مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
كلمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه

 

 ركن التاريخ الاسلامى

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
انتقل الى الصفحة : 1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
مسافر بلا عنوان
عضوممتاز
عضوممتاز
مسافر بلا عنوان


عدد المساهمات : 577
تاريخ التسجيل : 01/07/2009
ركن التاريخ الاسلامى Flag

ركن التاريخ الاسلامى Empty
مُساهمةموضوع: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى Emptyالأحد أغسطس 02, 2009 9:12 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أخوانى الاعزاء حبيت أنى أتناول فى هذا الموضوع التاريخ الاسلامى وان شاء الله يكون موضوع متجدد و سيتناول التاريخ الاسلامى للامه الاسلاميه وشخصياتها البارزه ويارب يكون فيه خير ونفع للجميع
التاريخ الإسـلامي
البداية

بدأ تاريخ الإسلام يوم خلق الله -عز وجل- الكون بسماواته وأراضيه، وجباله وسهوله، ونجومه وكواكبه، وليله ونهاره. وسَخَّرَ كل هذا للإنسان.
وبدأت حياة هذا الإنسان فى الكون عندما خلق الله -عز وجل- آدم من تراب، ونفخ فيه من روحه.
ثم خلق الله حواء؛ لتكون زوجة لآدم، ولتكون منهما البشرية.
وسمح الله -سبحانه- لآدم وحواء أن يعيشا فى الجنة، ويستمتعا بكل شىء فيها بشرط أن لا يأكلا من شجرة واحدة منها، ونبَّه سبحانه آدم إلى عداوة الشيطان له، وحذره منه.
وعاش آدم وحواء فى الجنة، سالمين عابدين يستمتعان بخيراتها، تحيط بهما الأشجار المثمرة، والأنهار العذبة، فكانت حياة جميلة هادئة، حتى جاءهم الشيطان، وأغواهما أن يأكلا من الشجرة التى نهاهما الله عنها، وأكل هو وزوجه من الشجرة المحرمة، فأخرجهما الله-عز وجل- من الجنة حيث كانت السعادة والراحة، وأنزلهما إلى الأرض حيث التعب والشقاء.
وعلم آدم أنه عصى ربه، فأسرع وتاب إليه؛ ودعا ربه، فعفا عنه، وتاب عليه، وأمر آدم أن يهبط إلى الأرض هو وزوجته، وأُنزل معه الشيطان، قال تعالى: (قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)[البقرة: 38].
وبدأت حياة البشرية على الأرض بآدم -عليه السلام- وزوجه وجاءت منهما ذرية مسلمة مؤمنة بالله، وعلمهم الله الزراعة، وكيفية الاستفادة من مياه المطر، ومن الأنعام، بلحومها وألبانها وأصوافها، وعلمهم صناعة السفن وركوب البحر، وكيف يهتدون بالنجوم فى سيرهم فى ظلمات الطرق، وغير ذلك مما ييسر لهم العيش على الأرض.
وعلَّم الله -سبحانه- آدم -عليه السلام- كيف يباشر المهمة التى خلقه لها، ووضَّح آدم لذريته طريق الخير، وحذرهم من طريق الشر، وأخبرهم أنهم سيموتون ويبعثون ويحاسبون، وأن الفائز من يدخل الجنة، والخاسر من انتهت حياته وأعماله إلى النار.
ونبه آدم ذريته إلى أن الشيطان عدوهم الأول، وإلى خطورة دوره فى حياتهم، وأخبرهم أنهم فى مأمن من الشيطان ماداموا عبادًا مخلصين لله -عز وجل-، قال الله تعالى للشيطان: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ) [الحجر: 42].
وفهمت الأجيال المسلمة التى تربت على عهد آدم الدرس كاملا، فعاشت فى طاعة الله مئات السنين، حتى بدأ العصيان يظهر بينها، وبدأ الانحراف يزداد يومًا بعد يوم، وينتهى إلى عبادة غير الله والكفر باليوم الآخر، وكان الله -عز وجل- يرسل إلى هذه الأجيال المنحرفة الأنبياء والرسل، ومنهم نوح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وموسى وعيسى ومحمد -عليهم السلام-، وكانت دعوتهم جميعًا يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ) [الأعراف: 59].
وهذه هى دعوة الإسلام: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُون )[الأنبياء: 92].
إن مسيرة الأنبياء الكرام عبر السنين الطويلة وحتى مبعث أكرم الأنبياء محمد ( هى جزء أصيل من تاريخنا الإسلامى، لذا كانت دعوة محمد (: (قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُون )[البقرة: 136].
إنه لا دين غير الإسلام: ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ [آل عمران: 19]. (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِين [آل عمران: 85].


عدل سابقا من قبل مسافر بلا عنوان في الخميس أغسطس 06, 2009 3:09 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسافر بلا عنوان
عضوممتاز
عضوممتاز
مسافر بلا عنوان


عدد المساهمات : 577
تاريخ التسجيل : 01/07/2009
ركن التاريخ الاسلامى Flag

ركن التاريخ الاسلامى Empty
مُساهمةموضوع: رد: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى Emptyالأحد أغسطس 02, 2009 9:38 pm

ما سوى الله مخلوق

قال الله تعالى في كتابه العزيز‏:‏ ‏{‏اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ‏}‏ ‏[‏الزمر‏:‏ 62‏]‏ فكل ما سواه تعالى فهو مخلوق له، مربوب مدبر، مكون بعد أن لم يكن محدث بعد عدمه‏.‏فالعرش الذي هو سقف المخلوقات إلى ما تحت الثرى، وما بين ذلك من جامد وناطق الجميع خلقه، وملكه وعبيده وتحت قهره وقدرته، وتحت تصريفه ومشيئته ‏{‏هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ‏}‏ ‏[‏الحديد‏:‏ 4‏]‏‏.‏
وقد أجمع العلماء قاطبة لا يشك في ذلك مسلم أن الله خلق السماوات والأرض، وما بينهما في ستة أيام كما دل عليه القرآن الكريم‏.‏ فاختلفوا في هذه الأيام أهي كأيامنا هذه أو كل يوم كألف سنة مما تعدون‏؟‏ على قولين كما بيَّنا ذلك في التفسير، وسنتعرض لإيراده في موضعه‏.‏ واختلفوا هل كان قبل خلق السماوات والأرض شيء مخلوق قبلهما‏؟‏ فذهب طوائف من المتكلمين إلى أنه‏:‏ لم يكن قبلهما شيء وأنهما خلقتا من العدم المحض‏.‏وقال آخرون‏:‏ بل كان قبل السماوات والأرض مخلوقات أخر لقوله تعالى ‏{‏وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ‏}‏ ‏[‏هود‏:‏ 7‏]‏‏.‏
وفي حديث عمران بن حصين كما سيأتي‏:‏ ‏(‏‏(‏كان الله ولم يكن قبله شيء، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، ثم خلق السماوات والأرض‏)‏‏)‏ ‏
وقال الإمام أحمد بن حنبل‏ : عن وكيع بن حدس، عن عمه أبي رزين لقيط بن عامر العقيلي، أنه قال‏:‏يا رسول الله أين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات والأرض‏؟‏
قال‏:‏ ‏(‏‏(‏كان في عماء ما فوقه هواء وما تحته هواء، ثم خلق عرشه على الماء‏)‏‏)‏‏.‏
رواه عن يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة به‏.‏ ولفظه‏:‏ ‏(‏‏(‏أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه‏؟‏ وباقيه سواء‏)‏‏)‏‏.‏
وأخرجه الترمذي‏:‏ عن أحمد بن منيع، وابن ماجة عن أبي بكر بن أبي شيبة ومحمد بن الصباح، ثلاثتهم عن يزيد بن هارون، وقال الترمذي حسن‏.‏
واختلف هؤلاء في أيها خلق أولاً‏؟‏
فقال قائلون‏:‏ خلق القلم قبل هذه الأشياء كلها، وهذا هو اختيار ابن جرير، وابن الجوزي، وغيرهما‏.‏ قال ابن جرير‏:‏ وبعد القلم السحاب الرقيق‏.‏
واحتجوا بالحديث الذي رواه الإمام أحمد، وأبو داود والترمذي عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏(‏‏(‏إن أول ما خلق الله القلم ثم قال له اكتب، فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة‏)‏‏)‏ لفظ أحمد‏.‏
وقال الترمذي حسن صحيح غريب‏.‏
والذي عليه الجمهور فيما نقله الحافظ أبو العلاء الهمداني وغيره‏:‏ أن العرش مخلوق قبل ذلك‏.‏
وهذا هو الذي رواه ابن جرير من طريق الضحاك عن ابن عباس، كما دل على ذلك الحديث الذي رواه مسلم في ‏(‏صحيحه‏)‏، حيث قال‏:‏ عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏(‏‏(‏كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، قال وعرشه على الماء‏)‏‏)‏‏.‏
قالوا‏:‏ فهذا التقدير هو كتابته بالقلم المقادير‏.‏
وقد دلَّ هذا الحديث أن ذلك بعد خلق العرش فثبت تقديم العرش على القلم الذي كتب به المقادير‏.‏ كما ذهب إلى ذلك الجماهير‏.‏ ويحمل حديث القلم على أنه أول المخلوقات من هذا العالم‏. ويؤيد هذا ما رواه البخاري‏:‏ عن عمران بن حصين قال‏:‏ قال أهل اليمن لرسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏جئناك لنتفقه في الدين ولنسألك عن أول هذا الأمر‏.‏
فقال‏:‏ ‏(‏‏(‏كان الله ولم يكن شيء قبله -وفي رواية معه وفي رواية غيره - وكان عرشه على الماء‏.‏ وكتب في الذكر كل شيء وخلق السموات والأرض‏)‏‏)‏‏.‏
وفي لفظ‏:‏ ‏(‏‏(‏ثم خلق السموات والأرض‏)‏‏)‏‏.‏
فسألوه عن ابتداء خلق السموات والأرض‏.‏ ولهذا قالوا جئناك نسألك عن أول هذا الأمر فأجابهم عما سألوا فقط‏.‏ ولهذا لم يخبرهم بخلق العرش كما أخبر به في حديث أبي رزين المتقدم‏.‏قال ابن جرير‏:‏ وقال آخرون‏:‏ بل خلق الله عز وجل الماء قبل العرش‏.‏ رواه عن ابن عباس، وعن مرة، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا‏:‏ إن الله كان عرشه على الماء، ولم يخلق شيئاً غير ما خلق قبل الماء‏.‏
وحكى ابن جرير، عن محمد بن إسحاق، أنه قال‏:‏ أول ما خلق الله عز وجل النور والظلمة، ثم ميَّز بينهما فجعل الظلمة ليلاً أسود مظلماً، وجعل النور نهاراً مضيئاً مبصراً‏.‏
قال ابن جرير‏:‏ وقد قيل‏:‏ إن الذي خلق ربنا بعد القلم الكرسي، ثم خلق بعد الكرسي العرش، ثم خلق بعد ذلك الهواء والظلمة، ثم خلق الماء فوضع عرشه على الماء‏.‏ والله سبحانه وتعالى أعلم‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسافر بلا عنوان
عضوممتاز
عضوممتاز
مسافر بلا عنوان


عدد المساهمات : 577
تاريخ التسجيل : 01/07/2009
ركن التاريخ الاسلامى Flag

ركن التاريخ الاسلامى Empty
مُساهمةموضوع: رد: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى Emptyالأحد أغسطس 02, 2009 10:02 pm

نأتى الأن الى عرش الرحمن
صفة خلق العرش
قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ‏}‏ ‏[‏غافر‏:‏ 15‏]‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ‏}‏ ‏[‏المؤمنون‏:‏ 116‏]‏‏.‏
وقال الله تعالى‏:‏ ‏{‏اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ‏}‏ ‏[‏النمل‏:‏ 26‏]‏‏.‏
وقال‏:‏ ‏{‏وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ * ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ‏}‏ ‏[‏البروج‏:‏ 14 -15‏]‏‏.‏
وقال تعالى‏:‏ ‏{‏الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى‏}‏‏.‏ ‏[‏طه‏:‏ 5‏]‏‏.‏
وقال‏:‏ ‏{‏ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ‏}‏ ‏[‏الرعد‏:‏ 2‏]‏‏.‏ في غير ما آية من القرآن‏.‏
وقال تعالى‏:‏ ‏{‏الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً‏}‏ ‏[‏غافر‏:‏ 7‏]‏‏.‏
وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ‏}‏ ‏[‏الحاقة‏:‏ 17‏]‏‏.‏
وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ‏}‏ ‏[‏الزمر‏:‏ 75‏]‏‏.‏
عن عباس بن عبد المطلب، قال‏:‏ كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالبطحاء، فمرت سحابة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏‏(‏أتدرون ما هذا‏؟‏‏)‏‏)‏
قال‏:‏ قلنا السحاب‏.‏
قال‏:‏ ‏(‏‏(‏والمزن‏)‏‏)‏‏.‏
قال‏:‏ قلنا‏:‏ والمزن‏.‏
قال‏:‏ ‏(‏‏(‏والعنان‏)‏‏)‏‏.‏
قال‏:‏ فسكتنا‏.‏
فقال‏:‏ ‏(‏‏(‏هل تدرون كم بين السماء والأرض‏؟‏‏)‏‏)‏
قال قلنا‏:‏ الله ورسوله أعلم‏.‏
قال‏:‏ ‏(‏‏(‏بينهما مسيرة خمسمائة سنة‏.‏ ومن كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة‏.‏ وكشف كل سماء مسيرة خمسمائة سنة‏.‏
وفوق السماء السابعة بحر، بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض، ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين ركبهن وأظلافهن كما بين السماء والأرض، ثم على ظهورهم العرش، بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض، والله فوق ذلك، وليس يخفى عليه من أعمال بني آدم شيء‏)‏‏)‏‏.‏
عن جبير بن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، عن جده، قال‏:‏ أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أعرابي، فقال‏:‏ يا رسول الله، جهدت الأنفس، وجاعت العيال، ونهكت الأموال، وهلكت الأنعام، فاستسق الله لنا، فإنا نستشفع بك على الله، ونستشفع بالله عليك‏.‏
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏‏(‏ويحك أتدري ما تقول‏؟‏
وسبح رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه‏.‏
ثم قال‏:‏ ويحك إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه، شأن الله أعظم من ذلك‏.‏
ويحك أتدري ما الله‏؟‏‏!‏ إن عرشه على سمواته لهكذا‏.‏
وقال‏:‏ بأصابعه مثل القبة عليه، وإنه ليئط به أطيط الزحل بالراكب‏)‏‏)‏‏.‏
وثبت في ‏(‏صحيح البخاري‏)‏‏:‏ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال‏:‏
‏(‏‏(‏إذا سألتم الله الجنة، فسلوه الفردوس، فإنه أعلى الجنة، وأوسط الجنة، وفوقه عرش الرحمن‏)‏‏)‏‏.‏
يروى ‏(‏وفوقَه‏)‏ بالفتح على الظرفية، وبالضم، قال‏:‏ شيخنا الحافظ المزي، وهو أحسن، أي وأعلاها عرش الرحمن‏.‏
وقد جاء في بعض الآثار‏:‏ أن أهل الفردوس يسمعون أطيط العرش، وهو تسبيحه وتعظيمه وما ذاك إلا لقربهم منه‏.‏
وفي الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال‏:‏
‏(‏‏(‏لقد اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ‏)‏‏)‏‏.‏
وذكر الحافظ ابن الحافظ‏:‏ محمد بن عثمان بن أبي شيبة، في كتاب ‏(‏صفة العرش‏)‏ عن بعض السلف‏:‏ أن العرش مخلوق من ياقوتة حمراء، بُعد ما بين قطريه، مسيرة خمسين ألف سنة‏.‏
وذكرنا عند قوله تعالى‏:‏ ‏{‏تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ‏}‏ ‏[‏المعارج‏:‏ 4‏]‏ أنه بعد ما بين العرش إلى الأرض السابعة مسيرة خمسين ألف سنة، واتساعه خمسون ألف سنة‏.‏
وقد ذهب طائفة من أهل الكلام إلى أن العرش فلك مستدير من جميع جوانبه، محيط بالعالم من كل جهة، ولذا سموه الفلك التاسع والفلك الأطلس، والأثير‏.‏
وهذا ليس بجيد، لأنه قد ثبت في الشرع أن له قوائم تحمله الملائكة، والفلك لا يكون له قوائم ولا يحمل، وأيضاً فإنه فوق الجنة، والجنة فوق السموات، وفيها مائة درجة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، فالبعد الذي بينه وبين الكرسي ليس هو نسبة فلك إلى فلك‏.‏ وأيضاً فإن العرش في اللغة عبارة عن السرير الذي للملك، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ‏}‏ ‏[‏النمل‏:‏ 23‏]‏ وليس هو فلكاً، ولا تفهم منه العرب ذلك‏.‏ والقرآن إنما نزل بلغة العرب فهو سرير ذو قوائم تحمله الملائكة، وهو كالقبة على العالم، وهو سقف المخلوقات‏.‏
قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا‏}‏ ‏[‏غافر‏:‏ 7‏]‏
وقد تقدم في حديث الأوعال أنهم ثمانية، وفوق ظهورهن العرش، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ‏}‏ ‏[‏الحاقة‏:‏ 17‏]‏‏.‏
وقال شهر بن حوشب‏:‏ حملة العرش ثمانية‏:‏ أربعة منهم يقولون سبحانك اللهم وبحمدك، لك الحمد على حلمك بعد علمك، وأربعة يقولون‏:‏ سبحانك اللهم وبحمدك، لك الحمد على عفوك بعد قدرتك‏.‏ عن ابن عباس‏:‏

