ابلغ الامثلة على سلوكيات النظام في سوريا، وان تكن الاغتيالات نفذت بأياد لبنانية معروفة.
ايا يكن من امر، لا يزال عند رأينا ان النافذة العربية اقفلت قبل ان تفتح، فالنظام غير قادر على وقف اطلاق النار على المدنيين الثائرين، وهو غير قادر على اطلاق عشرات الآلاف من المعتقلين.
إن التفاوض مع النظام غير مجد إلا في حالة واحدة: تسليم السلطة ودفن "جمهورية حافظ الاسد".
| |
|