ايمان ابراهيم , بيروت : لم يعد معجبو الفنان مجرد مشاهدين في الصفوف الخلفية يكتفون بالتصفيق لإنجازاته، بانتظار عمل جديد،
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]بل اصبحوا يشاركون في صنعقراراته من خلال نادي المعجبين عبر شبكة الانترنت، الذي غالبا ما يكون المصدر الرسمي لأخبار الفنان، بل ويناصرونه في حال خلافه مع زملائه أو حتى مع شركات الانتاج، كما فعل محبو الفنانة سميرة سعيد عندما وقعوا عريضة للمنتج محسن جابر صاحب شركة «عالم الفن»، يحثونه فيها على عدم المماطلة باطلاق البوم الفنانة.
أما المستغرب فأن يكيل الجمهور الاتهامات لنجمهم المفضل، وينتقدونه على الملأ، ويتصيّدون اخطاءه ولو على سبيل التصحيح، وهو ما فعله محبو الفنان كاظم الساهر، الذين رأوا في خياراته الاخيرة ما يضر بمسيرته الغنائية التي بدأها قبل أكثر من عشرين سنة.
البيان الذي أرسله محبو الساهر، تحت عنوان "كاظم المبتذل"، أرادوا من خلاله مخاطبة نجمهم وتذكيره بمحطاته الغنائية لحثه على عدم السقوط في الهاوية.
وورد في البيان أن انطلاقة كاظم الساهر، في زمن عرف نشأة وظهور عدد كبير من المغنين العرب من الشبان. وبالرغم من هذه الكثرة، استطاع أن يخط لنفسه طريقا نحو النجومية والتفرد، مذكرا باليوم الذي قبل فيه كاظم الساهر خشبة مسرح مصر، تواضعا. كانت تلك أول سهرة يحييها على أرض الكنانة. ثم بعدها توالت السهرات، وفي شتى أنحاء العالم. سهرات تحقق نجاحا لافتا، وأخرى تسطع به عاليا. وهذه أقلام صحفية تشيد به، وتلك برامج تنجز معه حوارا، بل حوارات، وهذه جوائز عربية وعالمية وسم بها صدره...هذه الأشياء كلها مكنته من خلق علاقات نافذة في مختلف المجالات. وهكذا استطاع، وفي زمن قياسي، أن يخلق من نفسه "ظاهرة" فنية ويحيط نفسه بهالة إعلامية مجدتها الصحف".
وبنبرة لا تخلو من قسوة، ذكر البيان الصفات التي أطلقتها الصحافة على كاظم وجعلت منه مثالا يحتذى، من سفير الأغنية الرومانسية، وكاظم الخجول، وكاظم الإنسان المتواضع، إلى كاظم الرجل الشرقي الغيور، البيتوتي، المتسامح، مؤكدا ان الصحافة هي التي نسبت تلك الصفات الحميدة إلى كاظم الذي أصبح مقدسا بين جمهوره ومعجبيه، فيما هو افتقد أغلب تلك الصفات، إن لم نقل كلها، كما جاء في البيان الذي تساءل كاتبوه "هل فعلا كاظم كما يقول عن نفسه، أو كما صوره لنا الإعلام، أو كما يبدو على خشبة المسرح؟ أم أنه كان كذلك والآن تغير؟".
ولم يكتف البيان بسلب كاظم صورته التي حرص عليها، بل ذهب إلى حد وصفه بالمبتذل، مبررا الأمر بأن كاتبي المقال هم من ابرز معجبي الساهر على مدى سنوات، واصفين نجمهم بانه أصبح ظاهرة مفضوحة للجميع. ولم يعد يهمه سماع النقد لا من أهل الصحافة، "ولا منا نحن. وبذلك كانت بداية الاندحار والإسفاف في فنه".