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صدَّق أمية يعني ابن أبي الصلت في بيتين من شعره فقال‏:‏

رجل وثور تحت رجل يمينه * و النسر للأخرى وليث مرصد

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏‏(‏صدق‏)‏‏)‏‏.‏

فقال‏:‏

والشمس تطلع كل آخر ليلة * حمراء مطلع لونها متورد

تأبى فلا تبدو لنا في رسلها * إلا معذبة وإلا تجلد

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏‏(‏صدق‏)‏‏)‏‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسافر بلا عنوان
عضوممتاز
عضوممتاز
مسافر بلا عنوان


عدد المساهمات : 577
تاريخ التسجيل : 01/07/2009
ركن التاريخ الاسلامى Flag

ركن التاريخ الاسلامى Empty
مُساهمةموضوع: رد: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى Emptyالخميس أغسطس 06, 2009 11:35 am

هذا بالنسبة للعرش وأما الكرسي
روى ابن جرير من طريق جويبر - وهو ضعيف - عن الحسن البصري أنه كان يقول‏:‏ الكرسي هو العرش، وهذا لا يصح عن الحسن بل الصحيح عنه وعن غيره من الصحابة والتابعين أنه غيره‏.‏

وعن ابن عباس وسعيد بن جبير أنهما قالا في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 255‏]‏ أي علمه‏.‏

والمحفوظ عن ابن عباس كما رواه الحاكم في ‏(‏مستدركه‏)‏‏.‏ وقال إنه على شرط الشيخين ولم يخرجاه من طريق سفيان الثوري، عن عمار الدهني، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أنه قال‏:‏ الكرسي موضع القدمين، والعرش لا يقدر قدره إلا الله عز وجل‏.‏

وقد رواه شجاع بن مخلد الفلاس في ‏(‏تفسيره‏)‏‏:‏ عن أبي عاصم النبيل، عن الثوري، فجعله مرفوعاً‏.‏

والصواب‏:‏ أنه موقوف على ابن عباس‏.‏

وحكاه ابن جرير‏:‏ عن أبي موسى الأشعري، والضحاك بن مزاحم، وإسماعيل ابن عبد الرحمن السدي الكبير، ومسلم البطين‏.‏

وقال السدي عن أبي مالك‏:‏ الكرسي تحت العرش‏.‏

وقال السدي‏:‏ السموات والأرض في جوف الكرسي، والكرسي بين يدي العرش‏.‏

وروى ابن جرير، وابن أبي حاتم‏:‏ من طريق الضحاك، عن ابن عباس أنه قال‏:‏ لو أن السموات السبع، والأرضين السبع، بسطن ثم وصلن بعضهن إلى بعض ما كن في سعة الكرسي إلا بمنزلة الحلقة في المفارة‏.‏

وقال ابن جرير‏:‏ حدثني يونس، حدثنا ابن وهب، قال‏:‏ قال ابن زيد‏:‏ حدثني أبي قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏(‏‏(‏ما السموات السبع في الكرسي إلا كدارهم سبعة ألقيت في ترس‏)‏‏)‏‏.‏

قال‏:‏ وقال أبو ذر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏(‏‏(‏ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري فلاة من الأرض‏)‏‏)‏‏.‏

أول الحديث مرسل‏.‏ وعن أبي ذر منقطع‏.‏

وقد روى عنه من طريق أخرى موصولاً‏.‏

فقال الحافظ أبو بكر بن مردويه في ‏(‏تفسيره‏)‏‏:‏ أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، أنبأنا عبد الله ابن وهيب المغربي، أنبأنا محمد بن أبي سري العسقلاني، أنبأنا محمد بن عبد الله التميمي، عن القاسم بن محمد الثقفي، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر الغفاري أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكرسي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏(‏‏(‏والذي نفسي بيده ما السموات السبع والأرضون السبع عند الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة‏)‏‏)‏‏.‏

وقال ابن جرير في ‏(‏تاريخه‏)‏‏:‏ حدثنا ابن وكيع، قال‏:‏ حدثنا أبي، عن سفيان عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير قال‏:‏ سئل ابن عباس عن قوله عز وجل‏:‏ ‏{‏وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ‏}‏ ‏[‏هود‏:‏ 7‏]‏‏.‏ على أي شيء كان الماء‏؟‏

قال‏:‏ على متن الريح، قال‏:‏ والسموات والأرضون وكل ما فيهن من شيء تحيط بها البحار ويحيط بذلك كله الهيكل، ويحيط بالهيكل فيما قيل الكرسي‏.‏

وروى عن وهب ابن منبه نحوه‏.‏

وفسر وهب الهيكل فقال‏:‏ شيء من أطراف السموات، يحدق بالأرضين والبحار كأطناب الفسطاط‏.‏

وقد زعم بعض من ينتسب إلى علم الهيئة أن الكرسي عبارة عن الفلك الثامن الذي يسمونه فلك الكواكب الثوابت‏.‏ وفيما زعموه نظر، لأنه قد ثبت أنه أعظم من السموات السبع بشيء كثير، ورد الحديث المتقدم بأن نسبتها إليه كنسبة حلقة ملقاة بأرض فلاة، وهذا ليس نسبة فلك إلى فلك‏.‏

فإن قال قائلهم‏:‏ فنحن نعترف بذلك، ونسميه مع ذلك فلكاً فنقول‏:‏ الكرسي ليس في اللغة عبارة عن الفلك وإنما هو كما، قال غير واحد من السلف بين يدي العرش كالمرقاة إليه‏.‏ ومثل هذا لا يكون فلكاً‏.‏

وزعم أن الكواكب الثوابت مرصعة فيه لا دليل لهم عليه‏.‏ هذا مع اختلافهم في ذلك أيضاً كما هو مقرر في كتبهم، والله أعلم‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسافر بلا عنوان
عضوممتاز
عضوممتاز
مسافر بلا عنوان


عدد المساهمات : 577
تاريخ التسجيل : 01/07/2009
ركن التاريخ الاسلامى Flag

ركن التاريخ الاسلامى Empty
مُساهمةموضوع: رد: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى Emptyالخميس أغسطس 06, 2009 11:39 am

ذكر اللوح المحفوظ

قال الحافظ أبو القاسم الطبراني‏:‏ حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا منجاب بن الحارث، حدثنا إبراهيم بن يوسف، حدثنا زياد بن عبد الله، عن ليث، عن عبد الملك بن سعيد بن جبير، عن أبيه عن ابن عباس أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏(‏‏(‏إن الله خلق لوحاً محفوظا من درة بيضاء صفحاتها من ياقوتة حمراء، قلمه نور، وكتابه نور، لله فيه في كل يوم ستون وثلثمائة لحظة، يخلق، ويرزق، ويميت، ويحيي، ويعز، ويذل، ويفعل ما يشاء‏)‏‏)‏‏.‏

وقال إسحاق بن بشر‏:‏ أخبرني مقاتل وابن جريج، عن مجاهد، عن ابن عباس قال‏:‏ إن في صدر اللوح لا إله إلا الله وحده، دينه الإسلام، ومحمد عبده ورسوله‏.‏ فمن آمن بالله وصدق بوعده، واتبع رسله، أدخله الجنة‏.‏

قال‏:‏ واللوح المحفوظ لوح من درة بيضاء طوله ما بين السماء والأرض، وعرضه ما بين المشرق والمغرب‏.‏ وحافتاه الدر والياقوت، ودفتاه ياقوتة حمراء، وقلمه نور، وكلامه معقود بالعرش، وأصله في حجر ملك‏.‏

وقال أنس بن مالك، وغيره من السلف‏:‏ اللوح المحفوظ في جبهة إسرافيل‏.‏

وقال مقاتل‏:‏ هو عن يمين العرش‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسافر بلا عنوان
عضوممتاز
عضوممتاز
مسافر بلا عنوان


عدد المساهمات : 577
تاريخ التسجيل : 01/07/2009
ركن التاريخ الاسلامى Flag

ركن التاريخ الاسلامى Empty
مُساهمةموضوع: رد: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى Emptyالخميس أغسطس 06, 2009 12:07 pm

ما ورد في خلق السموات والأرض وما بينهما

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 1‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ‏}‏ ‏[‏هود‏:‏ 7‏]‏ في غير ما آية من القرآن‏.‏

وقد اختلف المفسرون في مقدار هذه الستة الأيام على قولين‏:‏

فالجمهور‏:‏ على أنها كأيامنا هذه‏.‏

وعن ابن عباس، ومجاهد، والضحاك، وكعب الأحبار‏:‏ إن كل يوم منها كألف سنة مما تعدون‏.‏ رواهن ابن جرير، وابن أبي حاتم‏.‏

واختار هذا القول الإمام أحمد ابن حنبل في كتابه الذي رد فيه على الجهمية، وابن جرير وطائفة من المتأخرين، والله أعلم، وسيأتي ما يدل على هذا القول‏.‏

وروى ابن جرير عن الضحاك بن مزاحم، وغيره أن أسماء الأيام الستة ‏(‏أبجد، هوز، حطي، كلمن، سعفص، قرشت‏)‏‏.‏

وحكى ابن جرير‏:‏ في أول الأيام ثلاثة أقوال، فروى عن محمد بن إسحاق أنه قال‏:‏

يقول أهل التوراة‏:‏ ابتدأ الله الخلق يوم الأحد‏.‏

ويقول أهل الإنجيل‏:‏ ابتدأ الله الخلق يوم الاثنين‏.‏

ونقول نحن المسلمون فيما انتهى إلينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ابتدأ الله الخلق يوم السبت‏.‏

وهذا القول الذي حكاه ابن إسحاق عن المسلمين مال إليه طائفة من الفقهاء من الشافعية، وغيرهم‏.‏

وسيأتي فيه حديث أبي هريرة ‏(‏‏(‏خلق الله التربة يوم السبت‏)‏‏)‏ والقول بأنه الأحد رواه ابن جرير، عن السدي، عن أبي مالك‏.‏ وأبي صالح عن ابن عباس، وعن مرة، عن ابن مسعود، وعن جماعة من الصحابة‏.‏

ورواه أيضاً عن عبد الله بن سلام، واختاره ابن جرير وهو نص التوراة‏.‏

ومال إليه طائفة آخرون من الفقهاء‏.‏ وهو أشبه بلفظ الأحد ولهذا، كمل الخلق في ستة أيام فكان آخرهن الجمعة فاتخذه المسلمون عيدهم في الأسبوع، وهو اليوم الذي أضل الله عنه أهل الكتاب قبلنا كما سيأتي بيانه إن شاء الله‏.‏

وقال تعالى‏:‏

هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 29‏]‏

وقال تعالى ‏{‏قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ * ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ‏}‏ ‏[‏فصلت‏:‏ 9 - 12‏]‏‏.‏

فهذا يدل على أن الأرض خلقت قبل السماء لأنها كالأساس للبناء، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ‏}‏ ‏[‏غافر‏:‏ 64‏]‏‏.‏

قال تعالى‏:‏ ‏{‏أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَاداً * وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً‏}‏ إلى أن قال‏:‏ ‏{‏وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً * وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً‏}‏ ‏[‏النبأ‏:‏ 6- 13‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ‏}‏ ‏[‏الأنبياء‏:‏ 30‏]‏ أي‏:‏ فصلناً ما بين السماء والأرض حتى هبت الرياح، ونزلت الأمطار وجرت العيون والأنهار، وانتعش الحيوان‏.‏ ‏

ثم قال‏:‏ ‏{‏وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ‏}‏ ‏[‏الأنبياء‏:‏ 32‏]‏‏.‏

أي عما خلق فيها من الكواكب الثوابت، والسيارات والنجوم الزاهرات والأجرام النيرات، وما في ذلك من الدلالات على حكمة خالق الأرض والسموات كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ * وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ‏}‏ ‏[‏يوسف‏:‏ 105 - 106‏]‏‏.‏

فأما قوله تعالى‏:‏ ‏{‏ءأنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا * وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا * وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا* مَتَاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ‏}‏ ‏[‏النازعات‏:‏ 27-33‏]‏‏.‏

فقد تمسك بعض الناس بهذه الآية على تقدم خلق السماء على خلق الأرض‏.‏ فخالفوا صريح الآيتين المتقدمتين، ولم يفهموا هذه الآية الكريمة فإن مقتضى هذه الآية أن دحى الأرض وإخراج الماء والمرعى منها بالفعل بعد خلق السماء‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسافر بلا عنوان
عضوممتاز
عضوممتاز
مسافر بلا عنوان


عدد المساهمات : 577
تاريخ التسجيل : 01/07/2009
ركن التاريخ الاسلامى Flag

ركن التاريخ الاسلامى Empty
مُساهمةموضوع: رد: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى Emptyالخميس أغسطس 06, 2009 12:08 pm

وقد كان ذلك مقدراً فيها بالقوة كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا‏}‏ ‏[‏فصلت‏:‏ 10‏]‏‏.‏

أي هيأ أماكن الزرع، ومواضع العيون والأنهار، ثم لما أكمل خلق صورة العالم السفلي والعلوي، دحى الأرض فأخرج منها ما كان مودعاً فيها فخرجت العيون وجرت الأنهار، ونبت الزرع والثمار، ولهذا فُسر الدحى بإخراج الماء والمرعى منها، وإرساء الجبال فقال‏:‏ ‏{‏وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا‏}‏ ‏[‏النازعات‏:‏30-31‏]‏‏.‏

وقوله‏:‏ ‏{‏وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا‏}‏ ‏[‏النازعات‏:‏ 32‏]‏‏.‏

أي قررها في أماكنها التي وضعها فيها، وثبتها، وأكدها، وأطدها، وقوله‏:‏ ‏{‏وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ * وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ * وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ‏}‏ ‏[‏الذرايات‏:‏ 47- 49‏]‏‏.‏

بأيدٍ‏:‏ أي بقوة‏.‏

وأنا لموسعون‏:‏ وذلك أن كل ما علا اتسع فكل سماء أعلى من التي تحتها فهي أوسع منها‏.‏

ولهذا كان الكرسي أعلى من السموات‏.‏ وهو أوسع منهن كلهن‏.‏ والعرش أعظم من ذلك كله بكثير‏.‏

وقوله بعد هذا‏:‏ ‏{‏وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا‏}‏ أي‏:‏ بسطناها وجعلناها مهداً أي قارة ساكنة غير مضطربة، ولا مائدة بكم‏.‏ ولهذا قال‏:‏ ‏{‏فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ‏}‏ والواو لا تقتضي الترتيب في الوقوع‏.‏ وإنما يقتضي الإخبار المطلق في اللغة، والله أعلم‏.‏

وقال البخاري‏:‏ حدثنا عمر بن جعفر بن غياث، حدثنا أبي حدثنا الأعمش، حدثنا جامع بن شداد عن صفوان بن محرز، أنه حدثه عن عمران بن حصين قال‏:‏

دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعقلت ناقتي بالباب فأتاه ناس من بني تميم، فقال

‏:‏ ‏(‏‏(‏اقبلوا البشرى يا بني تميم‏)‏‏)‏‏.‏

قالوا‏:‏ قد بشرتنا فأعطنا مرتين‏.‏

ثم دخل عليه ناس من اليمن فقال‏:‏ ‏(‏‏(‏اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إن لم يقبلها بنو تميم‏)‏‏)‏‏.‏

قالوا‏:‏ قد قبلنا يا رسول الله‏.‏

قالوا‏:‏ جئناك نسألك عن هذا الأمر‏.‏ قال‏:‏

‏(‏‏(‏كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، وخلق السموات والأرض‏)‏‏)‏ فنادى مناد ذهبت ناقتك يا ابن الحصين، فانطلقت فإذا هي تقطع دونها السراب، فوالله لوددت أني كنت تركتها‏.‏ هكذا رواه هاهنا‏.‏

وقد رواه في كتاب المغازي، وكتاب التوحيد، وفي بعض ألفاظه‏:‏ ‏(‏‏(‏ثم خلق السموات والأرض‏)‏‏)‏ وهو لفظ النسائي أيضاً‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 1/18‏)‏

