صفقة المئة صاروخ أميركي إلى إسرائيل: ما الحاجة إلى هذا العدد وبهذه السرعة؟
كتب المحرر العلمي:
تثير شحنة الأسلحة التي بدأت الولايات المتحدة بارسالها إلى إسرائيل على جناح السرعة في نهاية الأسبوع الماضي، جملة من الأسئلة الجدية التي تتجاوز الطريقة شبه السرية التي تتم بها العملية لتطاول السبب الفعلي حول حاجة إسرائيل إلى هذه الكمية من الصواريخ ذات القدرة التدميرية الهائلة والتي لا يمكن أن يكون الغرض من ارسالها هو لبنان وحده.
وكانت صحيفة <نيويورك تايمز> الأميركية قد كشفت في الحادي والعشرين من تموز الماضي أن واشنطن قررت الموافقة على ارسال مئة صاروخ من نوع GBU-28 على جناح السرعة إلى إسرائيل. وأشارت صحيفة <غلاسكو هيرالد>، وهي الصحيفة الأولى في اسكتلنده ، في عددها الصادر في 27 تموز، أن الصواريخ المئة هي جزء من صفقة تتضمن 500 صاروخ دقيق التصويب كانت الغاية الأساسية من اقرارها هي تمكين إسرائيل من توجيه ضربة استباقية على ايران ومنشآتها النووية عندما تدعو الحاجة لذلك.
ويثير عدد الصواريخ التي أرسلت، الكثير من الشكوك ولاسيما أن ما استخدم منها في بداية حرب العراق الأخيرة لم يتجاوز 14 صاروخا.
يشار إلى أن هذه الصواريخ المسماة أيضا BUNKERS BUSTERS والتي يتم توجيهها بالأقمار الإصطناعية والليزر، وبالاضافة إلى قدرتها التدميرية العالية، تحمل أنواعا مختلفة من المواد عالية القدرة على التفجير وقادرة على ترك آثار سامة في محيطها.
وقد حذر دوغ روك، المدير السابق لبرنامج وزارة الدفاع الأميركية لليورانيوم المنضب، في مقابلة أجرتها معه <السفير> من أن قذائف GBU 28 الذكية المضادة للتحصينات يمكن أن تحمل رؤوسا من اليورانيوم المنضب في حين تشير مصادر علمية أخرى أن هذه الصواريخ يمكن أن تحمل أيضا مادة التنغستين TUNGSTEN.
ويقول روك، وهو أحد المساهمين في <برنامج البنتاغون لإصلاح بيئة المواقع الدفاعية المستخدمة> أن وزن قذيفة GBU - 28 يمكن أن يصل إلى 2000 كيلوغرام (2 طن) ويمكن إطلاقها من طائرات F-15. وهو نوع من القنابل يمكن أن يخترق للملاجئ والتحصينات تحت الأرض بعمق ستة أمتار من الإسمنت أو 30 مترا من التربة قبل أن تنفجر.
وبحسب مقال نشرته في العام 2003 مجلة <وايرد> الأميركية المتخصصة بالتقنيات الحديثة <أن هذا النوع من القنابل لا تحمل في رؤوسها إلا اليورانيوم المنضب لأنه العنصر الوحيد الذي يؤمن الاختراق المطلوب للأسطح والمطلوب من هذا النوع من الأسلحة>.
ويرفض البنتاغون حتى الآن الاعتراف باستخدام اليورانيوم المنضب في القنابل المضادة للتحصينات كما يرفض تحديد أنواع الحشوات والذخائر المستخدمة في هذا النوع من الأسلحة كما في رؤوسه القادرة على اختراق التحصينات والتي مازالت تصنف سرية.