بلاغ للنائب العام من قائدى القطارات: "السكة الحديد" تلقت شحنة جرارات غير مطابقة للمواصفات.. ورئيس القطاع يصف شكاواهم بـ "وجهات نظر"
السبت، 6 أغسطس 2011 - 13:11
شحنة جرارات غير مطابقة للمواصفات شحنة جرارات غير مطابقة للمواصفات
كتبت أمل صالح
اليوم السابع
داخل محطة السكة الحديد عشرات القصص والروايات يتناقلها العمال وقائدو القطارات عن مغامرات يخوضونها يوميًا لتفادى الحوادث، أو الوصول لمرحلة "أقل الخسائر الممكنة" فى ظل الجرارات المتهالكة والقضبان الصدئة التى يتعاملون معها، وهذه أحد أهم هذه القصص.
يقودنا هاشم رابح، شيخ قائدى المقطورات بالسكة الحديد، فى جولة على رصيف "8، 10، 11، 12،"، ويقول مدعماً كلامه بالمستندات التى حصل "اليوم السابع" على نسخة منها إن هيئة السكة الحديد تلقت معونة جرارات ليبية قطرية عامى "2008 و2009" بضمان خمس سنوات، لكنّها كانت "كارثة" على حد وصفه.
يُفسر رابح قائلاً: "الشحنة جاءت غير مطابقة لمواصفات السكك الحديد المصرية، وتحتاج موازنة جديدة لتغيير بعض خصائصها"، ويكشف عن مستند يؤكد حاجة تلك الجرارت إلى "عمرة فورية" بعد عام واحد على تسلمها.
المستندات التى كشفها رابح تتضمن بلاغًا للنائب العام تقدم به مايزيد عن 25 قائد قطار بعد الثورة، بخصوص شحنة الجرارات "القطرية الليبية" غير المطابقة للمواصفات، والتى دفع فيها عشرات المليارات، جاءت غير مطابقة لمواصفات سكك الحديد المصرية، من حيث التربة الرخوة وثقل ووزن محاور ارتكاز الجرار، بالإضافة إلى طبيعة تشغيل الجرار التى لا تتناسب مع السكك الحديد المصرية، لعدم تناسب إمكانيات السكك الحديد المصرية مع ارتفاع الجرار، وهو ما ظهر بشكل واضح بعد فترة قليلة من تشغيلها، إذ بدأت العيوب تظهر فى عجل الجر، فضلا عن عدم توفير دورات تدريبيه لقائدى القطارات على العوارض التى قد يتعرضون لها أثناء الرحلات.
ووفقاً للبلاغ استنكر قائدو القطارات وعمال السكة الحديد تصريح المهندس محمود سامى رئيس الهيئة السابق، بان الهيئة لديها خطاب من رئيس الوزراء السابق يفيد بقبول الصفقة، على اعتبار أنها "منحة"، الأمر الذى دفع الجميع لرفع علامة استفهام كبيرة عن توفير ابسط معايير الأمن والسلامة المهنية للعامل خلال رحلات القطار اليومية التى وصفوها بأنها "انتحارية".
الشيخ رابح قال إن الشركة المصنعة أكدت أن الهيئة لم تخطرها بمواصفات محددة للطلبية من الأساس، وإن الهيئة أرسلت بروتوكول إلى الشركة المصنعة - نحتفظ بذكر أسمها لحين التحقيقات - تطالبها بتعديل المواصفات الفنية التى اعترضت عليها اللجنة الفنية المصرية.
محمد محمد مكرم قائد قطار خط مصر إسكندرية قال "من أول عام لاستيراد منحه الجرارات عام 2009 طرأت عيوب لايمكن تداركها، كحال باب الكابينة الذى يبلغ طوله 22 مترا، ويقع فى ممر ضيق جدا مرورا بالماكينة للوصول إلى الكابينة، وعلى حسب تعليمات الشركة المصنعة يجب ألا يدخل الكابينة إلا الأشخاص المؤهلين تجنبا للوفاة بسبب الفولته العالية"، يتساءل مكرم قائلا " طيب فين التدريب اللى بيتكلموا عنه، علشان يكون فى كوادر مؤهلة للتعامل مع تلك الجرارات، يعنى لو حصل حريق فى الكابينة مصيرنا إما الموت محروقين أو ننط من الشباك فهنموت برضة مشوهين، يعنى فى كلتا الحالتين إحنا ميتين.. طيب وراجل زيى ممكن يعمل إيه!".
هانى حجاب - رئيس قطاع السكة الحديد - أكد أن الهيئة بالفعل تلقت 80 جرارا منحة ليبية قطرية "ge" بهدف رفع كفاءة الجرارات المصرية، معترفا أنه حتى فى ظل ما شهدته تلك الجرارات من أعطال خلال فترة الضمان والتى وصفها "بالطبيعية"، إلا أنها أحدثت "طفرة فى قطاع السكة الحديد"_ على حد تعبيره _، واصفا شكاوى قائدى القطارات من تلك الجرارات بأنها "وجهات نظر"، قائلا "قوة جر الجرارات الحديثة أعلى من قوة جر العربات، وهى جاءت بقياسات وأبعاد محددة ومطابقة مع أبعاد الجرارات المصرية".