وقال الإمام أحمد بن حنبل‏:‏ حدثنا حجاج، حدثني ابن جريج، أخبرني إسماعيل بن أمية، عن أيوب بن خالد، عن عبدالله بن رافع مولى أم سلمة، عن أبي هريرة قال‏:‏ أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال‏:‏

‏(‏‏(‏خلق الله التربة يوم السبت، وخلق الجبال فيها يوم الأحد، وخلق الشجر فيها يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاث، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم بعد العصر يوم الجمعة، آخر خلق خلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة، فيما بين العصر إلى الليل‏)‏‏)‏‏.‏

وهكذا رواه مسلم عن سريج بن يونس، وهارون بن عبد الله، والنسائي عن هارون، ويوسف بن سعيد ثلاثتهم عن حجاج بن محمد المصيصي الأعور عن ابن جريج، به مثله سواء‏.‏

وقد رواه النسائي في التفسير‏:‏ عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، عن محمد بن الصباح، عن أبي عبيدة الحداد، عن الأخضر بن عجلان، عن ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيدي فقال‏:‏

‏(‏‏(‏يا أبا هريرة إن الله خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش يوم السابع، وخلق التربة يوم السبت‏)‏‏)‏‏.‏

وذكر تمامه بنحوه فقد اختلف فيه على ابن جريج‏.‏

وقد تكلم في هذا الحديث على ابن المديني، والبخاري، والبيهقي، وغيرهم من الحفاظ‏.‏

قال البخاري في ‏(‏التاريخ‏)‏‏:‏ وقال بعضهم عن كعب، وهو أصح يعني أن هذا الحديث مما سمعه أبو هريرة، وتلقاه من كعب الأحبار، فإنهما كان يصطحبان ويتجالسان للحديث، فهذا يحدثه عن صحفه، وهذا يحدثه بما يصدقه عن النبي صلى الله عليه وسلم، فكان هذا الحديث مما تلقاه أبو هريرة عن كعب، عن صحفه، فوهم بعض الرواة فجعله مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

وأكد رفعه بقوله‏:‏ ‏(‏‏(‏أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي‏)‏‏)‏‏.‏

ثم في متنه غرابة شديدة، فمن ذلك‏:‏ أنه ليس فيه ذكر خلق السموات، وفيه ذكر خلق الأرض، وما فيها في سبعة أيام‏.‏

وهذا خلاف القرآن لأن الأرض خلقت في أربعة أيام ثم خلقت السموات في يومين من دخان، وهو بخار الماء الذي ارتفع حين اضطرب الماء العظيم الذي خلق من ربذة الأرض بالقدرة العظيمة البالغة‏.‏

كما قال إسماعيل بن عبدالرحمن السدي الكبير، في خبر ذكره عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرة الهمداني، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏{‏هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 29‏]‏‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسافر بلا عنوان
عضوممتاز
عضوممتاز
مسافر بلا عنوان


عدد المساهمات : 577
تاريخ التسجيل : 01/07/2009
ركن التاريخ الاسلامى Flag

ركن التاريخ الاسلامى Empty
مُساهمةموضوع: رد: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى Emptyالخميس أغسطس 06, 2009 12:10 pm

{‏هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 29‏]‏‏.‏

قال‏:‏ إن الله كان عرشه على الماء، ولم يخلق شيئاً مما خلق قبل الماء، فلما أراد أن يخلق الخلق، أخرج من الماء دخاناً، فارتفع فوق الماء، فسما عليه فسماه سماء، ثم أيبس الماء فجعله أرضاً واحدة، ثم فتقها، فجعل سبع أرضين في يومين الأحد، والاثنين، وخلق الأرض على حوت وهو النون الذي قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ‏}‏ ‏[‏القلم‏:‏ 1‏]‏‏.‏

والحوت في الماء، والماء على صفات، والصفات على ظهر ملك، والملك على صخرة، والصخرة في الريح‏.‏ وهي الصخرة التي ذكرها لقمان ليست في السماء، ولا في الأرض، فتحرك الحوت فاضطرب فتزلزلت الأرض فأرسى عليها الجبال فقرت‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 1/ 19‏)‏

وخلق الله يوم الثلاثاء الجبال وما فيهن من المنافع، وخلق يوم الأربعاء الشجر، والماء، والمدائن، والعمران، والخراب، وفتق السماء، وكانت رتقاً فجعلها سبع سموات في يومين الخميس والجمعة‏.‏

وإنما سمي يوم الجمعة لأنه جمع فيه خلق السموات والأرض، وأوحى في كل سماء أمرها‏.‏

ثم قال‏:‏ خلق في كل سماء خلقها من الملائكة، والبحار، وجبال البرد، وما لا يعلمه غيره‏.‏ ثم زين السماء بالكواكب فجعلها زينة، وحفظاً يحفظ من الشياطين، فلما فرغ من خلق ما أحب، استوى على العرش‏.‏

هذا الإسناد يذكر به السدي أشياء كثيرة فيها غرابة، وكان كثير منها متلقي من الإسرائيليات‏.‏ فإن كعب الأحبار لما أسلم في زمن عمر كان يتحدث بين يدي عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأشياء من علوم أهل الكتاب، فيستمع له عمر تأليفاً له، وتعجباً مما عنده مما يوافق كثير منه الحق الذي ورد به الشرع المطهر، فاستجاز كثير من الناس نقل ما يورده كعب الأحبار لهذا‏.‏

ولما جاء من الإذن في التحديث عن بني إسرائيل، لكن كثيراً ما يقع مما يرويه غلط كبير، وخطأ كثير‏.‏

وقد روى البخاري في ‏(‏صحيحه‏)‏‏:‏ عن معاوية أنه كان يقول في كعب الأحبار‏:‏ وإن كنا مع ذلك لنبلو عليه الكذب، أي‏:‏ فيما ينقله لا أنه يتعمد ذلك، والله أعلم‏.‏

ونحن نورد ما نورده من الذي يسوقه كثير من كبار الأئمة المتقدمين عنهم‏.‏ ثم نتبع ذلك من الأحاديث بما يشهد له بالصحة، أو يكذبه، ويبقى الباقي مما لا يصدق، ولا يكذب، وبه المستعان وعليه التكلان‏.‏

قال البخاري‏:‏ حدثنا قتيبة حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن القرشي عن أبي زناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏(‏‏(‏لما قضى الله الخلق كتب في كتابه، فهو عنده فوق العرش إن رحمتي غلبت غضبي‏)‏‏)‏‏.‏

وكذا رواه مسلم والنسائي، عن قتيبة به‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 1/20‏)‏

ثم قال البخاري‏.‏

ما جاء في سبع أرضين

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً‏}‏ ‏[‏الطلاق‏:‏ 12‏]‏‏.‏

ثم قال‏:‏ حدثنا علي بن عبدالله، أخبرنا ابن علية، عن علي بن المبارك، حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن أبي سلمة بن عبدالرحمن، وكانت بينه وبين ناس خصومة في أرض، فدخل على عائشة فذكر لها ذلك‏.‏ فقالت‏:‏ يا أبا سلمة اجتنب الأرض فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏(‏‏(‏من ظلم قيد شبر طوقه من سبع أرضين‏)‏‏)‏‏.‏

ورواه أيضاً في كتاب المظالم، ومسلم، من طرق عن يحيى بن كثير به‏.‏ ورواه أحمد من حديث محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة به، ورواه أيضاً عن يونس، عن إبان، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عائشة بمثله ثم قال البخاري‏:‏ حدثنا بشر بن محمد، قال‏:‏ أخبرنا عبد الله عن موسى بن عقبة، عن سالم، عن أبيه قال‏:‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏(‏‏(‏من أخذ شيئاً من الأرض بغير حقه، خُسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين‏)‏‏)‏‏.‏

ورواه في المظالم أيضاً عن مسلم بن إبراهيم، عن عبد الله هو ابن المبارك، عن موسى بن عقبة به، وهو من أفراده‏.‏

وذكر البخاري هاهنا حديث محمد بن سيرين، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏(‏‏(‏الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثني عشر شهراً‏)‏‏)‏ الحديث‏.‏

ومراده والله أعلم تقرير قوله تعالى‏:‏ ‏{‏اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ‏}‏ أي في العدد‏.‏

كما أن عدة الشهور الآن اثني عشر مطابقة لعدة الشهور عند الله في كتابه الأول، فهذه مطابقة في الزمن، كما أن تلك مطابقة في المكان‏.‏

ثم قال البخاري‏:‏ حدثنا عبيد بن إسماعيل، حدثنا أبو أسامة، عن هشام عن أبيه، عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، أنه خاصمته أروى في حق، زعمت أنه انتقصه لها إلى مروان فقال سعيد رضي الله عنه‏:‏ أنا أنتقص من حقها شيئاً‏؟‏ أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏(‏‏(‏يقول من أخذ شبراً من الأرض ظلماً، فإنه يطوقه يوم القيامة من سبع أرضين‏)‏‏)‏ ورواه‏.‏

وقال الإمام أحمد‏:‏ حدثنا حسن، وأبو سعيد مولى بني هاشم، حدثنا عبد الله بن لهيعة، حدثنا عبد الله ابن أبي جعفر، عن أبي عبد الرحمن، عن ابن مسعود، قال‏:‏ قلت يا رسول الله أي الظلم أعظم‏؟‏ قال‏:‏

‏(‏‏(‏ذراع من الأرض ينتقصه المرء المسلم من حق أخيه، فليس حصاة من الأرض يأخذها أحد إلا طوقها يوم القيامة إلى قعر الأرض، ولا يعلم قعرها إلا الذي خلقها‏)‏‏)‏ تفرد به أحمد‏.‏ وهذا إسناد لا بأس به‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 1/21‏)‏

وقال الإمام أحمد‏:‏ حدثنا عفان، حدثنا وهيب، حدثنا سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏(‏‏(‏من أخذ شبراً من الأرض بغير حقه طوقه من سبع أرضين‏)‏‏)‏‏.‏

تفرد به من هذا الوجه وهو على شرط مسلم‏.‏

وقال أحمد‏:‏ حدثنا يحيى، عن ابن عجلان، حدثني أبي، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏(‏‏(‏من اقتطع شبراً من الأرض بغير حقه طوقه إلى سبع أرضين‏)‏‏)‏‏.‏

تفرد به أيضاً، وهو على شرط مسلم‏.‏

وقال أحمد أيضاً‏:‏ حدثنا عفان، حدثنا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏(‏‏(‏من أخذ من الأرض شبراً بغير حقه طوقه من سبع أرضين‏)‏‏)‏ تفرد به أيضاً‏.‏

وقد رواه الطبراني من حديث معاوية بن قرة، عن ابن عباس مرفوعاً مثله‏.‏

فهذه الأحاديث كالمتواترة في إثبات سبع أرضين، والمراد بذلك أن كل واحدة فوق الأخرى، والتي تحتها في وسطها عند أهل الهيئة، حتى ينتهي الأمر إلى السابعة وهي صماء لا جوف لها، وفي وسطها المركز، وهي نقطة مقدرة متوهمة‏.‏ وهو محط الأثقال، إليه ينتهي ما يهبط من كل جانب إذا لم يعاوقه مانع‏.‏

واختلفوا هل هن متراكمات بلا تفاصل أو بين كل واحدة والتي تليها خلاء، على قولين‏.‏ وهذا الخلاف جار في الأفلاك أيضاً‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسافر بلا عنوان
عضوممتاز
عضوممتاز
مسافر بلا عنوان


عدد المساهمات : 577
تاريخ التسجيل : 01/07/2009
ركن التاريخ الاسلامى Flag

ركن التاريخ الاسلامى Empty
مُساهمةموضوع: رد: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى Emptyالخميس أغسطس 06, 2009 12:11 pm

والظاهر أن بين كل واحدة منهن وبين الأخرى مسافة، لظاهر قوله تعالى‏:‏

‏{‏اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ‏}‏ الآية ‏[‏الطلاق‏:‏ 12‏]‏‏.‏

وقال الإمام أحمد‏:‏ حدثنا شريح، حدثنا الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي هريرة قال‏:‏ بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مرت سحابة فقال‏:‏

‏(‏‏(‏أتدرون ما هذه‏؟‏‏)‏‏)‏‏.‏

قلنا‏:‏ الله ورسوله أعلم‏.‏

قال‏:‏ ‏(‏‏(‏العنان، وزوايا الأرض، تسوقه إلى من لا يشكرونه من عباده، ولا يدعونه‏.‏ أتدرون ما هذه فوقكم‏؟‏‏)‏‏)‏‏.‏

قلنا‏:‏ الله ورسوله أعلم‏.‏

قال‏:‏ ‏(‏‏(‏الرفيع موج مكفوف، وسقف محفوظ‏.‏ أتدرون كم بينكم وبينها‏؟‏‏)‏‏)‏‏.‏

قلنا‏:‏ الله ورسوله أعلم‏.‏

قال‏:‏ ‏(‏‏(‏مسيرة خمسمائة سنة‏)‏‏)‏

ثم قال‏:‏ ‏(‏‏(‏أتدرون ما الذي فوقها‏؟‏‏)‏‏)‏‏.‏

قلنا‏:‏ الله ورسوله أعلم‏.‏

قال‏:‏ ‏(‏‏(‏مسيرة خمسمائة عام حتى عدَّ سبع سموات‏)‏‏)‏‏.‏

ثم قال‏:‏ ‏(‏‏(‏أتدرون ما فوق ذلك‏؟‏‏)‏‏)‏‏.‏

قلنا‏:‏ الله ورسوله أعلم‏.‏

قال‏:‏ ‏(‏‏(‏العرش‏.‏ أتدرون كم بينه وبين السماء السابعة‏؟‏‏)‏‏)‏ قلنا‏:‏ الله ورسوله أعلم‏.‏

قال‏:‏ ‏(‏‏(‏مسيرة خمسمائة عام‏)‏‏)‏

ثم قال‏:‏ ‏(‏‏(‏أتدرون ما هذه تحتكم‏؟‏‏)‏‏)‏‏.‏

قلنا‏:‏ الله ورسوله أعلم‏.‏

قال‏:‏ ‏(‏‏(‏أرض، أتدرون ما تحتها‏؟‏‏)‏‏)‏‏.‏

قلنا‏:‏ الله ورسوله أعلم‏.‏

قال‏:‏ ‏(‏‏(‏أرض أخرى، أتدرون كم بينهما‏؟‏‏)‏‏)‏‏.‏

قلنا‏:‏ الله ورسوله أعلم‏.‏

قال‏:‏ ‏(‏‏(‏مسيرة سبعمائة عام حتى عدَّ سبع أرضين‏)‏‏)‏‏.‏

ثم قال‏:‏ ‏(‏‏(‏وأيم الله لو دليتم أحدكم إلى الأرض السفلى السابعة لهبط‏)‏‏)‏‏.‏

ثم قرأ ‏{‏هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ‏}‏ ‏[‏الحديد‏:‏ 3‏]‏‏.‏

ورواه الترمذي‏:‏ عن عبد بن حميد، وغير واحد، عن يونس بن محمد المؤدب، عن شيبان بن عبد الرحمن، عن قتادة، قال‏:‏ حدث الحسن عن أبي هريرة، وذكره‏.‏ إلا أنه ذكر أن بُعد ما بين كل أرضين خمسمائة عام وذكر في آخره كلمة ذكرناها عند تفسير هذه الآية من سورة الحديد‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 1/ 22‏)‏

ثم قال الترمذي‏:‏ هذا حديث غريب من هذا الوجه‏.‏

قال‏:‏ ويروى عن أيوب، ويونس بن عبيد، وعلي بن زيد أنهم قالوا‏:‏ لم يسمع الحسن من أبي هريرة‏.‏

ورواه أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم في ‏(‏تفسيره‏)‏‏:‏ من حديث أبي جعفر الرازي عن قتادة، عن الحسن، عن أبي هريرة فذكر مثل لفظ الترمذي سواء بدون زيادة في آخره‏.‏

ورواه ابن جرير في ‏(‏تفسيره‏)‏‏:‏ عن بشر، عن يزيد، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة مرسلاً، وقد يكون هذا أشبه، والله أعلم‏.‏

ورواه الحافظ أبو بكر البزار، والبيهقي‏:‏ من حديث أبي ذر الغفاري عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن لا يصح إسناده، والله أعلم‏.‏

وقد تقدم عند صفة العرش من حديث الأوعال، ما يخالف هذا في ارتفاع العرش عن السماء السابعة وما يشهد له‏.‏ وفيه وبعد ما بين كل سماءين خمسمائة عام، وكثفها أي سمكها خمسمائة عام‏.‏

وأما ما ذهب إليه بعض المتكلمين على حديث ‏(‏‏(‏طوقه من سبع أرضين‏)‏‏)‏ أنها سبعة أقاليم‏.‏

