قلق أوروبا
من تصاعد قوة روسيا المتواجدة في عقر دارها، لذلك لن تجرؤ الدول الأوروبية على تحدي روسيا، كما أثارت الحرب على جورجيا مخاوف أوروبية من أن تستخدم روسيا سلاح النفط والغاز للتأثير على محيطها الإقليمي. وأن أي عمل روسي ضد أوكرانيا (الدولة الاستراتيجية بالنسبة لامدادات الطاقة الروسية)، سيشكل كارثة حقيقية للعديد من الدول الأوروبية، خصوصا في ظل عدم اتفاق حلف الناتو على مقاربة موحدة لكيفية الرد على العمليات العسكرية الروسية في جورجيا.
بروز دور روسي فاعل في الملف الإيراني، سواءً من حيث المفاوضات على حل المشكلة في إطار نقل عمليات تخصيب اليورانيوم من إيران إلى روسيا ثم فرنسا وعودته كوقود نووي إلى إيران لتستخدمه في مفاعلاتها النوويه تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة النووية. أو فيما يتعلق بفرض عقوبات من مجلس الأمن على إيران إذا ما أصرت على موقفها باستمرار عمليات التخصيب على أراضيها، حيث تلزم موافقة روسيا على ذلك منعا لاستخدامها حق الفيتو الذي تتمتع به هي والصين وكلاهما على علاقات اقتصادية جيدة مع إيران.
هـ- الوجود الأمريكي في كل من العراق وأفغانستان، حيث أدت التطورات في جورجيا إلى سرعة سحب القوات الأمريكية من العراق، وتركيز الجهود الأمريكية في أفغانستان وباكستان حيث يعمل تنظيم القاعدة الإرهابي وطالبان من المناطق الحدودية للبلدين للسيطرة على أنظمة الحكم فيهما، والخوف الأمريكي والروسي من سقوط الترسانة النووية الباكستانية في أيدي منظمات دينية متطرفة (طالبان الباكستانية) المتعاونة مع القاعدة. ناهيك عن ضرورة التعاون بين أمريكا وروسيا لنقل امدادات قوات الناتو العاملة في روسيا عبر الأراضي الروسية بعد أن قطعت طالبان طرق الإمداد من ميناء كراتش الباكستاني.