بدايةالرهان علي ذاكرة الشعب!
مكتوب ياهوو
لازلنا نفكر بعقلية الماضي ونراهن علي ذاكرة الشعب الذي اعتاد ان ينسي أو يتناسي كل من أساء إليه من باب عفا الله عما سلف وان ننظر إلي الامام أهم واجدي من النظر إلي الخلف!
كم من جرائم يندي لها جبين البشرية ارتكبت في عهد النظام السابق وفجرها الاعلام سواء كان مقروءاً أو فضائياً وظننا ان الدنيا قامت ولن تقعد إلا بمحاكمة عادلة وعاجلة للمجرمين ثم هدأت النار وصارت برداً وسلاماً علي من ظلوا يحكموننا بالحديد والنار عشرات السنين ولم يكن امام الشعب سوي ان يسلم أمره لله وظللنا علي هذا الحال اكثر من ثلاثين عاماً حتي اننا ظننا ان لاتغيير سوف يحدث في البلاد إلا مع قيام الساعة ويرث الله الارض ومن عليها!.. وبينما كان الشعب المصري يسير مهموماً.. خائفاً في النفق المظلم وكلما لمحنا طاقة نور استبشرنا خيراً يعود اليأس من جديد يسكن صدورنا عندما نكتشف ان طاقة النور هذه ما هي إلا وهم في خيال المشرف علي الغرق أو الموت لا محالة.. أقول وبينما كنا يائسين خرج من بيننا الثوار.. هب الشباب في كل ميادين مصر وحدث التغيير وسقط النظام وسالت دماء الشهداء في كل محافظات مصر وأخذ الثوار ينادون بالقصاص وارتفعت الرايات في ميادين مصر كلها تقول ان دم الشهداء لن يذهب هدراً ولن يصير ماءً وخرج المسئولون الجدد من كل فج عميق يصرخون ويؤكدون ان القتلة لن يفلتوا من العقاب ومرت شهور وتمخضت تصريحات هؤلاء المسئولين عن لاشيء.. عن حكم واحد ووحيد لأمين شرطة يعمل بالزاوية الحمراء - بالاعدام.. لانه قتل المتظاهرين امام باب قسم الشرطة وكأن السني- اسم أمين الشرطة الهارب - هو الذي قتل شباب مصر وسفك دماءهم.. هو الذي أخذ بندقيته وصعد إلي أسطح المباني والعمارات في ميدان التحرير وشارع قصر العيني يصطاد الثوار من الشباب بطلقات حية اخترقت رؤوسهم واعينهم.. السني هذا.. أو الرجل الخارق - الذي يستطيع ان يتواجد في اكثر من مكان في وقت واحد هو الشبح الذي يجب ان نعدمه ألف مرة مثلما قتل الثوار بدم بارد!
بصراحة.. منتهي الاستخفاف ان نختزل قتلة الثوار جميعهم في شخص واحد كان يعمل أمين شرطة بقسم الزاوية الحمراء.. أين القناصة الذين اختبأوا فوق أسطح المبني سواء كانت حكومية أو غيرها ولا مهمة لهم سوي قتل الشباب؟!.. أين سائق السيارة الميكروباص المسروقة من السفارة الامريكية - التي انطلقت كالوحش تدهس الناس تحت عجلاتها؟!.. ومن الذي اعطي له الأمر لكي يفعل هذا؟!.. ماحدث يذكرني بيوم ان اتفقت قريش كلها علي قتل سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم واقترحوا بأن يأتي من كل قبيلة شأب قوي ثم يضربون بسيوفهم رسول الله عليه الصلاة والسلام ضربة رجل واحد فيتفرق دمه بين القبائل.. هذا تماماً ما يحدث الآن والنتيجة ان خرج القتلة من السجون بعد ان تفرق دم الشهداء بينهم!
والسؤال الذي يبقي الآن ويفرض نفسه علي العقول هو: لماذا أحتشد الناس سواء كانوا ثواراً أو احزاباً أو قوي سياسية يوم الجمعة الماضي تحت اسم جمعة التطهير والقصاص في ميدان التحرير والقائد ابراهيم بالاسكندرية والاربعين بالسويس واصروا علي الاعتصام في هذه الميادين حتي تتحقق مطالبهم؟!
والاجابة ببساطة: لان المجرمين يفلتون من العقاب وهناك بطء في المحاكمات وان لازال هناك من اتباع النظام السابق يحتلون مواقعهم في كل الوزارات وان التغيير ما هو إلا في الشكل فقط!
ولايبقي حتي تكتمل الصورة - ومن الآخر - ان يعود الرئيس السابق من شرم الشيخ ليحكمنا من جديد!
> هو صحيح صدقنا انالأموال المنهوبة التي خرجت من مصر وهي بالمليارات ستعود مرة أخري؟!