فهو قول يخالف ظاهر الآية، والحديث الصحيح، وصريح كثير من ألفاظه مما يعتمد من الحديث الذي أوردناه من طريق الحسن عن أبي هريرة‏.‏ ثم إنه حمل الحديث والآية على خلاف ظاهرهما بلا مستند ولا دليل والله أعلم‏.‏

وهكذا ما يذكره كثير من أهل الكتاب، وتلقاه عنهم طائفة من علمائنا، من أن هذه الأرض من تراب، والتي تحتها من حديد، والأخرى من حجارة من كبريت، والأخرى من كذا، فكل هذا إذا لم يخبر به ويصح سنده إلى معصوم فهو مردود على قائله‏.‏

وهكذا الأثر المروي عن ابن عباس أنه قال‏:‏ في كل أرض من الخلق مثل ما في هذه حتى آدم كآدمكم، وإبراهيم كإبراهيمكم، فهذا ذكره ابن جرير مختصراً، واستقصاه البيهقي في ‏(‏الأسماء والصفات‏)‏، وهو محمول إن صح نقله عنه، على أنه أخذه ابن عباس رضي الله عنه عن الإسرائيليات والله أعلم‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسافر بلا عنوان
عضوممتاز
عضوممتاز
مسافر بلا عنوان


عدد المساهمات : 577
تاريخ التسجيل : 01/07/2009
ركن التاريخ الاسلامى Flag

ركن التاريخ الاسلامى Empty
مُساهمةموضوع: رد: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى Emptyالخميس أغسطس 06, 2009 12:12 pm

وقال الإمام أحمد‏:‏ حدثنا يزيد، حدثنا العوام بن حوشب، عن سليمان بن أبي سليمان، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏(‏‏(‏لما خلق الله الأرض جعلت تميد فخلق الجبال فألقاها عليها، فاستقرت، فتعجبت الملائكة من خلق الجبال فقالت‏:‏ يا رب هل من خلقك شيء أشد من الجبال‏؟‏

قال‏:‏ نعم الحديد‏.‏

قالت‏:‏ يا رب فهل من خلقك شيء أشد من الحديد‏؟‏

قال‏:‏ نعم النار‏.‏

قالت‏:‏ يا رب فهل من خلقك شيء أشد من النار‏؟‏

قال‏:‏ نعم الريح‏.‏

قالت‏:‏ يا رب فهل من خلقك شيء أشد من الريح‏؟‏

قال‏:‏ نعم ابن آدم يتصدق بيمينه يخفيها من شماله‏)‏‏)‏ تفرد به أحمد‏.‏

وقد ذكر أصحاب الهيئة إعداد جبال الأرض في سائر بقاعها شرقاً وغرباً، وذكروا طولها وبعد امتدادها وارتفاعها، وأوسعوا القول في ذلك بما يطول شرحه هنا‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏1/ 23‏)‏

وقد قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ‏}‏ ‏[‏فاطر‏:‏ 27‏]‏‏.‏

قال ابن عباس، وغير واحد‏:‏ الجدد‏:‏ الطرائق‏.‏

وقال عكرمة وغيره‏:‏ الغرابيب‏:‏ الجبال الطوال السود‏.‏

وهذا هو الشاهد من الجبال في سائر الأرض تختلف باختلاف بقاعها وألوانها‏.‏

وقد ذكر الله تعالى في كتابه الجودي على التعيين، وهو جبل عظيم شرقي جزيرة ابن عمر إلى جانب دجلة‏.‏ عند الموصل امتداده من الجنوب إلى الشمال مسيرة ثلاثة أيام، وارتفاعه مسيرة نصف يوم، وهو أخضر، لأن فيه شجراً من البلوط، وإلى جانبه قرية يقال لها قرية الثمانين، لسكنى الذين نجوا في السفينة مع نوح عليه السلام في موضعها فيما ذكره غير واحد من المفسرين، والله أعلم‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسافر بلا عنوان
عضوممتاز
عضوممتاز
مسافر بلا عنوان


عدد المساهمات : 577
تاريخ التسجيل : 01/07/2009
ركن التاريخ الاسلامى Flag

ركن التاريخ الاسلامى Empty
مُساهمةموضوع: رد: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى Emptyالأحد أغسطس 09, 2009 3:20 pm

فصل في البحار والأنهار
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ * وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ * أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ * وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ‏}‏ ‏[‏النحل‏:‏ 14-18‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ‏}‏ ‏[‏فاطر‏:‏ 12‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً‏}‏ ‏[‏الفرقان‏:‏ 53‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ‏}‏ ‏[‏الرحمن‏:‏ 19-20‏]‏‏.‏

فالمراد بالبحرين‏:‏ البحر الملح المر، وهو الأجاج، والبحر العذب هو هذه الأنهار السارحة بين أقطار الأمصار، لمصالح العباد، قاله ابن جريج، وغير واحد من الأئمة‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِي فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ * إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ * أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ‏}‏‏.‏ ‏[‏الشورى‏:‏ 32-34‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَةِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ * وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ‏}‏ ‏[‏لقمان‏:‏ 31-32‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 164‏]‏‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 1/ 24‏)‏

فامتنَّ تعالى على عباده بما خلق لهم من البحار والأنهار، فالبحر المحيط بسائر أرجاء الأرض، وما ينبت منه في جوانبها، الجميع مالح الطعم مر، وفي هذا حكمة عظيمة لصحة الهواء، إذ لو كان حلوا لأنتن الجو، وفسد الهواء، بسبب ما يموت فيه من الحيوانات، فكان يؤدي إلى تفاني بني آدم‏.‏

ولكن اقتضت الحكمة البالغة أن يكون على هذه الصفة لهذه المصلحة‏.‏ ولهذا لما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البحر قال‏:‏ ‏(‏‏(‏هو الطهور ماؤه، الحل ميتته‏)‏‏)‏‏.‏

وأما الأنهار‏:‏ فماؤها حلو، عذب، فرات سائغ شرابها، لمن أراد ذلك‏.‏ وجعلها جارية، سارحة ينبعها تعالى في أرض، ويسوقها إلى أخرى، رزقاً للعباد‏.‏ ومنها‏:‏ كبار، ومنها‏:‏ صغار، بحسب الحاجة والمصلحة‏.‏

وقد تكلم أصحاب علم الهيئة والتفسير على تعداد البحار، والأنهار الكبار، وأصول منابعها، وإلى أين ينتهي سيرها، بكلام فيه حكم ودلالات على قدرة الخالق تعالى، وأنه فاعل بالاختيار والحكمة‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ‏}‏ ‏[‏الطور‏:‏ 6‏]‏‏.‏

فيه قولان‏:‏

أحدهما‏:‏ أن المراد به البحر الذي تحت العرش المذكور في حديث الأوعال‏.‏ وأنه فوق السموات السبع، بين أسفله وأعلاه، كما بين سماء إلى سماء، وهو الذي ينزل منه المطر قبل البعث، فتحيا منه الأجساد من قبورها‏.‏ وهذا القول هو اختيار الربيع بن أنس‏.‏

والثاني‏:‏ أن البحر اسم جنس يعم سائر البحار التي في الأرض، وهو قول الجمهور‏.‏

واختلفوا في معنى البحر المسجور‏:‏ فقيل المملوء، وقيل‏:‏ يصير يوم القيامة نارا تؤجج، فيحيط بأهل الموقف، كما ذكرناه في التفسير، عن علي، وابن عباس، وسعيد بن جبير، وابن مجاهد، وغيرهم‏.‏

وقيل‏:‏ المراد به الممنوع المكفوف المحروس عن أن يطغى، فيغمر الأرض ومن عليها، فيغرقوا‏.‏

رواه الوالبي عن ابن عباس، وهو قول السدي وغيره، ويؤيده الحديث الذي رواه الإمام أحمد‏:‏ حدثنا يزيد، حدثنا العوام، حدثني شيخ كان مرابطاً بالساحل، قال‏:‏ لقيت أبا صالح مولى عمر بن الخطاب فقال‏:‏ حدثنا عمر بن الخطاب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏(‏‏(‏ليس من ليلة، إلا والبحر يشرف فيها ثلاث مرات على الأرض، يستأذن الله عز وجل أن يتفصح عليهم، فيكفه الله عز وجل‏)‏‏)‏‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 1/ 25‏)‏

ورواه إسحاق بن راهويه، عن يزيد بن هارون، عن العوام بن حوشب، حدثني شيخ مرابط قال‏:‏ خرجت ليلة لمحرس، لم يخرج أحد من المحرس غيري، فأتيت الميناء، فصعدت، فجعل يخيل إلي أن البحر يشرف، يحاذي برءوس الجبال، فعل ذلك مراراً، وأنا مستيقظ، فلقيت أبا صالح فقال‏:‏

حدثنا عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏(‏‏(‏ما من ليلة إلا والبحر يشرف ثلاث مرات، يستأذن الله أن يتفصح عليهم، فيكفه الله عز وجل‏)‏‏)‏‏.‏

في إسناده رجل مبهم، والله أعلم‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسافر بلا عنوان
عضوممتاز
عضوممتاز
مسافر بلا عنوان


عدد المساهمات : 577
تاريخ التسجيل : 01/07/2009
ركن التاريخ الاسلامى Flag

ركن التاريخ الاسلامى Empty
مُساهمةموضوع: رد: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى Emptyالأحد أغسطس 09, 2009 3:23 pm

وهذا من نعمه تعالى على عباده أن كف شر البحر عن أن يطغى عليهم، وسخره لهم، يحمل مراكبهم ليبلغوا عليها إلى الأقاليم النائية، بالتجارات وغيرها، وهداهم فيه بما خلقه في السماء والأرض، من النجوم والجبال التي جعلها لهم علامات يهتدون بها في سيرهم، وبما خلق لهم فيه من اللآلىء، والجواهر النفيسة، العزيزة الحسنة الثمينة، التي لا توجد إلا فيه، وبما خلق فيه من الدواب الغريبة، وأحلها لهم حتى ميتتها‏.‏

كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ‏}‏ ‏[‏المائدة‏:‏ 96‏]‏‏.‏

وقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏‏(‏هو الطهور ماؤه، الحل ميتته‏)‏‏)‏‏.‏

وفي الحديث الآخر‏:‏

‏(‏‏(‏أحلت لنا ميتتان ودمان‏:‏ السمك والجراد، والكبد والطحال‏)‏‏)‏‏.‏

رواه أحمد، وابن ماجه، وفي إسناده نظر‏.‏

وقد قال الحافظ أبو بكر البزار في ‏(‏مسنده‏)‏‏:‏ وجدت في كتاب عن محمد بن معاوية البغدادي، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة رفعه قال‏:‏

‏(‏‏(‏كلم الله هذا البحر الغربي، وكلم البحر الشرقي، فقال للغربي‏:‏ إني حامل فيك عباداً من عبادي، فكيف أنت صانع بهم‏؟‏‏.‏

قال أغرقهم‏.‏

قال‏:‏ بأسك في نواحيك، وحرمه الحلية والصيد‏.‏

وكلم هذا البحر الشرقي، فقال‏:‏ إني حامل فيك عباداً من عبادي، فما أنت صانع بهم‏؟‏‏.‏

قال‏:‏ أحملهم على يدي، وأكون لهم كالوالدة لولدها، فأثابه الحلية والصيد‏.‏ ثم قال لا تعلم أحداً‏)‏‏)‏‏.‏

ما رواه عن سهيل إلا عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر، وهو منكر الحديث‏.‏

قال‏:‏ وقد رواه سهيل، عن عبد الرحمن بن أبي عياش، عن عبد الله بن عمرو موقوفاً‏.‏

قلت‏:‏ الموقوف على عبد الله بن عمرو بن العاص أشبه، فإنه قد كان وجد يوم اليرموك زاملتين مملوءتين كتباً من علوم أهل الكتاب، فكان يحدث منهما بأشياء كثيرة من الإسرائيليات، منها‏:‏ المعروف، والمشهور، والمنكور، والمردود‏.‏

فأما المعروف‏:‏ فتفرد به عبد الرحمن بن عبد الله بن عمرو بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، أبو القاسم المدني قاضيها‏.‏

قال فيه الإمام أحمد‏:‏ ليس بشيء، وقد سمعته منه، ثم مزقت حديثه، كان كذاباً، وأحاديثه مناكير‏.‏

وكذا ضعَّفه ابن معين، وأبو زرعة، وأبو حاتم، والجوزجاني، والبخاري، وأبو داود، والنسائي‏.‏

وقال ابن عدي‏:‏ عامة أحاديثه مناكير، وأفظعها حديث البحر‏.‏

قال علماء التفسير‏:‏ المتكلمون على العروض، والأطوال، والبحار، والأنهار، والجبال، والمساحات، وما في الأرض من المدن، والخراب والعمارات، والأقاليم السبعة الحقيقية، في اصطلاحهم، والأقاليم المتعددة العرفية، وما في البلدان والأقاليم من الخواص، والنباتات، وما يوجد في كل قطر من صنوف المعادن والتجارات‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 1/26‏)‏

قالوا‏:‏ الأرض مغمورة بالماء العظيم، إلا مقدار الربع منها، وهو‏:‏ تسعون درجة، والعناية الإلهية اقتضت انحسار الماء عن هذا القدر منها، لتعيش الحيوانات عليها، وتنبت الزرع، والثمار منها، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ * فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ * وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏ ‏[‏الرحمن‏:‏ 10 -13‏]‏‏.‏

قالوا‏:‏ المعمور من هذا البادي منها قريب الثلثين منه، أو أكثر قليلاً، وهو خمس وتسعون درجة‏.‏

قالوا‏:‏ فالبحر المحيط الغربي، ويقال له‏:‏ أوقيانوس، وهو الذي يتاخم بلاد المغرب، وفيه الجزائر الخالدات، وبينها وبين ساحله عشر درج، مسافة شهر تقريباً‏.‏

وهو بحر لا يمكن سلوكه، ولا ركوبه، لكثرة موجه، واختلاف ما فيه من الرياح والأمواج، وليس فيه صيد، ولا يستخرج منه شيء، ولا يسافر فيه لمتجر، ولا لغيره، وهو آخذ في ناحية الجنوب، حتى يسامت الجبال القمر‏.‏

ويقال جبال القمر، التي منها أصل منبع نيل مصر، ويتجاوز خط الإستواء، ثم يمتد شرقاً، ويصير جنوبي الأرض‏.‏

وفيه هناك جزائر الزابج، وعلى سواحله خراب كثير‏.‏ ثم يمتد شرقاً وشمالاً، حتى يتصل بحر الصين والهند‏.‏ ثم يمتد شرقاً حتى يسامت نهاية الأرض الشرقية المكشوفة‏.‏ وهناك بلاد الصين‏.‏

ثم ينعطف في شرق الصين، إلى جهة الشمال، حتى يجاوز بلاد الصين، ويسامت سد يأجوج، ومأجوج‏.‏

ثم ينعطف، ويستدير على أراضي غير معلومة الأحوال‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسافر بلا عنوان
عضوممتاز
عضوممتاز
مسافر بلا عنوان


عدد المساهمات : 577
تاريخ التسجيل : 01/07/2009
ركن التاريخ الاسلامى Flag

ركن التاريخ الاسلامى Empty
مُساهمةموضوع: رد: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى Emptyالأحد أغسطس 09, 2009 3:25 pm

ثم يمتد مغرباً في شمال الأرض، ويسامت بلاد الروس، ويتجاوزها، ويعطف مغرباً وجنوباً، ويستدير على الأرض، ويعود إلى جهة الغرب، وينبثق من الغربي، إلى متن الأرض الزقاق، الذي ينتهي أقصاه إلى أطراف الشام من الغرب‏.‏

ثم يأخذ في بلاد الروم، حتى يتصل بالقسطنطينية وغيرها من بلادهم‏.‏

وينبعث من المحيط الشرقي بحار أخر، فيها جزائر كثيرة، حتى إنه يقال‏:‏ إن في بحر الهند ألف جزيرة، وسبعمائة جزيرة، فيها مدن، وعمارات، سوى الجزائر العاطلة، ويقال لها‏:‏ البحر الأخضر‏.‏ فشرقيه بحر الصين، وغربيه بحر اليمن، وشماله بحر الهند، وجنوبيه غير معلوم‏.‏

وذكروا أن بين بحر الهند، وبحر الصين، جبالاً فاصلة بينهما، وفيها فجاج يسلك المراكب بينها، يسيرها لهم الذي خلقها، كما جعل مثلها في البر أيضاً، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجاً سُبُلاً لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ‏}‏ ‏[‏الأنبياء‏:‏ 31‏]‏‏.‏

وقد ذكر بطليموس أحد ملوك الهند، في كتابه المسمى ‏(‏بالمجسطي‏)‏ الذي عُرب في زمان المأمون، وهو أصل هذه العلوم، أن البحار المتفجرة من المحيط الغربي والشرقي، والجنوبي والشمالي، كثيرة جداً‏.‏

فمنها ما هو واحد، ولكن يسمى بحسب البلاد المتاخمة له‏.‏ فمن ذلك بحر القلزم‏.‏ والقلزم‏:‏ قرية على ساحله، قريب من أيلة‏.‏

