طارق دياب لم يخطئ .. فأنا أيضاً لا أريد فوز أحد غير مصر !

قامت الدنيا ولم تقعد على طارق دياب نجم منتخب تونس السابق والمحلل الرياضي في قنوات الجزيرة الرياضية عندما قال إنه لا يجب أن نهنئ العرب بفوز مصر ولكن يجب أن نهنئ مصر ..

ونحن نقولها للكابتن طارق " عندك حق يا كابتن " فنحن أيضا لا نتمنى فوز أحد غير مصر وهذه ستكون طريقتنا في التعامل مع أي شخص يتطاول على مصر أو أي رمز مصري أو مواطن مصري .

ولا أرى أي داعي لهذه الحملة التي يقوم بها البعض ضد دياب فالقضية بسيطة للغاية: دياب لا يتمنى فوز مصر ونحن لا نتمنى فوز أي فريق آخر غير مصر .. سهلة !

القضية ببساطة أن دياب له اتجاهات أخرى تعبر عن شخصه وعن وجهة نظره، ومهما كان اختلافنا مع وجهة نظر أي شخص فيجب أن نحترمها ولذلك فأنا أحترم وجهة نظره وأقولها له صريحة: مصر لا تريدك أن تفرح ولا تطلب منك أو من غيرك أن يفرح لفوز مصر .. وهذا لا يقلل منك أو يقلل من مصر .

القضية أننا في مصر نتعامل مع الأمور بحساسية بالغة .. أنا مثلاً سأشجع منتخب تونس لأني أحب تونس وأحب الكرة التونسية ... وليس من أجل " الأخوة العربية – والملوخية العربية " وهذا الكلام الفارغ .. فأنا لقناعات شخصية أحب تونس .. وبالتالي سأشجعها طالما لا تواجه مصر .. ولكن هذا لا يعني أنني سأكون حزين لهزيمة تونس .. فهذا لن يحدث لأنني في النهاية مصري أحب مصر وأحب الخير لكل الدول العربية ولكني لا ولن ولم أتمنى الفوز إلا لمصر .

وهذا الكلام قلناه من قبل وحان الوقت لكي نركز عليه جميعاً .. فمسألة " كلنا عرب والمهم الفائز يكون عربي " هذه كلمات جوفاء لا تقدم ولا تؤخر، فلا يوجد جزائري يتمنى فوز مصر ولا مصري يتمنى فوز الجزائر أو أن تكون الجزائر في كأس العالم بدلا من مصر أو المغرب بدلا من تونس أو البحرين بدلاً من السعودية ... هذا لا يحدث أيها السادة .. فنحن لن نشجع الجزائر في كأس العالم .. لأننا لا يهمنا أمرهم من الأساس .. وإذا كانت تونس قد صعدت إلى كأس العالم كنت سأشجعها لجانب شخصي لدي وليس لأنها دولة عربية !

أيها السادة ... هذه المصطلحات انتهت من القاموس الإنساني وعليكم أن تفيقوا من الغفلة التي تعيشون فيها .. فلا معنى لكي يقول دياب " الحمد لله مصر فازت على نيجيريا وأنا سعيد جداً " فهذا ليس مطلوباً منه ولا من أي شخص آخر إلا إذا كان مصرياً .. والرد المصري يجب أن يكون بنفس الأسلوب والهدوء ودون عصبية " ما حدش قالك شجع مصر يا كابتن .. علشان إحنا مش حنشجع حد غير مصر " القضية سهلة ومنتهية !!

أما أن نبدأ موشحات الردح المعتادة فهذا أمر غير مقبول على الإطلاق .. فقط عاملوا الناس بقدر ما يعاملونكم دون التشنج أو العصبية .. دياب مش حيشجع مصر ... الحمد لله رب العالمين .. فين بقى المشكلة ؟!

إن مشهد العرب الذين خرجوا ليحتفلوا بمصر عندما فازت بكأس الأمم 2008 في جميع العواصم العربية دليل قاطع على كذب ما يقوله طارق دياب .. ولكن هذا لا يعني أن الرجل يجب عليه أن يشجع مصر .. فهو حر يحب من يشاء ويكره من يشاء .. ونحن أيضاً أحرار في أن نقول "هانشجع انجلترا وأمريكا والأخت الصغيرة مالي وحبيبتنا أنجولا" .. الموضوع بسيط جداً .. فمن يحبنا سنحبه .. ومن يكرهنا سنكرهه .. ولكن سنظل نحترم وجهة نظره .. لأننا محترمين .

وطالما هو لم يسئ لمصر أو رموز مصر فله الحق أن يختلف معنا ولكن إذا أخطأ فلهذا رد أخر !

أيها السادة :

أرجوكم انسوا موضوع "العرب والأخوة العربية" الذي لا يظهر إلا في كرة القدم وفي الحاجات الهايفة .. عايزين تتكلموا في الكلام ده اتكلموا فيه في الحاجات الأكثر عمقا من كرة القدم وليس في كرة القدم فقط .. وبالمناسبة .. مبروك عليكم مالاوي .. وعقبال مالي وأنجولا وأمريكا وانجلترا .. وحتى بلاد واق الواق هانشجعها طالما تواجه الجزائر .. عادي جداً .. ومحدش يزعل !!

الف الف شكر على مرورك