--------------------------------------------------------------------------------
"لصاحبةِ العيون السود"
أرقتني صاحبةُ العيونِ السودِ
صاحبةُ الشعرِ اللَّيلي...
لا قمرٌ فيه...لا شموس...
وصليبٍ غافٍ على الصَّدرِ أرى فيهِ قيودي
عيني تتنقلُ بينَ آلاء ربي فيها...
أقولُ لها كُفي...لا...لا...كُفي...
والعينُ لا تكتَرثُ بالحدودِ
أُسامِرُ في ليليَّ وحدتي...
أفكرُ فيها ....بمشاعري...
ما يدورُ حولي... وطريقيَّ المسدودِ
* * * * * * *
حائرٌ أنا...
أسألُ كم من مرةٍ سأخطأ ؟؟
أأبقى بينَ مُحمدٍ ويسوعِ؟؟
مُتبسمرٌ لا أعرفُ الحراكَ...
شُلَّ جسدي...
ومهنتي في الهوى ذرفُ الدموعِ
لماذا أنا...دائما أنا ...فقط أنا...
توقِدُني شرارةُ الأديانِ فأُنيرُ لغيري...
وأذوبُ ذوبَ الشموعِ
أنا شجرةٌ أنبتت حباً...
ساءني أهلُ الأرضِ ....كَسروا فروعي
لكني عائدٌ مُزهِرٌ كما كنتُ...
أحتاجُ وقتاً ....
وتذكروا أهلَ الأرضِ
تذكروا وَعدَ العشِقِ الموجوعِ
إني لمُتَمَردٌ....ها أنا ذا...افعلوا ما شئتم ...
ها أنا..اصلبوني...عذبوني...واقتلوا الأحلامَ...
لن أرتدَّ عن الحبِ...أعِدُكم بالرجوعِ
أهلَ الأرضِ:
عاشِقُ الفراتِ مُتَألمٌ...
وبرغمِ شدَّتهِ إنتظروا...
لستُ عن الحُبِ بتائبٍ...ما جَفَ يُنبوعي.
* * * * * *
واللهِ تحققت على يديَّ المُعجزات...
كإسراء مُحمدٍ قلبي لفراتٍ قد سرى
وحبي كعيسى...بالمَهدِ نطق...
لكن قتلوه....
واستمتعوا بالدمعِ الذي على خديَّ جرى
فراتيَّ رحلت-رحمها الله-
والصديقةُ لم تَعد صديقة...
فهل أخطأتُ بحقهما؟؟
أأخطأتُ يا تُرى؟؟
واللهِ إن آلاميَّ عظيمة...
واللهِ إن جراحيَّ كثيرة...
دموعي يعرفها الجميع
جراحي في كلِّ مكانٍ تتركُ ذكرى...
إني أعاني ولا من مُكترث...
يا سكان الأرض اسألوا الحجرَ عني...
عن مأساتي...شدّةِ ألمي...
فالحجرُ دونكُم قد رأى
* * * * * *
تلكَ الفتاةُ أرقتني بهمسِ العيونِ السود .
ضعتُ بينَ خِصَلِ شَعرِها
وذهلتُ...إذ العُبوسُ في وجهها ودود .
أرقتني....أنستنيَّ نفسي...
وبقيتُ حائراً تائهاً بينَ محمدٍ ويسوع .
أما الذي لا يتغيرُ في حياتي ...
أني مُمتَهِنٌ ذرفَ الدُموع .
جالسٌ في انتظارِ الذي لن يعود.
أستكينُ لِألمي....
وتأرقني
تبقى تُأرِقُني صاحبةُ العيونِ السود.