وبحر فارس، وبحر الخزرة، وبحر ورنك، وبحر الروم، وبحر بنطش، وبحر الأزرق، مدينة على ساحله‏.‏ وهو بحر القرم أيضاً، ويتضايق حتى يصب في بحر الروم، عند جنوبي القسطنطينية، وهو خليج القسطنطينية‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 1/ 27‏)‏

ولهذا تسرع المراكب في سيرها من القرم إلى بحر الروم، وتبطيء إذا جاءت من الإسكندرية إلى القرم، لاستقبالها جريان الماء‏.‏

وهذا من العجائب في الدنيا، فإن كل ماء جار، فهو حلو إلا هذا، وكل بحر راكد، فهو ملح أجاج، إلا ما يذكر عن بحر الخزر، وهو بحر جرجان، وبحر طبرستان، أن فيه قطعة كبيرة ماء حلواً فراتاً، على ما أخبر به المسافرون عنه‏.‏

قال أهل الهيئة‏:‏ وهو بحر مستدير الشكل إلى الطول ما هو‏.‏ وقيل‏:‏ إنه مثلث كالقلع، وليس هو متصلاً بشيء من البحر المحيط، بل منفرد وحده، وطوله ثمانمائة ميل، وعرضه ستمائة، وقيل أكثر من ذلك، والله أعلم‏.‏

ومن ذلك‏:‏ البحر الذي يخرج منه المد والجزر، عند البصرة، وفي بلاد المغرب، نظيره أيضاً يتزايد الماء من أول الشهر، ولا يزال في زيادة إلى تمام الليلة الرابعة عشر منه، وهو المد‏.‏

ثم يشرع في النقص، وهو الجزر، إلى آخر الشهر‏.‏

وقد ذكروا تحديد هذه البحار، ومبتداها، ومنتهاها، وذكروا ما في الأرض من البحيرات المجتمعة من الأنهار، وغيرها من السيول، وهي البطائح‏.‏

وذكروا ما في الأرض من الأنهار المشهورة الكبار، وذكروا ابتداءها وانتهاءها، ولسنا بصدد بسط ذلك والتطويل فيه، وإنما نتكلم على ما يتعلق بالأنهار الوارد ذكرها في الحديث‏.‏

وقد قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ * وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ‏}‏ ‏[‏إبراهيم‏:‏ 23-34‏]‏‏.‏

ففي ‏(‏الصحيحين‏)‏‏:‏ من طريق قتادة، عن أنس بن مالك، عن مالك بن صعصعة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما ذكر سدرة المنتهى، قال‏:‏

‏(‏‏(‏فإذا يخرج من أصلها نهران باطنان، ونهران ظاهران‏.‏

فأما الباطنان‏:‏ ففي الجنة، وأما الظاهران‏:‏ فالنيل، والفرات‏)‏‏)‏‏.‏

وفي لفظ في البخاري‏:‏ وعنصرهما أي مادتهما، أو شكلهما، وعلى صفتهما، ونعتهما، وليس في الدنيا مما في الجنة، إلا سماوية‏.‏

وفي ‏(‏صحيح مسلم‏)‏‏:‏ من حديث عبيد الله بن عمر، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏(‏‏(‏سيحان، وجيحان، والفرات، والنيل، كل من أنهار الجنة‏)‏‏)‏‏.‏

وقال الإمام أحمد‏:‏ حدثنا ابن نمير، ويزيد، أنبأنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏(‏‏(‏فجرت أربعة أنهار من الجنة‏:‏ الفرات، والنيل، وسيحان، وجيحان‏)‏‏)‏‏.‏ وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم‏.‏

وكأن المراد، والله أعلم من هذا‏:‏ أن هذه الأنهار تشبه أنهار الجنة في صفائها وعذوبتها وجريانها، ومن جنس تلك في هذه الصفات ونحوها، كما قال في الحديث الآخر، الذي رواه الترمذي، وصححه من طريق سعيد بن عامر، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏(‏‏(‏العجوة من الجنة، وفيها شفاء من السم‏)‏‏)‏‏.‏

أي تشبه ثمر الجنة، لا أنها مجتناة من الجنة، فإن الحس يشهد بخلاف ذلك، فتعين أن المراد غيره‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 1/28‏)‏

وكذا قوله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏(‏‏(‏الحمى من فيح جهنم، فأبردوها بالماء‏)‏‏)‏‏.‏

وكذا قوله‏:‏ ‏(‏‏(‏إذا اشتد الحمى، فأبردوها بالماء، فإن شدة الحر من فيح جهنم‏)‏‏)‏‏.‏

وهكذا هذه الأنهار، أصل منبعها مشاهد من الأرض‏.‏

أما النيل‏:‏ وهو النهر الذي ليس في أنهار الدنيا له نظير في خفته، ولطافته، وبعد مسراه فيما بين مبتداه إلى منتهاه؛ فمبتداه من الجبال القمر، أي البيض‏.‏ ومنهم من يقول‏:‏ جبال القمر بالإضافة إلى الكواكب، وهي‏:‏ في غربي الأرض، وراء خط الإستواء، إلى الجانب الجنوبي‏.‏

ويقال‏:‏ إنها حمر ينبع من بينها عيون، ثم يجتمع من عشر مسيلات متباعدة، ثم يجتمع كل خمسة منها في بحر، ثم يخرج منها أنهار ستة، ثم يجتمع كلها في بحيرة أخرى، ثم يخرج منها نهر واحد هو‏:‏ النيل، فيمر على بلاد السودان الحبشة، ثم على النوبة، ومدينتها العظمى دمقلة، ثم على أسوان، ثم يفدُ على ديار مصر‏.‏

وقد تحمل إليها من بلاد الحبشة زيادات أمطارها، واجترف من ترابها، وهي محتاجة إليهما معاً، لأن مطرها قليل، لا يكفي زروعها، وأشجارها‏.‏

وتربتها رمال، لا تنبت شيئاً، حتى يجيء النيل بزيادته وطينه، فينبت فيه ما يحتاجون إليه، وهي من أحق الأراضي، بدخولها في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ‏}‏ ‏[‏السجدة‏:‏ 27‏]‏‏.‏

ثم يجاوز النيل مصر قليلاً، فيفترق شطرين عند قرية على شاطئه، يقال لها‏:‏ شطنوف، فيمر الغربي على رشيد، ويصب في البحر المالح‏.‏

وأما الشرقي‏:‏ فتفترق أيضاً عند جوجر فرقتين، تمر الغربية منهما على دمياط من غربيها، ويصب في البحر‏.‏ والشرقية منهما تمر على أشمون طناح، فيصب هناك في بحيرة شرقي دمياط، يقال لها بحيرة تنيس، وبحيرة دمياط‏.‏

وهذا بعد عظيم فيما بين مبتداه إلى منتهاه‏.‏ ولهذا كان ألطف المياه‏.‏

قال ابن سينا‏:‏ له خصوصيات دون مياه سائر الأرض‏.‏

فمنها‏:‏ أنه أبعدها مسافة من مجراه إلى أقصاه‏.‏

ومنها‏:‏ أنه يجري على صخور ورمال، ليس فيه خز، ولا طحلب، ولا أوحال‏.‏

ومنها‏:‏ أنه لا يخضر فيه حجر، ولا حصاة، وما ذاك إلا لصحة مزاجه، وحلاوته، ولطافته‏.‏

ومنها‏:‏ أن زيادته في أيام نقصان سائر الأنهار، ونقصانه في أيام زيادتها وكثرتها‏.‏

وأما ما يذكره بعضهم من أن أصل منبع النيل من مكان مرتفع، اطلع عليه بعض الناس، فرأى هناك هولاً عظيماً، وجواري حساناً، وأشياء غريبة، وأن الذي اطلع على ذلك، لا يمكنه الكلام بعد هذا، فهو من خرافات المؤرخين، وهذيانات الأفاكين‏.‏

وقد قال عبدالله بن لهيعة، عن قيس بن الحجاج، عمن حدثه قال‏:‏ لما فتح عمرو بن عاص مصر، أتى أهلها إليه، حين دخل شهر بؤنة من أشهر العجم القبطية، فقالوا‏:‏ أيها الأمير إن لنيلنا هذا سنة، لا يجري إلا بها‏.‏

فقال لهم‏:‏ وما ذاك‏؟‏

قالوا‏:‏ إذا كان لثنتي عشرة ليلة، خلت من هذا الشهر، عمدنا إلى جارية بكر بين أبويها، فأرضينا أبويها، وجعلنا عليها من الحلي، والثياب أفضل ما يكون، ثم ألقيناها في هذا النيل، فقال لهم عمرو‏:‏

إن هذا لا يكون في الإسلام، وإن الإسلام يهدم ما قبله، فأقاموا بؤنة، والنيل لا يجري لا قليلاً، ولا كثيراً‏.‏

وفي رواية‏:‏ فأقاموا بؤنة، وأبيب، ومسرى، وهو لا يجري، حتى هموا بالجلاء‏.‏

فكتب عمرو إلى عمر بن الخطاب بذلك، فكتب إليه عمر‏:‏ إنك قد أصبت بالذي فعلت، وإني قد بعثت إليك بطاقة، داخل كتابي هذا، فألقها في النيل‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 1/ 29‏)‏

فلما قدِمَ كتابه، أخذ عمرو البطاقة، ففتحها، فإذا فيها‏:‏ من عبد الله عمر، أمير المؤمنين، إلى نيل مصر، أما بعد‏:‏

فإن كنت تجري من قبلك، فلا تجرِ، وإن كان الله الواحد القهار هو الذي يجريك، فنسأل الله أن يجريك‏.‏

فألقى عمرو البطاقة في النيل، فأصبح يوم السبت‏.‏ وقد أجرى الله النيل، ستة عشر ذراعاً، في ليلة واحدة، وقطع الله تلك السنة، عن أهل مصر إلى اليوم‏.‏

وأما الفرات‏:‏ فأصلها من شمالي أررن الروم، فتمر إلى قرب ملطيه، ثم تمر على شميشاط، ثم على البيرة قبليها، ثم تشرق إلى بالس، وقلعة جعبر، ثم الرقة، ثم إلى الرحبة شماليها، ثم إلى عانة، ثم إلى هيت، ثم إلى الكوفة، ثم تخرج إلى فضاء العراق، ويصب في بطائح كبار، أي بحيرات وترد إليها، ويخرج منها أنهار كبار معروفة‏.‏

وأما سيحان‏:‏ ويقال له سيحون أيضاً، فأوله من بلاد الروم، ويجري من الشمال، والغرب، إلى الجنوب، والشرق، وهو غربي مجرى جيحان ودونه في القدر، وهو ببلاد الأرض التي تعرف اليوم ببلاد سيس، وقد كانت في أول الدولة الإسلامية في أيدي المسلمين‏.‏

فلما تغلب الفاطميون على الديار المصرية، وملكوا الشام وأعمالها، عجزوا عن صونها عن الأعداء، فتغلب تقفور الأرمني على هذه البلاد، أعني بلاد سيس، في حدود الثلاثمائة، وإلى يومنا هذا‏.‏ والله المسؤول عودها إلينا بحوله وقوته‏.‏

ثم يجتمع سيحان وجيحان عند أذنه فيصيران نهراً واحداً‏.‏ ثم يصبان في بحر الروم بين أياس، وطرسوس‏.‏

وأما جيحان‏:‏ ويقال له جيحون أيضاً، وتسميه العامة جاهان‏.‏ وأصله في بلاد الروم، ويسير في بلاد سيس، من الشمال إلى الجنوب، وهو يقارب الفرات في القدر، ثم يجتمع هو وسيحان عند أذنة، فيصيران نهراً واحداً، ثم يصبان في البحر عند اياس، وطرسوس، والله أعلم‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسافر بلا عنوان
عضوممتاز
عضوممتاز
مسافر بلا عنوان


عدد المساهمات : 577
تاريخ التسجيل : 01/07/2009
ركن التاريخ الاسلامى Flag

ركن التاريخ الاسلامى Empty
مُساهمةموضوع: رد: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى Emptyالأحد أغسطس 09, 2009 3:27 pm

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ * وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ* وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ‏}‏ ‏[‏الرعد‏:‏ 2-4‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ* أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ‏}‏ ‏[‏النمل‏:‏ 60-61‏]‏‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 1/30‏)‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ * يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ‏}‏ ‏[‏النحل‏:‏ 10-12‏]‏‏.‏

فذكر تعالى‏:‏ ما خلق في الأرض، من الجبال، والأشجار، والثمار، والسهول، والأوعار، وما خلق من صنوف المخلوقات، من الجمادات، والحيوانات في البراري، والقفار، والبر، والبحار، ما يدل على عظمته وقدرته وحكمته ورحمته بخلقه، وما سهل لكل دابة من الرزق الذي هي محتاجة إليه، في ليلها ونهارها، وصيفها وشتائها، وصباحها ومسائها‏.‏

كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ‏}‏ ‏[‏هود‏:‏ 6‏]‏‏.‏

وقد روى الحافظ أبو يعلى، عن محمد بن المثنى، عن عبيد بن واقد، عن محمد بن عيسى بن كيسان، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، عن عمر بن الخطاب قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏(‏‏(‏خلق الله ألف أمة، منها ستمائة في البحر، وأربعمائة في البر، وأول شيء يهلك من هذه الأمم الجراد، فإذا هلك تتابعت مثل النظام، إذا قطع سلكه‏)‏‏)‏‏.‏

عبيد بن واقد أبو عباد البصري، ضعفه أبو حاتم، وقال ابن عدي‏:‏ عامة ما يرويه لا يتابع عليه، وشيخه أضعف منه‏.‏

قال الفلاس والبخاري‏:‏ منكر الحديث‏.‏

وقال أبو زرعة‏:‏ لا ينبغي أن يحدث عنه‏.‏

وضعفه ابن حبان، والدارقطني، وأنكر عليه ابن عدي هذا الحديث بعينه وغيره، والله أعلم‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 38‏]‏‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسافر بلا عنوان
عضوممتاز
عضوممتاز
مسافر بلا عنوان


عدد المساهمات : 577
تاريخ التسجيل : 01/07/2009
ركن التاريخ الاسلامى Flag

ركن التاريخ الاسلامى Empty
مُساهمةموضوع: رد: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى Emptyالأحد أغسطس 09, 2009 3:33 pm

ذكر ما يتعلق بخلق السموات وما فيهن من الآيات

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

قد قدمنا أن خلق الأرض قبل خلق السماء، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 29‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ * ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ* فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ‏}‏ ‏[‏فصلت‏:‏ 9-12‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ءأنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا * وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا‏}‏ ‏[‏النازعات‏:‏ 27-30‏]‏، فإن الدحى غير الخلق، وهو بعد خلق السماء‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 1/31‏)‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ * الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقاً مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ * وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ‏}‏ ‏[‏الملك‏:‏ 1-5‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً * وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً‏}‏ ‏[‏النبأ‏:‏ 12-13‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقاً * وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً‏}‏ ‏[‏نوح‏:‏ 15-16‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً‏}‏ ‏[‏الطلاق‏:‏ 12‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُّنِيراً * وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً‏}‏ ‏[‏الفرقان‏:‏ 61-62‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ * وَحِفْظاً مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ * لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ * دُحُوراً وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ * إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ‏}‏ ‏[‏الصافات‏:‏ 6-10‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ * وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ * إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ‏}‏ ‏[‏الحجر‏:‏ 16-18‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُون‏}‏ ‏[‏الذاريات‏:‏ 47‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفاً مَّحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ * وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ‏}‏ ‏[‏الأنبياء 32-33‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ * وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ‏}‏ ‏[‏يس‏:‏ 37-40‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 96-97‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ‏}‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 54‏]‏‏.‏

والآيات في هذا كثيرة جداً، وقد تكلمنا على كل منها في التفسير‏.‏

والمقصود‏:‏ أنه تعالى يخبر عن خلق السموات وعظمة اتساعها، وارتفاعها، وأنها في غاية الحسن والبهاء، والكمال والسناء‏.‏

كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ‏}‏ ‏[‏الذاريات‏:‏ 7‏]‏، أي الخلق الحسن‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 1/32‏)‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ‏}‏ ‏[‏الملك‏:‏ 3-4‏]‏‏.‏ أي‏:‏ خاسئاً عن أن يرى فيها نقصاً أو خللاً، وهو حسير أي كليل ضعيف‏.‏

ولو نظر حتى يعي ويكل ويضعف لما اطلع على نقص فيها ولا عيب، لأنه تعالى قد أحكم خلقها وزين بالكواكب أفقها، كما قال‏:‏ ‏{‏وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ‏}‏ ‏[‏البروج‏:‏ 1‏]‏ أي‏:‏ النجوم‏.‏

وقيل‏:‏ محال الحرس التي يرمي منها بالشهب لمسترق السمع، ولا منافاة بين القولين‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ * وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ‏}‏ ‏[‏الحجر‏:‏ 16- 17‏]‏‏.‏

