بـســــــم الله الرحــمــن الـرحــيــم
الألعاب الرياضية تعبر عن أخلاقيات الشعوب وقيمها
عالم ديني يقول إن الرياضات الشعبية تلقي الضوء على أخلاقية القرارات في الحياة الفعلية
واشنطن، - ظلت الألعاب الرياضية تعبّر على مدى التاريخ عن جوهر معتقدات الأمم أو المجتمعات التي نبعت منها أو انبثقت عنها تلك الرياضات. ففي الولايات المتحدة، يقول كريغ فورني أستاذ الدراسات الدينية، إن ألعاب كرة القدم (الفوتبول الأميركي) والبيسبول (كرة القاعدة) وكرة السلّة توضح القيم الجوهرية الأساسية للبلاد وسعيها الجاد للتوفيق بين الحرية الفردية والتضحية في سبيل تحقيق الخير المشترك. ويضيف كريغ، صاحب هذه النظرية، أن الرياضات الثلاث توفر الأساس للقرارات الأخلاقية والمعنوية في ظروف أحوال الحياة الفعلية، وتتيح إلقاء نظرة متبصرة على الأحلام المشتركة الجماعية للأميركيين.
فلعبة كرة القدم والبيسبول وكرة السلة تبيّن القيم الأميركية في عملية اتخاذ القرارات الأخلاقية بدءاً بتصويرها المعبر عن القناعات الخاصة بعلاقات المواطن الفرد بالبلاد والوطن.[/[/size]
right]
* كرة القدم – عمل جماعي
تعبر لعبة كرة القدم الأميركية، التي تعتبر "قمة الرياضة الجماعية" في الولايات المتحدة عن الالتزام المتفاني بالتضحية الذاتية، وبالعمل الجماعي وقت الأزمات. فحامل الكرة يتقدم بها وراء حاجز من بعض أعضاء فريقه الذين يشكلون سدا ضد الفريق الآخر، ويعمل لاعبو الهجوم متعاونين معا لحماية الظهير الرّبعي (الذي يسلم الكرة أو يرميها لحامل الكرة) ولتحرير أحد أعضاء الفريق كي ينفرد بتلقي أو حمل الكرة لصالح الفريق. هذا على صعيد الهجوم للفريق الحائز على الكرة.
على صعيد الدفاع (ضد الفريق الحامل للكرة) يتعاون اللاعبون كفريق "لإمساك ووقف" حامل الكرة في الفريق الخصم. ويعملون جاهدين لمنع أو تغيير رمية تمرير خطرة للكرة بالتمهيد لواحد منهم لاعتراضها بأن يلقفها أو يفسد الرمية. أما عندما تستلزم المباراة ضربة ركلة فيصطف الفريق صفا واحدا متقاربين مشكلين جدارا بشريا لمنع الفريق الخصم من الاقتراب من راكل الكرة ومنع اللاعب (مرجع الركلة) الذي يلقف الكرة المركولة، من التقدم بها إلى هدف الخصم ولصالح فريقه.
وتدلل لعبة كرة القدم على اهتمام كبير بالعمل المشترك كفريق جماعي، وتكشف عن إخلاص الأميركيين للجهود الموحدة كأمة والالتزام الفردي الطوعي المنضبط وقت الشدة.
يسود هذا الخلق الجماعي كل موقف ومنعطف في مباراة اللعبة. فاللاعبون أعضاء في فريق يحمل كل منهم رقما من الأرقام المتسلسلة من 1 إلى 99. ويرتدي كل لاعب خوذة على رأسه، وتكسو جسده حشوات سميكة حماية لأعضائه وتخفي ملامحه الشخصية، مما يشكل تعبيرا إضافيا عن الالتزام بنكران الذات والهوية. وكثيرا ما يركض اللاعبون إلى داخل وإلى خارج الملعب في عملية غير معلنة للاعبين في ما يسمى تبادل "وحدات." وبعد كل لعبة (دورة من دورات التقدم بالكرة نحو هدف الفريق الآخر) يتجمع الفريق محتشدين ورؤوسهم متقاربة للتشاور وتجديد وحدة الهدف والغرض من العمل.