كاظم الإنسان المتواضع
عن بدايات كاظم كتب محبوه يقولون «أصبح كاظم بعد شهرته، يتذكر بداياته الأولى ليس كنقطة للاعتبار، ولكن كمحطة عابرة من حياته. والتواضع الذي نقصده، هو ذاك المرتبط بعلاقته مع الجمهور، والصحافيين. فبعد أن طفح تعبا من لقاء محبيه، أصبح يتهرب منهم، ويوصي إدارة أعماله بعدم السماح لأي أحد بلقائه، بل حتى الاقتراب منه. وصار كل من رآه أو سمع عنه لأول مرة يحس بأن كاظما إنسان مغرور».
كاظم الذي سيعود إلى بغداد قريبا
ولام محبو الفنان نجمهم على ما اعتبروه قلة وفاء منه، خصوصا اعتدنا طيلة السنوات العشر الماضية اقتران اسم كاظم ببغداد، وبانتظاره تحسن الأوضاع بها ليعود. وأتت وفاة والدته، وتوقع الجميع ومن خلال طريقة كلامه عنها طيلة معرفتنا به، أن هذا هو الظرف المناسب ليعود كاظم إلى وطنه ويدفن أمه فيه. لكنه تخلف عن ذلك. غنى قبل مرور أربعينية على وفاة والدته، وكأنه ليس بإمكانه فسخ تلك العقود وأداء كل ما يترتب عن ذلك، في سبيل والدته! ما قيمة المال أمام الوالدين؟ سؤال: «إن لم يذهب كاظم إلى العراق في هذا الظرف، فمتى سيذهب؟».
كاظم والألحان
وعتب البيان على كاظم بسبب عدم وفائه لألحانه التي قال يوما انها تكفيه للسنوات العشر المقبلة، وجاء في البيان «منذ أن عرفنا الساهر وتعلقنا بفنه علمنا كاظم مبدأ أساسيا هو أنه يغني من ألحانه فقط. مع ألبوم «يوميات رجل مهزوم» تنازل عن هذا المبدأ في أغنيتي «تحكي جد» و«ناي»، وتبعتهما تصريحات له تقول بنهاية التعامل مع ملحنين آخرين. وأتى ألبوم «صور» وتجدد التعامل مع الملحن نفسه. لماذا الوعد ولماذا النكث؟ أين هي الألحان التي تكفي لعشر سنوات قادمة؟».
ويبقى السؤال، هل تقف خلافات شخصية وراء البيان القاسي، ام ان العتب على قدر المحبة التي يكنها محبو الفنان لفنانهم بعد ان استشعروا انه يسيء الى فنه ولو عن غير قصد؟
كاظم: أنا لا أفضل الفيديو كليبات.. أنا رجل مسرح!
ولام البيان الساهر على انحداره من مستوى رجل مسرح الى مستوى فنان فيديو كليب بالقول «أنا رجل مسرح» هكذا عرفنا الساهر طيلة سنوات عدة. وعرفنا أيضا أنه لا يفضل الفيديو كليبات، وأنه يصورها فقط نزولا عند رغبة جمهوره. تأتي الكليبات على غير المنتظر، وتؤكد «انجراف» كاظم في موجة الكليبات الآنية. فكيف يقبل، وهو الرجل الشرقي الغيور، بإدماج مقاطع مصورة لها إيحاءات جنسية في كليباته، وهو الحال في أغنيتي «انسَ العالم» بلباس الموديل، وفي «تحبني» عند دخول الخيمة والخروج منها! أين هي الشرقية؟ أو ما المقصود بعبارة أنا رجل شرقي غيور؟ ترمي بنا تصرفات كاظم المتناقضة إلى حال من انسداد أفق التفكير المنطقي».
كما لام البيان الفنان لإصراره مؤخرا على الغناء في مسارح؛ قاعاتها فيها طاولات للعشاء.
ويأتي البيان الموقع باسم «مجموعة من محبي الفنان كاظم الساهر»، بعد البيان الذي اصدره محبوه يستنكرون فيه استبعاده من مهرجان الاردن للسنة الثانية على التوالي.