فذكر أنه زين منظرها بالكواكب الثوابت والسيارات، الشمس والقمر، والنجوم الزاهرات، وأنه صان حوزتها عن حلول الشياطين بها، وهذا زينة معنى فقال‏:‏ وحفظناها من كل شيطان رجيم‏.‏

كما قال‏:‏ ‏{‏إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ * وَحِفْظاً مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ * لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى‏}‏ ‏[‏الصافات‏:‏ 6- 7‏]‏‏.‏

قال البخاري في كتاب بدء الخلق، وقال قتادة‏:‏ ‏{‏وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ‏}‏ ‏[‏الملك‏:‏ 5‏]‏‏.‏

خلق هذه النجوم الثلاث، جعلها زينة للسماء، ورجوماً للشياطين، وعلامات يهتدى بها، فمن تأول بغير ذلك فقد أخطأ وأضاع نصيبه، وتكلف ما لا علم له به‏.‏

وهذا الذي قاله قتادة مصرح به في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِلشَّيَاطِينِ‏}‏ ‏[‏الملك‏:‏ 5‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 97‏]‏‏.‏

فمن تكلف غير هذه الثلاث، أي من علم أحكام ما تدل عليه حركاتها ومقارناتها في سيرها، وأن ذلك يدل على حوادث أرضية فقد أخطأ‏.‏

وذلك أن أكثر كلامهم في هذا الباب ليس فيه إلا حدس، وظنون كاذبة، ودعاوى باطلة، وذكر تعالى أنه خلق سبع سموات طباقاً أي‏:‏ واحدة فوق واحدة‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسافر بلا عنوان
عضوممتاز
عضوممتاز
مسافر بلا عنوان


عدد المساهمات : 577
تاريخ التسجيل : 01/07/2009
ركن التاريخ الاسلامى Flag

ركن التاريخ الاسلامى Empty
مُساهمةموضوع: رد: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى Emptyالأحد أغسطس 09, 2009 3:35 pm

واختلف أصحاب الهيئة‏:‏ هل هن متراكمات‏؟‏ أو متفاصلات بينهن خلاء‏؟‏ على قولين‏:‏

والصحيح الثاني لما قدمنا من حديث عبد الله بن عميرة، عن الأحنف، عن العباس في حديث الأوعال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏(‏‏(‏أتدرون كم بين السماء والأرض‏؟‏‏)‏‏)‏

قلنا‏:‏ الله ورسوله أعلم‏.‏

قال‏:‏ ‏(‏‏(‏بينهما مسيرة خمسمائة عام، ومن كل سماء إلى سماء خمسمائة سنة، وكثف كل سماء خمسمائة سنة‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏‏)‏‏.‏

الحديث بتمامه رواه أحمد، وأبو داود، وابن ماجه، والترمذي، وحسنه‏.‏

وفي ‏(‏الصحيحين‏)‏ من حديث أنس في حديث الإسراء قال فيه‏:‏

‏(‏‏(‏ووجد في السماء الدنيا آدم، فقال له جبريل‏:‏ هذا أبوك آدم فسلم عليه، فرد عليه السلام‏.‏

وقال‏:‏ مرحباً وأهلاً بابني، نعم الابن أنت - إلى أن قال - ثم عرج إلى السماء الثانية، وكذا ذكر في الثالثة، والرابعة، والخامسة، والسادسة، والسابعة‏)‏‏)‏‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 1/33‏)‏

فدل على التفاضل بينها لقوله‏:‏ ‏(‏‏(‏ثم عرج بنا حتى أتينا السماء الثانية، فاستفتح فقيل من هذا‏؟‏‏)‏‏)‏ الحديث، وهذا يدل على ما قلناه، والله أعلم‏.‏

وقد حكى ابن حزم، وابن المنير، وأبو الفرج ابن الجوزي، وغير واحد من العلماء الإجماع على أن السموات‏:‏ كرة مستديرة‏.‏ واستدل على ذلك بقوله‏:‏ كل في فلك يسبحون‏.‏

قال الحسن‏:‏ يدورون، وقال ابن عباس‏:‏ في فلكة مثل فلكة المغزل‏.‏

قالوا‏:‏ ويدل على ذلك أن الشمس تغرب كل ليلة من المغرب، ثم تطلع في آخرها من المشرق، كما قال أمية ابن أبي الصلت‏.‏

والشمس تطلع كل آخر ليلة * حمراء مطلع لونها متورد

تأبى فلا تبدو لنا في رسلها * إلا معذبة وإلا تجلد

فأما الحديث الذي رواه البخاري حيث قال‏:‏ حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر حين غربت الشمس‏:‏

‏(‏‏(‏تدري أين تذهب‏؟‏‏)‏‏)‏

قلت‏:‏ الله ورسوله أعلم‏.‏

قال‏:‏ ‏(‏‏(‏فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش، فتستأذن فيؤذن لها، ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها، وتستأذن فلا يؤذن لها يقال لها‏:‏ ارجعي من حيث جئت، فتطلع من مغربها، فذلك قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ‏}‏ ‏[‏يس‏:‏ 38‏]‏‏)‏‏)‏‏.‏

هذا لفظه في بدء الخلق، ورواه في التفسير‏.‏

وفي التوحيد من حديث الأعمش أيضاً، ورواه مسلم في الإيمان من طريق الأعمش، ومن طريق يونس بن عبيد، وأبو داود من طريق الحكم بن عتبة، كلهم عن إبراهيم بن يزيد بن شريك، عن أبيه، عن أبي ذر به نحوه‏.‏

وقال الترمذي‏:‏ حسن صحيح‏.‏

إذا علم هذا فإنه حديث لا يعارض ما ذكرناه من استدارة الأفلاك التي هي السموات على أشهر القولين، ولا يدل على كرية العرش كما زعمه زاعمون قد أبطلنا قولهم فيما سلف، ولا يدل على أنها تصعد إلى فوق السموات من جهتنا حتى تسجد تحت العرش، بل هي تغرب عن أعيننا، وهي مستمرة في فلكها الذي هي فيه، وهو الرابع فيما قاله غير واحد من علماء التفسير‏.‏

وليس في الشرع ما ينفيه بل في الحس، وهو الكسوفات ما يدل عليه ويقتضيه، فإذا ذهبت فيه حتى تتوسطه، وهو وقت نصف الليل مثلاً في اعتدال الزمان، بحيث يكون بين القطبين الجنوبي والشمالي، فإنها تكون أبعد ما يكون من العرش لأنه مقبب من جهة وجه العالم، وهذا محل سجودها كما يناسبها‏.‏

كما أنها أقرب ما تكون من العرش وقت الزوال من جهتنا، فإذا كانت في محل سجودها، استأذنت الرب جل جلاله في طلوعها من الشرق، فيؤذن لها، فتبدو من جهة الشرق، وهي مع ذلك كارهة لعصاة بني آدم أن تطلع عليهم، ولهذا قال أمية‏:‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 1/34‏)‏

تأبى فلا تبدو لنا في رسلها * إلا معذبة وإلا تجلد

فإذا كان الوقت الذي يريد الله طلوعها من جهة مغربها تسجد على عادتها، وتستأذن في الطلوع من عادتها، فلا يؤذن لها، فجاء أنها تسجد أيضاً، ثم تستأذن، فلا يؤذن لها، ثم تسجد، فلا يؤذن لها، وتطول تلك الليلة كما ذكرنا في التفسير، فتقول‏:‏ يا رب إن الفجر قد اقترب، وإن المدى بعيد‏.‏

فيقال لها‏:‏ ارجعي من حيث جئت، فتطلع من مغربها‏.‏

فإذا رآها الناس آمنوا جميعاً، وذلك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل، أو كسبت في إيمانها خيراً، وفسروا بذلك قوله تعالى ‏{‏وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا‏}‏‏]‏ يس‏:‏ 38‏[‏

قيل‏:‏ لوقتها الذي تؤمر فيه تطلع من مغربها‏.‏

وقيل‏:‏ مستقرها‏:‏ موضعها الذي تسجد فيه تحت العرش‏.‏

وقيل‏:‏ منتهى سيرها، وهو آخر الدنيا‏.‏

وعن ابن عباس أنه قرأ‏:‏ والشمس تجري لا مستقر لها، أي‏:‏ ليست تستقر، فعلى هذا تسجد وهي سائرة‏.‏

ولهذا قال تعالى‏:‏ ‏{‏لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ‏}‏‏.‏‏[‏يس‏:‏ 40‏]‏‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسافر بلا عنوان
عضوممتاز
عضوممتاز
مسافر بلا عنوان


عدد المساهمات : 577
تاريخ التسجيل : 01/07/2009
ركن التاريخ الاسلامى Flag

ركن التاريخ الاسلامى Empty
مُساهمةموضوع: رد: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى Emptyالأحد أغسطس 09, 2009 3:38 pm

أي‏:‏ لا تدرك الشمس القمر، فتطلع في سلطانه ودولته، ولا هو أيضاً، ولا الليل سابق النهار، أي ليس سابقه بمسافة يتأخر ذاك عنه فيها، بل إذا ذهب النهار جاء الليل في أثره متعقباً له‏.‏

كما قال في الآية الأخرى‏:‏ ‏{‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ‏}‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 54‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً‏}‏ ‏[‏الفرقان‏:‏ 62‏]‏، أي‏:‏ يخلف هذا لهذا، وهذا لهذا، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

فالزمان المحقق ينقسم إلى ليل ونهار، وليس بينهما غيرهما، ولهذا قال تعالى‏:‏ ‏{‏يولج اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى‏}‏‏.‏ ‏[‏فاطر‏:‏ 13‏]‏ فيولج من هذا في هذا، أي يأخذ من طول هذا في قصر هذا، فيعتدلان كما في أول فصل الربيع، يكون الليل قبل ذلك طويلاً والنهار قصيراً، فلا يزال الليل ينقص، والنهار يتزايد، حتى يعتدلا، وهو أول الربيع‏.‏

ثم يشرع النهار يطول ويتزايد، والليل يتناقص حتى يعتدلا أيضاً في أول فصل الخريف‏.‏

ثم يشرع الليل يطول، ويقصر النهار إلى آخر فصل الخريف، ثم يترجح النهار قليلاً قليلاً، ويتناقص الليل شيئاً فشيئاً، حتى يعتدلا في أول فصل الربيع كما قدمنا، وهكذا في كل عام‏.‏

ولهذا قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ‏}‏ ‏[‏المؤمنون‏:‏ 80‏]‏ أي‏:‏ هو المتصرف في ذلك كله، الحاكم الذي لا يخالف ولا يمانع‏.‏

ولهذا يقول في ثلاث آيات عند ذكر السموات، والنجوم، والليل والنهار ‏{‏ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ‏}‏ ‏[‏يس‏:‏ 38‏]‏‏.‏

أي‏:‏ العزيز الذي قد قهركل شيء، ودان له كل شيء، فلا يمانع ولا يغالب، العليم بكل شيء، فقدر كل شيء تقديراً على نظام لا يختلف ولا يضطرب‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 1/35‏)‏

وقد ثبت في ‏(‏الصحيحين‏)‏، من حديث سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏(‏‏(‏قال الله‏:‏ يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر، وأنا الدهر، بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار‏)‏‏)‏‏.‏

وفي رواية‏:‏ ‏(‏‏(‏فأنا الدهر، أقلب ليله ونهاره‏)‏‏)‏‏.‏

قال العلماء كالشافعي، وأبي عبيد القاسم بن سلام، وغيرهما‏:‏ يسب الدهر، أي يقول‏:‏ فعل بنا الدهر كذا، يا خيبة الدهر، أيتم الأولاد، أرمل النساء‏.‏

قال الله تعالى‏:‏ ‏(‏‏(‏وأنا الدهر‏)‏‏)‏ أي‏:‏ أنا الدهر الذي يعنيه، فإنه فاعل ذلك، الذي أسنده إلى الدهر، والدهر مخلوق، وإنما فعل هذا هو الله، فهو يسب فاعل ذلك، ويعتقده الدهر، والله هو الفاعل لذلك، الخالق لكل شيء، المتصرف في كل شيء، كما قال‏:‏ ‏(‏‏(‏وأنا الدهر، بيدي الأمر، أقلب ليله ونهاره‏)‏‏)‏‏.‏

وكما قال تعالى‏:‏ ‏{‏قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 26- 27‏]‏‏.‏

‏(‏‏(‏إذا أقبل الليل من هاهنا، وأدبر النهار من هاهنا، وغربت الشمس، فقد أفطر الصائم‏)‏‏)‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ‏}‏ ‏[‏يونس‏:‏ 5-6‏]‏‏.‏

أي‏:‏ فاوت بين الشمس والقمر في نورهما، وفي شكلهما، وفي وقتهما، وفي سيرهما، فجعل هذا ضياء، وهو شعاع الشمس برهان ساطع، وضوء باهر، والقمر نوراً أي أضعف من برهان الشمس، وجعله مستفاداً من ضوئها، وقدره منازل أي‏:‏

يطلع أول ليلة من الشهر صغيراً ضئيلاً، قليل النور، لقربه من الشمس، وقلة مقابلته لها، فبقدر مقابلته لها يكون نوره‏.‏

ولهذا في الليلة الثانية يكون أبعد منها بضعف ما كان في الليلة الأولى، فيكون نوره بضعف النور أول ليلة‏.‏

ثم كلما بعُد ازداد نوره، حتى يتكامل إبداره ليلة مقابلته إياها من المشرق، وذلك ليلة أربع عشرة من الشهر‏.‏

ثم يشرع في النقص لاقترابه إليها من الجهة الأخرى إلى آخر الشهر، فيستتر، حتى يعود كما بدأ في أول الشهر الثاني‏.‏

فبه تعرف الشهور، وبالشمس تعرف الليالي والأيام، وبذلك تعرف السنين والأعوام، ولهذا قال تعالى‏:‏ ‏{‏هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ‏}‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً‏}‏ ‏[‏الإسراء‏:‏ 12‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 189‏]‏‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 1/36‏)‏

وقد بسطنا القول على هذا كله في التفسير، فالكواكب التي في السماء، منها سيارات، وهي المتخيرة في اصطلاح علماء التفسير، وهو علم غالبه صحيح، بخلاف علم الأحكام فإن غالبه باطل، ودعوى ما لا دليل عليه، وهي سبعة‏:‏

القمر في سماء الدنيا‏.‏

وعطارد في الثانية‏.‏

والزهرة في الثالثة‏.‏

والشمس في الرابعة‏.‏

والمريخ في الخامسة‏.‏

والمشتري في السادسة‏.‏

وزحل في السابعة‏.‏

وبقية الكواكب يسمونها الثوابت، وهي عندهم في الفلك الثامن، وهو الكرسي في اصطلاح كثير من المتأخرين‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسافر بلا عنوان
عضوممتاز
عضوممتاز
مسافر بلا عنوان


عدد المساهمات : 577
تاريخ التسجيل : 01/07/2009
ركن التاريخ الاسلامى Flag

ركن التاريخ الاسلامى Empty
مُساهمةموضوع: رد: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى Emptyالأحد أغسطس 09, 2009 3:40 pm

وقال آخرون‏:‏ بل الكواكب كلها في السماء الدنيا، ولا مانع من كون بعضها فوق بعض، وقد يستدل على هذا بقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِلشَّيَاطِينِ‏}‏ ‏[‏الملك‏:‏ 5‏]‏‏.‏

وبقوله‏:‏ ‏{‏فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ‏}‏ ‏[‏فصلت‏:‏ 12‏]‏‏.‏

فخص سماء الدنيا من بينهن بزينة الكواكب، فإن دل هذا على كونها مرصعة فيها فذاك، وإلا فلا مانع مما قاله الآخرون، والله أعلم‏.‏

وعندهم‏:‏ أن الأفلاك السبعة، بل الثمانية تدور بما فيها من الكواكب الثوابت، والسيارات تدور على خلاف فلكه من المغرب إلى المشرق، فالقمر يقطع فلكه في شهر‏.‏ والشمس تقطع فلكها وهو الرابع في سنة‏.‏

فإذا كان السيران ليس بينهما تفاوت، وحركاتهما متقاربة، كان قدر السماء الرابعة بقدر السماء الدنيا ثنتي عشرة مرة، وزحل يقطع فلكه وهو السابع في ثلاثين سنة، فعلى هذا يكون بقدر السماء الدنيا ثلاثمائة وستين مرة‏.‏

وقد تكلموا على مقادير أجرام هذه الكواكب، وسيرها، وحركاتها، وتوسعوا في هذه الأشياء حتى تعدوا إلى علم الأحكام، وما يترتب على ذلك من الحوادث الأرضية، ومما لا علم لكثير منهم به‏.‏

