زين العابدين عبد المنعم عضو ذهبى
عدد المساهمات : 2091 تاريخ التسجيل : 05/08/2010 الموقع : سواح
| موضوع: العمال "يعتقون" سراويل الجينز في بنغلادش.. فيبصقون دما الثلاثاء أكتوبر 18, 2011 2:02 am | |
| العمال "يعتقون" سراويل الجينز في بنغلادش.. فيبصقون دما ايه اف بي 2011/10/16
بعدما أمضى ثلاثة أعوام في "تعتيق" سراويل الجينز من خلال ذر جزيئات دقيقة على القماش، تقيأ سومان هولادر دما في أحد
مستشفيات دكا... ومثله يدفع آلاف العمال في بنغلادش الثمن غاليا لقاء إحدى صيحات الموضة التي يكثر الجدل حولها.
يعاني هولادر من سعال دائم ويجد صعوبة في التنفس. ويقول "في أحد الأيام، بينما كنت أعمل، خرج الدم من فمي ومن أنفي".
ويتابع "قالوا لي إن العمل غير خطر ولكن ذر الرمال كان يملأ الغرفة بالرمل والغبار. فكنت أتنشقهما وأبتلع كمية كبيرة
منهما". واعتاد هولادر "تعتيق" ما بين مئتي وثلاث مئة سروال جينز على مدى عشر ساعات يوميا مكتفيا بوضع قناع من
القماش على وجهه.
وبحسب المجموعات المدافعة عن حقوق العمال، يعاني هولادر وعدد كبير من العمال الآخرين من السحار السيليسي وهو
مرض رئوي مميت ناجم عن استنشاق غبار السيليكا الذي ينبعث خلال عملية ذر الرمال.
وتقضي هذه العملية بذر الرمال عالي الضغط على سراويل الجينز كي تبدو قديمة وعتيقة، علما أن هذه الموضة أصبحت رائجة
قبل بضع سنوات في البلدان الغربية حيث يصل سعر هذه السراويل إلى 300 يورو.
وأعلنت ماركات مهمة (مثل غوتشي وليفايس وايتش أند أم وغاب) أنها توقفت عن تسويق هذا النوع من سراويل الجينز. وفي
تموز/يوليو، أعلنت فيرساتشي عن التزامها بالامتناع عن اللجوء إلى هذه العملية بعد حملة أطلقها اتحاد "كلين كلوث كامبين"
(حملة الثياب النظيفة). أما "دولتشي أند غابانا" فترفض التخلي عن هذه العملية.
وقد منعت هذه العملية في أوروبا والولايات المتحدة ولكن ليس في بنغلادش حيث اليد العاملة رخيصة جدا.
وتقول كالبانا أختر من مركز تضامن العمال في بنغلادش "ذر الرمال شائع جدا هنا. ولا يبحث الأطباء بشكل عام عن أعراض
السحار السيليسي بل غالبا ما يتحدثون عن السل".
وبما أن غالبية المصانع في بنغلادش لا تؤمن لمستخدميها تأمينا صحيا، فإن العمال الذين يمرضون يعودون إلى ديارهم في حالة
جسدية مزرية.
وبحسب خورشيد علم الذي يترأس مجموعة للدفاع عن حقوق العمال، يستخدم حوالى 500 مصنع هذه العملية التي تعرض حياة
عشرات آلاف العمال للخطر.
ويقول إن الكثير من المصانع الكبيرة تدرك مخاطر ذر الرمال فتقرر بالتالي تكليف وحدات أصغر حجما بهذه العملية.
ولكن الأجر مغر ويبلغ 7500 تاكا (74 يورو) أي ضعف الحد الأدنى للأجور والمرشحون كثر في هذا البلد الغارق في الفقر.
ويقول محمد إيلياس (21 عاما) الذي أتى من الشمال للعمل في أحد المصانع "تؤمن بعض المصانع معدات تحمي من الرمال.
ولكن هنا، نستخدم قناعا من القماش ولا يمكننا تفادي الرمال. علينا إذا أن نعتاد الأمر".
ويضيف "يساعدني شرب الكثير من الماء وتناول موزة يوميا على البقاء في صحة جيدة. لا أمانع استنشاق الرمال طالما أن
الأجر جيد".
أما شافيول اسلام محي الدين مدير جمعية منتجي ومصدري الملابس فيقول "نحن من البلدان الأقل نموا. أرجوكم، لا تعتقدوا أننا
في سويسرا"، معتبرا أن صدور قرار بمنع هذه العملية على الصعيد الوطني أمر مستبعد.
وتقول إينيكيه زلدنروست المتحدثة باسم اتحاد "كلين كلوث كامبين"، "نخشى أن تصبح بنغلادش شبيهة بتركيا" حيث يموت
عشرات العمال ومن بينهم مراهقون جراء السحار السيليسي، قبل أن يطالب الرأي العام بمنع هذه العملية.
ولكن أسما البالغة من العمر 25 عاما والتي تخضع للعلاج في مستشفى داكا تقول إنه ما من خيار آخر لديها وتوضح أن
"المرض قضى على مدخراتي. إن لم أعمل فلن أتمكن من شراء الطعام".
| |
|