حتى المتفرجون هواة كرة القدم الأميركية يظهرون الجماعية من خلال تصرفاتهم الجماعية الرياضية، وذلك عندما ينهضون من مقاعدهم دفعة واحدة هاتفين في زمجرة تكاد تصم الآذان تشجيعا أو إعجابا بلعبة. ومن مظاهر الجماعية في هذه اللعبة أيضا أن المعجبين مؤيدي فريق ستيلرز من مدينة بتسبيرغ بولاية بنسلفانيا يلوحون بقطع من أقمشة صفراء اللون تعرف "بالمناشف الرهيبة" في حركة موحدة متناسقة، ويأتي المخلصون لفريق نيتاني ليون التابع لجامعة ولاية بنسلفانيا الرسمية إلى الملعب لحضور المباريات مرتدين قمصانا (تي شيرت) بيضاء متماثلة لتشكيل ما يعرف "بالغطاء الأبيض" في مقاعد المتفرجين.
ويبدأ التعاون الجماعي بين الهواة المتفرجين قبل بدء المباريات بكثير وذلك بالاشتراك في تناول الأطعمة والأغذية والمرطبات والأحاديث والنقاش حتى في ساحات وقوف السيارات قبل الدخول إلى الملاعب. وبهذا يصور اللاعبون والهواة المشجعون على السواء إيمان الأميركيين بالتضحية الذاتية وبالعمل الجماعي – وهي النصيحة الخلقية الموصوفة لأوقات الشدة العصيبة[/size].
* البيسبول – الحلم الفردي
=olive]أما لعبة البيسبول، وخلافا لكرة القدم، فتعبر عن الالتزام والإخلاص للمثالية النموذجية الفردية – أي ميزة الحرية الفردية مع الوعي بحرية الآخرين. فلاعبو رياضة البيسبول يعملون ويتصرفون كأفراد مستقلين ولكنهم يمثلون فريقا، وهو أمر على النقيض من العمل الجماعي كفريق واحد في كرة القدم.
ففي مباراة البيسبول يدخل ضارب الكرة إلى مربع الضرب منفردا ويتم الإعلان عنه باسمه الشخصي، وتصاحب دخوله في بعض الأحيان موسيقى خاصة به. وتعرض لوحة تسجيل الإصابات والأهداف معلومات وتفاصيل خاصة عن ضارب الكرة تشمل مدينته وهواياته. ويواجه الضارب (متلقي الكرة وضاربها بالمضرب) مع الرامي (رامي الكرة باليد) في ما يشبه المبارزة. يقف الضارب في الصحن (قاعدة الفريق) ويقف الرامي على المتراس (قاعدة الرمي). ومن خلال تأديته دوره كلاعب هجوم أو دفاع تسجل لكل لاعب نقاط تشكل مجموعة فريدة من الإحصائيات التي تميز كل لا عب من الفريق بمفرده.
وتتخلل الفردية كل مجال وناحية من نواحي رياضة البيسبول. فمع أن أفراد الفريق يلبسون زيا يميز فريقهم فإن كل فرد من اللاعبين يتخذ شكلا أو تصميما معينا لقبعته ويلبس جوارب خاصة للعبة. ويتم استبدال لاعب بلاعب آخر بإعلان عام على الجمهور، وغالبا ما تظهر لقطات مكبرة لوجوه اللاعبين تملأ شاشات العرض في الملعب وشاشات أجهزة التلفزيون.
وفي البيسبول تتوقف المباراة لتمكين لاعب أو مدرب أو مدير كي يعبر عن رأيه الخاص في قرار اتخذه الحكم. وكثيرا ما يصرخ المتفرجون المناصرون بعبارات فردية خاصة تسمع بوضوح في جمهور يبلغ عدة آلاف من المتفرجين، بينما يقوم المفرطون في إخلاصهم وتأييدهم للاعبين "بتسجيل النقاط" في كراسات خاصة لأداء اللاعبين في المباريات.