وقد كان اليونانيون الذين كانوا يسكنون الشام قبل زمن المسيح عليه السلام بدهور لهم في هذا كلام كثير، يطول بسطه، وهم الذين بنوا مدينة دمشق، وجعلوا لها أبواباً سبعة، وجعلوا على رأس كل باب هيكلاً على صفة الكواكب السبعة، يعبدون كل واحد في هيكله، ويدعونه بدعاء يأثره عنهم غير واحد من أهل التواريخ، وغيرهم‏.‏

وذكره صاحب السر المكتوم في مخاطبة الشمس والقمر والنجوم، وغيره من علماء الحرنانيين ‏(‏فلاسفة حران‏)‏ في قديم الزمان، وقد كانوا مشركين يعبدون الكواكب السبع، وهم طائفة من الصابئين‏.‏

ولهذا قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ‏}‏ ‏[‏فصلت‏:‏ 37‏]‏‏.‏

وقال تعالى إخباراً عن الهدهد‏:‏ أنه قال لسليمان عليه السلام مخبراً عن بلقيس وجنودها ملكة سبأ في اليمن وما والاها‏:‏ ‏{‏إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ * أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ‏}‏ ‏[‏النمل‏:‏ 23 -26‏]‏‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 1/37‏)‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ‏}‏‏[‏الحج‏:‏ 18‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّداً لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ * وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ * يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ‏}‏ ‏[‏النحل‏:‏ 48-50‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ‏}‏ ‏[‏الرعد‏:‏ 15‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً‏}‏ ‏[‏الإسراء‏:‏ 44‏]‏‏.‏ والآيات في هذا كثيرة جداً‏.‏

ولما كان أشرف الأجرام المشاهدة في السموات والأرض هي الكواكب، وأشرفهن منظراً، وأشرفهن معتبراً‏:‏ الشمس والقمر، استدل الخليل على بطلان إلهية شيء منهن، وذلك في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 76‏]‏‏.‏ أي للغائبين‏.‏

‏{‏فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَاقَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 77-79‏]‏‏.‏

فبين بطريق البرهان القطعي أن هذه الأجرام المشاهدات من الكواكب والقمر والشمس، لا يصلح شيء منها للألوهية، لأنها كلها مخلوقة مربوية، مدبرة مسخرة في سيرها، لا تحيد عما خلقت له، ولا تزيغ عنه إلا بتقدير متقن محرر، لا تضطرب ولا تختلف‏.‏

وذلك دليل على كونها مربوبة مصنوعة مسخرة مقهورة، ولهذا قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ‏}‏ ‏[‏فصلت‏:‏ 37‏]‏‏.‏

وثبت في ‏(‏الصحيحين‏)‏ في صلاة الكسوف، من حديث ابن عمر، وابن عباس، وعائشة وغيرهم، من الصحابة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته يومئذ‏:‏

‏(‏‏(‏إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله عز وجل، وإنهما لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته‏)‏‏)‏‏.‏

وقال البخاري في بدء الخلق‏:‏ حدثنا مسدد، حدثنا عبد العزيز بن المختار، حدثنا عبد الله الداناج، حدثني أبو سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏‏(‏الشمس والقمر مكوران يوم القيامة‏)‏‏)‏‏.‏

انفرد به البخاري‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 1/ 38‏)‏

وقد رواه الحافظ أبو بكر البزار بأبسط من هذا السياق، فقال‏:‏ حدثنا إبراهيم بن زياد البغدادي، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا عبد العزيز بن المختار، عن عبد الله الداناج، سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن زمن خالد بن عبد الله القسري في هذا المسجد -مسجد الكوفة- وجاء الحسن، فجلس إليه، فحدث قال‏:‏ حدثنا أبو هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏(‏‏(‏إن الشمس والقمر ثوران في النار يوم القيامة‏)‏‏)‏‏.‏

فقال الحسن‏:‏ وما دينهما‏؟‏

فقال‏:‏ أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقول وما دينهما‏.‏

ثم قال البزار لا يروى عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه، ولم يرو عبد الله الداناج عن أبي سلمه سوى هذا الحديث‏.‏

وروى الحافظ أبو يعلى الموصلي من طريق يزيد الرقاشي، وهو ضعيف، عن أنس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏(‏‏(‏الشمس والقمر ثوران عقيران في النار‏)‏‏)‏‏.‏

وقال ابن أبي حاتم‏:‏ حدثنا أبو سعيد الأشج، وعمر بن عبد الله الأزدي، حدثنا أبو أسامة، عن مجالد، عن شيخ من بجيلة، عن ابن عباس ‏{‏إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ‏}‏ ‏[‏التكوير‏:‏ 1‏]‏ قال‏:‏ يكور الله الشمس والقمر والنجوم يوم القيامة في البحر، ويبعث الله ريحاً دبوراً فتضرمها ناراً‏.‏

فدلت هذه الآثار على أن الشمس والقمر من مخلوقات الله، خلقها الله لما أراد، ثم يفعل فيها ما يشاء، وله الحجة الدافعة، والحكمة البالغة، فلا يسأل عما يفعل لعلمه وحكمته وقدرته، ومشيئته النافذة، وحكمه الذي لا يرد ولا يمانع ولا يغالب‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسافر بلا عنوان
عضوممتاز
عضوممتاز
مسافر بلا عنوان


عدد المساهمات : 577
تاريخ التسجيل : 01/07/2009
ركن التاريخ الاسلامى Flag

ركن التاريخ الاسلامى Empty
مُساهمةموضوع: رد: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى Emptyالأحد أغسطس 09, 2009 3:41 pm

وما أحسن ما أورده الإمام محمد بن إسحاق بن يسار في أول كتاب ‏(‏السيرة‏)‏ من الشعر لزيد بن عمرو بن نفيل، في خلق السماء والأرض، والشمس والقمر، وغير ذلك‏.‏

قال ابن هشام‏:‏ هي لأمية بن أبي الصلت‏:‏

إلى الله أهدي مدحتي وثنائيا * وقولا رضيا لا يني الدهر باقيا

إلى الملك الأعلى الذي ليس فوقه * إله ولا رب يكون مدانيا

ألا أيها الإنسان إياك والردى * فإنك لا تخفي من الله خافيا

وإياك لا تجعل مع الله غيره * فإن سبيل الرشد أصبح باديا

حنانيك إن الجن كانت رجاءهم * وأنت إلهي ربنا ورجائيا

رضيت بك اللهم ربا فلن أرى * أدين إلها غيرك الله ثانيا

وأنت الذي من فضل منّ ورحمة * بعثت إلى موسى رسولا مناديا

فقلت له اذهب وهارون فادعُ * إلى الله فرعون الذي كان طاغيا

‏(‏ج/ص‏:‏ 1/ 39‏)‏

وقولا له أأنت سويت هذه * بلا وتد حتى اطمأنت كما هيا

وقولا له آنت رفعت هذه * بلا عمد ارفق إذا بك بانيا

وقولا له آنت سويت وسطها * منيرا إذا ماجنه الليل هاديا

وقولا له من يرسل الشمس غدوة * فيصبح ما مست من الأرض ضاحيا

وقولا له من ينبت الحب في الثرى * فيصبح منه البقل يهتز رابيا

ويخرج منه حبه في رؤسه * وفي ذاك آيات لمن كان واعيا

وأنت بفضل منك نجيت يونسا * وقد بات في أضعاف حوت لياليا

وإني لو سبحت باسمك ربنا * لأكثر إلا ما غفرت خطائيا

فرب العباد ألق سيبا ورحمة * علي وبارك في بني وماليا

فإذا علم هذا، فالكواكب التي في السماء من الثوابت والسيارات الجميع مخلوقة، خلقها الله تعالى كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ‏}‏ ‏[‏فصلت‏:‏ 12‏]‏‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسافر بلا عنوان
عضوممتاز
عضوممتاز
مسافر بلا عنوان


عدد المساهمات : 577
تاريخ التسجيل : 01/07/2009
ركن التاريخ الاسلامى Flag

ركن التاريخ الاسلامى Empty
مُساهمةموضوع: رد: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى Emptyالأحد أغسطس 09, 2009 3:42 pm

وأما ما يذكره كثير من المفسرين في قصة هاروت وماروت، من أن الزهرة كانت امرأة، فراوداها على نفسها، فأبت إلا أن يعلماها الاسم الأعظم، فعلماها فقالته، فرفعت كوكباً إلى السماء، فهذا أظنه من وضع الإسرائيليين، وإن كان قد أخرجه كعب الأحبار، وتلقاه عنه طائفة من السلف، فذكروه على سبيل الحكاية، والتحديث عن بني إسرائيل‏.‏

وقد روى الإمام أحمد، وابن حبان في ‏(‏صحيحه‏)‏، في ذلك حديثاً رواه أحمد، عن يحيى ابن بكير، عن زهير بن محمد، عن موسى بن جبير، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكر القصة بطولها‏.‏

وفيه‏:‏ ‏(‏‏(‏فمثلت لهما الزهرة امرأة من أحسن البشر، فجاءتهما، فسألاها نفسها‏)‏‏)‏ وذكر القصة‏.‏

وقد رواه عبد الرزاق في ‏(‏تفسيره‏)‏ عن الثوري، عن موسى بن عقبة، عن سالم، عن كعب الأحبار به‏.‏ وهذا أصح وأثبت‏.‏

وقد روى الحاكم في ‏(‏مستدركه‏)‏ هو ابن أبي حاتم في ‏(‏تفسيره‏)‏ عن ابن عباس، فذكره، وقال فيه‏:‏ ‏(‏‏(‏وفي ذلك الزمان امرأة حسنها في النساء كحسن الزهرة في سائر الكواكب‏)‏‏)‏ وذكر تمامه‏.‏

وهذا أحسن لفظ روي في هذه القصة، والله أعلم‏.‏

وهكذا الحديث الذي رواه الحافظ أبو بكر البزار‏:‏ حدثنا محمد بن عبد الملك الواسطي، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا مبشر بن عبيد، عن يزيد بن أسلم، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

وحدثنا عمرو بن عيسى، حدثنا عبد الأعلى، حدثنا إبراهيم بن يزيد، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر سهيلاً فقال‏:‏

‏(‏‏(‏كان عشاراً ظلوماً، فمسخه الله شهاباً‏)‏‏)‏‏.‏

ثم قال‏:‏ لم يروه عن زيد بن أسلم إلا مبشر بن عبيد، وهو ضعيف الحديث‏.‏ ولا عن عمرو بن دينار إلا إبراهيم بن يزيد وهو لين الحديث‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 1/ 40‏)‏

وإنما ذكرناه على ما فيه من علة، لأنا لم نحفظه إلا من هذين الوجهين‏.‏ قلت‏:‏ أما مبشر بن عبيد القرشي فهو أبو حفص الحمصي، وأصله من الكوفة، فقد ضعفه الجميع، وقال فيه الإمام أحمد، والدارقطني‏:‏ كان يضع الحديث، ويكذب‏.‏

وأما إبراهيم بن يزيد فهو - الخوزي - وهو ضعيف باتفاقهم، قال فيه أحمد، والنسائي‏:‏ متروك‏.‏

وقال ابن معين‏:‏ ليس بثقة، وليس بشيء‏.‏

وقال البخاري‏:‏ سكتوا عنه‏.‏

وقال أبو حاتم، وأبو زرعة‏:‏ منكر الحديث، ضعيف الحديث‏.‏

ومثل هذا الإسناد لا يثبت به شيء بالكلية، وإذا أحسنا الظن قلنا‏:‏ هذا من أخبار بني إسرائيل كما تقدم من رواية ابن عمر عن كعب الأحبار، ويكون من خرافاتهم التي لا يعول عليها، والله أعلم‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسافر بلا عنوان
عضوممتاز
عضوممتاز
مسافر بلا عنوان


عدد المساهمات : 577
تاريخ التسجيل : 01/07/2009
ركن التاريخ الاسلامى Flag

ركن التاريخ الاسلامى Empty
مُساهمةموضوع: رد: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى Emptyالأحد أغسطس 09, 2009 3:45 pm

المجرة وقوس قزح

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ال أبو القاسم الطبراني‏:‏ حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا عارم أبو النعمان، حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس‏:‏ أن هرقل كتب إلى معاوية وقال‏:‏ إن كان بقي فيهم شيء من النبوة، فسيخبرني عما أسألهم عنه‏.‏

قال‏:‏ فكتب إليه يسأله عن المجرة، وعن القوس، وعن بقعة لم تصبها الشمس إلا ساعة واحدة‏.‏

قال‏:‏ فلما أتى معاوية الكتاب والرسول، قال‏:‏ إن هذا الشيء ما كنت آبه له أن أسأل عنه إلى يومي هذا، من لهذا‏؟‏

قيل‏:‏ ابن عباس، فطوى معاوية كتاب هرقل، فبعث به إلى ابن عباس، فكتب إليه‏:‏

أن القوس أمان لأهل الأرض من الغرق، والمجرة‏:‏ باب السماء الذي تنشق منه الأرض، وأما البقعة التي لم تصبها الشمس إلا ساعة من النهار‏:‏ فالبحر الذي أفرج عن بني إسرائيل‏.‏

وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس رضي الله عنه‏.‏

فأما الحديث الذي رواه الطبراني؛ حدثنا أبو الزنباع‏:‏ روح بن الفرج، حدثنا إبراهيم بن مخلد، حدثنا الفضل بن المختار، عن محمد بن مسلم الطائفي، عن ابن أبي يحيى، عن مجاهد، عن جابر بن عبد الله قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏(‏‏(‏يا معاذ‏.‏‏.‏ إني مرسلك إلى قوم أهل كتاب، فإذا سُئلت عن المجرة التي في السماء، فقل‏:‏ هي لعاب حية تحت العرش‏)‏‏)‏‏.‏

فإنه حديث منكر جداً، بل الأشبه أنه موضوع، وراويه الفضل بن المختار هذا أبو سهل البصري، ثم انتقل إلى مصر‏.‏

قال فيه أبو حاتم الرازي‏:‏ هو مجهول، حدث بالأباطيل‏.‏

وقال الحافظ أبو الفتح الأزدي‏:‏ منكر الحديث جداً‏.‏

وقال ابن عدي‏:‏ لا يتابع على أحاديثه، لا متناً ولا إسناداً‏.‏

‏(‏ج/ص‏:‏ 1/41‏)‏

وقال الله تعالى‏:‏ ‏{‏هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ * وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ‏}‏ ‏[‏الرعد‏:‏ 12-13‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 164‏]‏‏.‏

وروى الإمام أحمد، عن يزيد بن هارون، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن شيخ من بني غفار قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏(‏‏(‏إن الله ينشئ السحاب، فينطق أحسن النطق، ويضحك أحسن الضحك‏)‏‏)‏‏.‏

وروى موسى بن عبيدة بن سعد بن إبراهيم أنه قال‏:‏ إن نطقه الرعد، وضحكه البرق‏.‏

وقال ابن أبي حاتم‏:‏ حدثنا أبي، حدثنا هشام، عن عبيد الله الرازي، عن محمد بن مسلم قال‏:‏ بلغنا أن البرق ملك له أربعة وجوه‏:‏ وجه إنسان، ووجه ثور، ووجه نسر، ووجه أسد، فإذا مصع بذنبه فذاك البرق‏.‏

وقد روى الإمام أحمد، والترمذي، والنسائي، والبخاري في كتاب الأدب، والحاكم في ‏(‏مستدركه‏)‏ من حديث الحجاج بن أرطاة، حدثني ابن مطر، عن سالم، عن أبيه، قال‏:‏

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمع الرعد والصواعق قال‏:‏ ‏(‏‏(‏اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك‏)‏‏)‏‏.‏

وروى ابن جرير من حديث ليث، عن رجل، عن أبي هريرة رفعه‏:‏

كان إذا سمع الرعد قال‏:‏ ‏(‏‏(‏سبحان من يسبح الرعد بحمده‏)‏‏)‏‏.‏

وعن علي أنه كان يقول‏:‏ سبحان من سبحت له‏.‏

وكذا عن ابن عباس، والأسود بن يزيد، وطاوس، وغيرهم‏.‏

وروى مالك، عن عبد الله بن عمر أنه كان إذا سمع الرعد ترك الحديث، وقال‏:‏ سبحان من يسبح الرعد بحمده، والملائكة من خيفته، ويقول‏:‏ إن هذا وعيد شديد لأهل الأرض‏.‏

وروى الإمام أحمد، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏(‏‏(‏قال ربكم‏:‏ لو أن عبيدي أطاعوني لأسقيتهم المطر بالليل، وأطلعت عليهم الشمس بالنهار، ولما أسمعتهم صوت الرعد، فاذكروا الله، فإنه لا يصيب ذاكراً‏)‏‏)‏‏.‏

وكل هذا مبسوط في التفسير، ولله الحمد والمنة‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسافر بلا عنوان
عضوممتاز
عضوممتاز
مسافر بلا عنوان


