زين العابدين عبد المنعم عضو ذهبى
عدد المساهمات : 2091 تاريخ التسجيل : 05/08/2010 الموقع : سواح
| موضوع: لا أحد يربت على كتف السيدة الإثنين سبتمبر 26, 2011 3:25 am | |
| [color=red] لا أحد يربت على كتف السيدة
رمزي الغزوي
9/25/2011
سوالف
لأن العالم بات يعاني نقصاً حاداً بأكسيد بالمحبة، ويواجه اختناقاً محكماً بكربونات الحروب والطغاة، كان لا بد لنا أن نجعل يوماً للحب، حتى لو كان يوما ملفقا أو مصطنعا نتبادل فيه ورودنا البلاستيكية بغباء وبرود، وكان لا بد لنا أن نختلق يوما عابراً على
رزنامتنا، نسميه يوم السلام العالمي، كي نصحو من يومنا ومن دماء الفضائيات، ونغسل بقايا النعاس عن جفوننا المتورمة ونقول: عمت صباحا أيها السلام العالمي.
فمع كل طبول الحروب والقتل، التي لم تهدأ طيلة قرن مضى، اجتمعت الجمعية العمومية للأمم المتحدة في يوم السلام (الحادي والعشرين من كل أيلول). تبادلوا الكلمات المتبجحة، فمر يوم السلام دون أن يشعر به أحد، ودون أن يترك لنا غصن زيتون أو
جناح حمامة. أإلى هذا الحد وصلنا في التزييف والتسخيف.. فعن أي سلام يتحدثون؟!.
وكان الأولى، أن يتكرم احدهم على السيدة (الحرب)، ويمدحها بكلمة صغيرة، فلا أحد قال لها ذات مساء أحمر: يعطيك العافية أيتها الضروس، وعمتي مساء أيتها القاحطة. يا للخجل لا أحد يقدر صنائعها في حياة الناس وكرة الأرض، ولا أحد يعرف
فضلها على سكون هذا العالم الرديء!.
هي الحرب تصحو قبل عصافير الفجر، فهي مجدة كأم لعشرة أطفال، وحامية كشمس تموزية، ومع هذا لا تتلقى مديحا أبداً، الكل يتمنى لها موتاً سريعاً كجمرة يدهمها الماء!!. ولا أحد يقدر قيمتها، عندما تربت على أكتاف حفاري القبور المعفرين بالجوع
والعناء، ولا أحد يشكرها إذ تنشط حرفة تجهيز التوابيت، أو عندما تشيط بأسعار قماش الأكفان وشواهد الرخام، أو عندما تروّج سوق الأطراف الصناعية، وسوق الذباب بجثث العراء عديمة الرؤوس، لا أحد ينحني لها عرفانا إذ ترسم ابتسامة بلهاء على وجه
جنرال غبي يتبجح بانتصارات زائفة!.
أيها السادة المحتفلون بخجل بيوم السلام: الحرب بارعة ببث زوامير سيارات الإسعاف، وبارعة بتشيد بيوت للأيتام، وباهرة أكثر إذ تجعل الفضائيات المهرافة على قيد كل هذا العمل الممل، ومع هذا لا أحد يربت على كتف هذه السيدة، مع أنها تلهم القادة
الكبار لإلقاء خطب نارية عن مساوئ السلام.
إنها الحرب يا سادتي الكرام، تلك السكرتيرة الرزينة التي تصبر الفتيات لانتظار أحبابهن في الجبهات البعيدة، هي الحرب سيدة الحضور الإنساني الجديد!!، إذ تثير أسئلة واخزة في نفوس الأولاد، الذين اعتادوا أن تأتي التوابيت ملفوفة بالأعلام، فكيف لا
يفرح الصغار بهذه الألوان؟!، لا أحد يربت على كتف الحرب، الكل يطالبها أن تسقط رداءها؛ لتصبح الحب: يا للمهزلة. هل ما زال هناك يوم للسلام يزاحم هذه النيران؟!.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][/color] | |
|
wade3 عضو نشيط
عدد المساهمات : 161 تاريخ التسجيل : 01/07/2009
| موضوع: رد: لا أحد يربت على كتف السيدة الإثنين سبتمبر 26, 2011 2:59 pm | |
| الف شكر على هذا المقال الرائع دومت بود
| |
|
زين العابدين عبد المنعم عضو ذهبى
عدد المساهمات : 2091 تاريخ التسجيل : 05/08/2010 الموقع : سواح
| موضوع: رد: لا أحد يربت على كتف السيدة الإثنين سبتمبر 26, 2011 5:14 pm | |
|
شكرا جدا وعد علي مرورك العسل ...شرفني جدا
| |
|