بمناسبة ميلاد صاحب نظريات التحليل لنفسي الأشهر سيغموند فرويد، صدرت أعمال عديدة عن حياته محاولة كشف الجانب الشخصي الخاص جداً من شخصية فرويد..
كان التحليل النفسي لدى فرويد يشبه اختراق بنايات لا ترى منها الا واجهاتها فقد لخص تعريفه لابنته آنا حين سألته عن التحليل النفسي ذات يوم بقوله: "هل ترين هذه المنازل بواجهاتها المختلفة، انها تشبه الكائنات البشرية والتحليل النفسي هو الذي يغوص في اعماق هذه الكائنات – كما يخترق المرء البنايات – لاكتشاف دواخلها!!.
في ما يخص فرويد، فقد حاولت كتب عديدة اختراق واجهة شخصيته وصولاً الى دواخله والى كشف الجانب الخاص من حياته، ومع النساء خصوصاً.. في البدء، لم يتمكنوا من الافلات من حقيقة تأثر فرويد بعقدة النقص لدى المرأة ومعاملته بعض النساء عل اساس الدونية مشيداً بتفوق الرجل على المرأة، مع ذلك فقد كشفت مراسلاته مع زوجته مارثا عن جانب أكثر حميمية في شخصيته..، وكانت الأكثر تميزاً بين صديقاته ومن بينهن ماري بونابرت ولو اندرياس سالومي إضافة الى ابنته آنا التي سرعان ما احتلت مكانها الى جانب والدها متأثرة به وبنظرياته ومعتبرة نفسها وريثة روحية له، كما قالت عنها اليزابيث يونغ في كتابها الذي تناول حياتها واعمالها.. كانت لـ(آنا) نظرياتها الخاصة في مجال التحليل النفسي للطفل واصدرت في عام 1936، كتاب "الأنا وميكانيكية الدفاع" لتقدمه لوالدها في عيد ميلادها الرابع والعشرين فينظر إليها والدها والعالم نظرة مختلفة..