وتوضح رياضة البيسبول بطرق مختلفة مناضلة الأميركيين في سبيل الفردية معبرين عن حلم قومي بمستقبل مثالي وحرية غير مسبوقة ولكنها لا تعرقل الأعمال [/size]
* كرة السلة – التوازن الصعب
تعبّر كرة السلة التي تمثل العنصر الثالث في المعادلة الخلقية الأميركية، الالتزام في الولايات المتحدة تجاه توازن المصالح الجماعية مع السعي في سبيل تحقيق استقلالية فردية أكبر.
فمن جهة، تشجع رياضة كرة السلة على التضحية الذاتية في سبيل التعاون مع رفاق اللاعب في الفريق وذلك على الأخص عن طريق تمرير الكرة من لاعب إلى آخر. وتعمل فرق كرة السلة الجيدة على إبقاء الكرة في حركة دائمة إظهارا وتعبيرا عن تلاحم فائق ووحدة نادرة. ويقوم اللاعبون "بقذف الكرة" أو "التقاطها" أو "تمريرها" لرفاقهم في الفريق بأسلوب بعيد عن الأنانية.
وفي حال "انفلات الكرة" يرمي اللاعب بنفسه على الأرض متحملا ألم الصدمة كي يضمن الاستحواذ على الكرة من أجل الآخرين. وعندما لا يكون اللاعبون غير مستحوذين على الكرة فإنهم يلعبون دور "فريق الدفاع" استمرارا للمجهود الجماعي.
إلا أن كرة السلة رغم اهتمامها بالتعاون، فإنها تعبر أيضا عن التطلع إلى الفردية والسعي في سبيل تحقيق شيء مثالي لموازنة الحاجة الدورية المتكررة إلى وحدة السلوك.
وكثيرا ما تؤدي كرة السلة إلى إيجاد مباريات فردية للاعب واحد مقابل آخر تضع الأفراد في موقف صراع شخصي مع الأفراد المنافسين. ويتم أثناء المباريات وضع قائمة إحصائية طويلة لأداء اللاعبين تبرز إنجازات كل فرد من أفراد الفريق. وتسمح أزياء اللعب بالتعبير الشخصي عن طريق الوشم المختلف للاعبين ولبس أقراط الأذن وقصة أو تسريحة الشعر.
والتلفزيون يلعب دورا في التركيز على وجوه معينة بارزة للاعبين الأفراد وعلى الأخص عند قيامهم "بالرميات الحرة" أو اللاعبين البارزين من أمثال ماجيك جونسون ومايكل جوردان وشاكيل أونيل الذين يسيطرون على المباراة بشكل يتعدى كثيرا إمكانية السيطرة في مباريات كرة القدم[/size].
* الأسوأ والأفضل والنموذج الأغلب
تدل أكثر الرياضات الثلاث شعبية في الولايات المتحدة، إذا أخذت في الاعتبار مجتمعة، على القيم القومية التي تطبق في مواقف وأحوال مختلفة من الحياة الفعلية. فإظهارا للتفكير المعنوي الأخلاقي وقت المحن غير العادية (مثل خطر خارجي مهدد أو كارثة طبيعية) تعبر رياضة كرة القدم عن الالتزام بالتضحية الذاتية من أجل العمل الجماعي. وتصور البيسبول تفاني الأميركيين وإخلاصهم لمثال الفردية خدمة للتعبير الذاتي الشخصي والأهداف المشتركة. وفي تتمة مثالية كاملة لكرة القدم وكرة القاعدة (البيسبول) تقدم كرة السلة التفكير للمواقف والحالات المألوفة مع موزانتها غير المستقرة بين الخير الجماعي والاجتهاد في سبيل الحرية الفردية[/size].
يارب تكونوا استفدتم من الموضوع لانه مهم جدا ولازم نغير مفهوم الرياضة فى الوطن العربى كله
مع تحياتى
الماجيك