يامسافر.. وحدك! گــــثر الفــــــراق؟
toolbar AkhbarElyom
محمد رجب
الأوراق تتساقط من شجرة آدم.. وأوراق أخري تثبت مكانها.. تتخذ اسماء واشكالا وتتحول إلي بشر من طبائعه النسيان.. يكبر المولود وينسي أو يتناسي أنه ورقة فوق غصن شجرة أبيه مصيرها ان تسقط حتما مثلما كان حال من سبقوه.. ومن سبقهم!.. كلنا هذا الانسان.. وكل منا سوف يغادر تلك الشجرة يوما.. ويسافر وحده!
صديقي الجميل واخي الاصغر وزميلي في بلاط صاحبة الجلالة عماد عبدالرحمن فاجأني منذ أيام وسافر هو الآخر!.. لم يخبرني في آخر لقاء جمع بيني وبينه قبل شهرين فقط انه مريض.. كان مريضا علي ان يظل الحوار بيننا باسما، فلم أره منذ وطأت قدماه أخبار اليوم غير ضاحك، هاديء، متحمس لمهنته، عف اللسان، مهذب السلوك!
لم أعلم انه دخل دار الفؤاد ليعالج.. ولم أعلم برحيله إلا بعد ساعات.. سألتهم: أين هو الآن؟!..
قالوا: في المسجد لصلاة الجنازة!.. قلت لهم هل يمكنني اللحاق به.. قالوا »لا.. لأنهم سيسافرون به ليدفن في بلدته!«.
سامحني ياعماد.. وكان الله في عونك في رحلة المسافر وحده.. لم أعد أملك لك سوي الدعاء بأن يكون قبرك روضة من رياض الجنة بعد ان مررت ياحبيبي بأصعب ثلاث لحظات في هذا الكون.. لحظة السكرات.. ولحظة اللقاء بملك الموت.. ولحظة ان أصبحت من سكان القبور!
عماد.. اسزل الله لك ان يكون سفرك الاخير هذا قد بدأ من دار الفؤاد.. وانتهي بدار السلام!
والسلام!
>> يانفسي.. توبي.. فإن الموت قد حان
>> وأعصي الهوي.. فالهوي لازال فتانا
في كل يوم لنا ميت.. نشيعه
نحيي بمصرعه.. آمال موتانا
يانفسي مالي.. وللأموال أجمعها خلفي
واخرج من دنياي عريانا