عدد المساهمات : 577
تاريخ التسجيل : 01/07/2009
ركن التاريخ الاسلامى Flag

ركن التاريخ الاسلامى Empty
مُساهمةموضوع: رد: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى Emptyالأحد أغسطس 09, 2009 3:53 pm

خلق الملائكة وصفاتهم

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏‏.‏ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ * وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ‏}‏ ‏[‏الأنبياء‏:‏ 26-29‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ‏}‏ ‏[‏الشورى‏:‏ 5‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ‏}‏ ‏[‏غافر‏:‏ 7-8‏]‏‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 1/42‏)‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ‏}‏ ‏[‏فصلت‏:‏ 38‏]‏‏.‏

وقال‏:‏ ‏{‏وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ‏}‏ ‏[‏الأنبياء‏:‏ 19-20‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ *وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ‏}‏ ‏[‏الصافات‏:‏ 164-166‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً‏}‏ ‏[‏مريم‏:‏ 64‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ‏}‏ ‏[‏الإنفطار‏:‏ 10-12‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ‏}‏ ‏[‏المدثر‏:‏ 31‏]‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ‏}‏ ‏[‏الرعد‏:‏ 23-24‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ‏}‏ ‏[‏فاطر‏:‏ 1‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلاً * الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْماً عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيراً‏}‏ ‏[‏الفرقان‏:‏ 25‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوّاً كَبِيراً * يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً‏}‏ ‏[‏الفرقان‏:‏ 21-22‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 98‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ‏}‏ ‏[‏التحريم‏:‏ 6‏]‏‏.‏

والآيات في ذكر الملائكة كثيرة جداً، يصفهم تعالى بالقوة في العبادة، وفي الخلق، وحسن المنظر، وعظمة الأشكال، وقوة الشكل في الصور المتعددة، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَمَّا جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ * وَجَاءهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ‏}‏ ‏[‏هود‏:‏ 76 - 77‏]‏ الآيات‏.‏

فذكرنا في التفسير ما ذكره غير واحد من العلماء، من أن الملائكة تبدو لهم في صورة شباب حسان، امتحاناً واختباراً، حتى قامت على قوم لوط الحجة، وأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر‏.‏

وكذلك كان جبريل يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم في صفات متعددة؛ فتارة يأتي في صورة دحية بن خليفة الكلبي، وتارة في صورة أعرابي، وتارة في صورته التي خلق عليها‏.‏

له ستمائة جناح، ما بين كل جناحين، كما بين المشرق والمغرب، كما رآه على هذه الصفة مرتين‏.‏

مرة منهبطاً من السماء إلى الأرض، وتارة عند سدرة المنتهى، عندها جنة المأوى‏.‏

وهو قوله تعالى‏:‏ ‏{‏عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى‏}‏ ‏[‏النجم‏:‏ 5 - 8‏]‏‏.‏

أي جبريل‏:‏ كما ذكرناه عن غير واحد من الصحابة، منهم ابن مسعود، وأبو هريرة، وأبو ذر، وعائشة ‏{‏فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى‏}‏ ‏[‏النجم‏:‏ 9 - 10‏]‏ أي‏:‏ إلى عبد الله محمد صلى الله عليه وسلم‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 1/43‏)‏

ثم قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى‏}‏ ‏[‏النجم‏:‏ 13- 17‏]‏‏.‏
في أحاديث الإسراء، في سورة سبحان، أن سدرة المنتهى، في السماء السابعة‏.‏

وفي رواية في السادسة، أي أصلها وفروعها في السابعة، فلما غشيها من أمر الله ما غشيها‏.‏

قيل‏:‏ غشيها نور الرب جل جلاله‏.‏

وقيل‏:‏ غشيها فراش من ذهب‏.‏

وقيل‏:‏ غشيها ألوان متعددة كثيرة غير منحصرة‏.‏

وقيل‏:‏ غشيها الملائكة مثل الغربان‏.‏

وقيل‏:‏ غشيها من نور الله تعالى فلا يستطيع أحد أن ينعتها‏.‏ أي من حسنها وبهائها‏.‏

ولا منافاة بين هذه الأقوال، إذ الجميع ممكن حصوله في حال واحدة‏.‏

وذكرنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏‏(‏ثم رفعت لي سدرة المنتهى، فإذا نبقها كالقلال‏)‏‏)‏‏.‏

وفي رواية‏:‏ ‏(‏‏(‏كقلال هجر، وإذا ورقها كآذان الفيلة‏)‏‏)‏ وإذا يخرج من أصلها نهران باطنان، ونهران ظاهران‏.‏ فأما الباطنان ففي الجنة‏.‏ وأما الظاهران فالنيل والفرات‏.‏

وتقدم الكلام على هذا في ذكر خلق الأرض، وما فيها من البحار والأنهار‏.‏

وفيه‏:‏ ‏(‏‏(‏ثم رفع لي البيت المعمور، وإذا هو يدخله في كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لا يعودونه إليه آخر ما عليهم‏)‏‏)‏‏.‏

وذكر أنه وجد إبراهيم الخليل عليه السلام، مستنداً ظهره إلى البيت المعمور‏.‏ وذكرنا وجه المناسبة في هذا أن البيت المعمور، هو في السماء السابعة بمنزلة الكعبة في الأرض‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسافر بلا عنوان
عضوممتاز
عضوممتاز
مسافر بلا عنوان


عدد المساهمات : 577
تاريخ التسجيل : 01/07/2009
ركن التاريخ الاسلامى Flag

ركن التاريخ الاسلامى Empty
مُساهمةموضوع: رد: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى Emptyالأحد أغسطس 09, 2009 3:56 pm

عن خالد بن عرعرة، أن ابن الكوا سأل علي بن أبي طالب عن البيت المعمور فقال‏:‏ هو مسجد في السماء يقال له‏:‏ الضُراح، وهو بحيال الكعبة من فوقها‏.‏ حرمته في السماء كحرمة البيت في الأرض، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفاً من الملائكة، لا يعودون إليه أبداً‏.‏

وهكذا روى علي بن ربيعة، وأبو الطفيل، عن علي مثله‏.‏

وقال الطبراني‏:‏ أنبأنا الحسن بن علوية القطان، حدثنا إسماعيل بن عيسى العطار، حدثنا إسحاق بن بشر أبو حذيفة، حدثنا ابن جريج، عن صفوان بن سليم، عن كريب، عن ابن عباس، قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏(‏‏(‏البيت المعمور في السماء، يقال له‏:‏ الضُراح، وهو على مثل البيت الحرام بحياله، لو سقط لسقط عليه، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لا يرونه قط، فإن له في السماء حرمة على قدر حرمة مكة‏)‏‏)‏ يعني في الأرض‏.‏

وهكذا قال العوفي، عن ابن عباس، ومجاهد، وعكرمة، والربيع بن أنس، والسدي، وغير واحد، وقال قتادة‏:‏ ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوماً لأصحابه‏:‏

‏(‏‏(‏هل تدرون ما البيت المعمور‏؟‏ قالوا الله ورسوله أعلم، قال‏:‏ قال‏:‏ مسجد في السماء بحيال الكعبة، لو خر لخر عليها، يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك، إذا خرجوا منه لم يعودوا آخر ما عليهم‏)‏‏)‏‏.‏

وزعم الضحاك أنه تعمره طائفة من الملائكة، يقال لهم‏:‏ الجن، من قبيلة إبليس لعنه الله، كان يقول‏:‏ سدنته وخدامه منهم، والله أعلم‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 1/44‏)‏

وقال آخرون‏:‏ في كل سماء بيت، يعمره ملائكته بالعبادة فيه، ويفدون إليه بالنوبة والبدل، كما يعمر أهل الأرض البيت العتيق بالحج في كل عام، والاعتمار في كل وقت، والطواف والصلاة في كل آن‏.‏

قال سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، في أوائل كتابه المغازي‏:‏ حدثنا أبو عبيد في حديث مجاهد أن الحرم حرم مناه، يعني قدره من السماوات السبع، والأرضين السبع، وأنه رابع أربعة عشر بيتاً في كل سماء بيت، وفي كل أرض بيت، لو سقطت سقط بعضها على بعض‏.‏

ثم روى مجاهد، قال‏:‏ مناه أي مقابله، وهو حرف مقصور‏.‏

ثم قال‏:‏ حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن أبي سليمان مؤذن الحجاج، سمعت عبد الله بن عمرو يقول‏:‏ إن الحرم محرم في السموات السبع، مقداره من الأرض، وإن بيت المقدس، مقدس في السماوات السبع، مقداره من الأرض‏.‏ كما قال بعض الشعراء‏:‏

إن الذي سمك السماء بنى لها * بيتا دعائمه أشد وأطول

واسم البيت الذي في السماء‏:‏ بيت العزة، واسم الملك الذي هو مقدم الملائكة فيها‏:‏ إسماعيل‏.‏ فعلى هذا يكون السبعون ألفاً من الملائكة الذين يدخلون في كل يوم، إلى البيت المعمور، ثم لا يعودون إليه، آخر ما عليهم، أي لا يحصل لهم نوبة فيه إلى آخر الدهر‏.‏ يكونون من سكان السماء السابعة وحدها‏.‏

ولهذا قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ‏}‏ ‏[‏المدثر‏:‏ 31‏]‏‏.‏

وقال الإمام أحمد‏:‏ حدثنا أسود بن عامر، حدثنا إسرائيل، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن مورق، عن أبي ذر، قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏(‏‏(‏إني أرى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون، أطت السماء وحق لها أن تئط، ما فيها موضع أربع أصابع إلا عليه ملك ساجد، لو علمتم ما أعلم لضحكتم قليلاً، ولبكيتم كثيراً، ولما تلذذتم بالنساء على الفرشات، ولخرجتم إلى الصعدات، تجأرون إلى الله عز وجل‏)‏‏)‏‏.‏

فقال أبو ذر‏:‏ والله لوددت أني شجرة تعضد‏.‏

ورواه الترمذي، وابن ماجه، من حديث إسرائيل فقال الترمذي‏:‏ حسن غريب‏.‏ ويروى عن أبي ذر موقوفاً‏.‏

وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني‏:‏ حدثنا حسين بن عرفة المصري، حدثنا عروة بن عمران الرقي، حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن عبد الكريم بن مالك، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر بن عبد الله قال‏:‏

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏‏(‏ما في السماوات السبع موضع قدم، ولا شبر، ولا كف، إلا وفيه ملك قائم، أو ملك ساجد، أو ملك راكع، فإذا كان يوم القيامة قالوا جميعاً ما عبدناك حق عبادتك، إلا أنا لا نشرك بك شيئاً‏)‏‏)‏‏.‏

فدل هذان الحديثان على أنه ما من موضع في السماوات السبع، إلا وهو مشغول بالملائكة، وهم في صنوف من العبادة‏.‏

منهم‏:‏ من هو قائم أبداً‏.‏

ومنهم‏:‏ من هو راكع أبداً‏.‏

ومنهم‏:‏ من هو ساجد أبداً‏.‏

ومنهم‏:‏ من هو في صنوف أخر، والله أعلم بها‏.‏

وهم دائمون في عبادتهم، وتسبيحهم، وأذكارهم وأعمالهم التي أمرهم الله بها، ولهم منازل عند ربهم، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ‏}‏ ‏[‏الصافات‏:‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسافر بلا عنوان
عضوممتاز
عضوممتاز
مسافر بلا عنوان


عدد المساهمات : 577
تاريخ التسجيل : 01/07/2009
ركن التاريخ الاسلامى Flag

ركن التاريخ الاسلامى Empty
مُساهمةموضوع: رد: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى Emptyالأحد أغسطس 09, 2009 3:59 pm

وقال صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏‏(‏ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها‏!‏

قالوا‏:‏ وكيف يصفون عند ربهم‏؟‏

قال‏:‏ يكملون الصف الأول، ويتراصون في الصف‏)‏‏)‏‏.‏

وقال صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏‏(‏فضلنا على الناس بثلاث‏:‏ جعلت لنا الأرض مسجداً، وتربتها لنا طهوراً، وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة‏)‏‏)‏‏.‏

وكذلك يأتون يوم القيامة، بين يدي الرب، جلَّ جلاله، صفوفاً كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً‏}‏ ‏[‏الفجر‏:‏ 22‏]‏‏.‏

ويقفون صفوفاً بين يدي ربهم، عز وجل، يوم القيامة، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً‏}‏ ‏[‏النبأ‏:‏ 38‏]‏‏.‏

والمراد بالروح ههنا‏:‏ بنو آدم، قاله ابن عباس، والحسن، وقتادة‏.‏

وقيل‏:‏ ضرب من الملائكة، يشبهون بني آدم في الشكل‏.‏ قاله ابن عباس، ومجاهد، وأبو صالح، والأعمش‏.‏

وقيل‏:‏ جبريل‏.‏ قاله الشعبي، وسعيد بن جبير، والضحاك‏.‏

وقيل‏:‏ ملك يقال له‏:‏ الروح، بقدر جميع المخلوقات‏.‏

قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله‏:‏ ‏{‏يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ‏}‏ قال‏:‏ هو ملك من أعظم الملائكة خلقاً‏.‏

وقال ابن جرير‏:‏ حدثني محمد بن خلف العسقلاني، حدثنا داود بن الجراح، عن أبي حمزة، عن الشعبي، عن علقمة، عن ابن مسعود، قال‏:‏ الروح في السماء الرابعة، هو أعظم السماوات والجبال، ومن الملائكة يسبح كل يوم اثني عشر ألف تسبيحة، يخلق الله من كل تسبيحة ملكاً من الملائكة، يحيي يوم القيامة صفاً وحده‏.‏ وهذا غريب جداً‏.‏

وقال الطبراني‏:‏ حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكيم المصري، حدثنا ابن وهب بن رزق أبو هبيرة، حدثنا بشر بن بكر، حدثنا الأوزاعي، حدثني عطاء، عن عبد الله بن عباس، قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏(‏‏(‏إن لله ملكاً، لو قيل له التقم السماوات، والأرضين بلقمة واحدة، لفعل، تسبيحه‏:‏ سبحانك حيث كنت‏)‏‏)‏‏.‏

وهذا أيضاً حديث غريب جداً، وقد يكون موقوفاً‏.‏

وذكرنا في صفة حملة العرش، عن جابر بن عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏(‏‏(‏أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله، من حملة العرش، إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام‏)‏‏)‏‏.‏

رواه أبو داود، وابن أبي حاتم، ولفظه‏:‏ ‏(‏‏(‏مخفق الطير سبعمائة عام‏)‏‏)‏‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 1/46‏)‏

وقد ورد في صفة جبريل عليه السلام أمر عظيم، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى‏}‏‏.‏

قالوا‏:‏ كان من شدة قوته، أنه رفع مدائن قوم لوط، وكن سبعاً بمن فيها من الأمم، وكانوا قريباً من أربعمائة ألف، وما معهم من الدواب، والحيوانات، وما لتلك المدن من الأراضي، والمعتملات، والعمارات، وغير ذلك‏.‏

رفع ذلك كله على طرف جناحه، حتى بلغ بهن عنان السماء، حتى سمعت الملائكة نباح الكلاب، وصياح ديكتهم، ثم قلبها فجعل عاليها سافلها، فهذا هو شديد القوى‏.‏

وقوله‏:‏ ‏{‏ذُو مِرَّةٍ‏}‏ أي‏:‏ خلق حسن، وبهاء، وسناء‏.‏

كما قال في الآية الأخرى‏:‏ ‏{‏إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ‏}‏ ‏[‏التكوير‏:‏ 19‏]‏، أي‏:‏ جبريل رسول من الله كريم، أي‏:‏ حسن المنظر‏.‏

‏{‏ذِي قُوَّةٍ‏}‏ أي‏:‏ له قوة وبأس شديد‏.‏

‏{‏عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ‏}‏ أي‏:‏ له مكانه، ومنزلة عالية رفيعة، عند الله‏.‏

‏{‏ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ‏}‏ ‏[‏البروج‏:‏ 19‏]‏، ‏{‏مُطَاعٍ ثَمَّ‏}‏ أي‏:‏ مطاع في الملأ الأعلى‏.‏

‏{‏أَمِينٍ‏}‏ أي‏:‏ ذي أمانة عظيمة‏.‏

ولهذا كان هو السفير بين الله، وبين أنبيائه عليهم السلام، الذي ينزل عليهم بالوحي، فيه الأخبار الصادقة، والشرائع العادلة، وقد كان يأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وينزل عليه في صفات متعددة، كما قدمنا‏.‏

وقد رآه على صفته التي خلقه الله عليها مرتين، له ستمائة جناح‏.‏ كما روى البخاري‏:‏ عن طلق بن غنام، عن زائدة الشيباني، قال‏:‏ سألت زراً عن قوله‏:‏ ‏{‏فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى‏}‏ ‏[‏النجم‏:‏ 8-9‏]‏ قال‏:‏ حدثنا عبد الله يعني ابن مسعود، أن محمداً صلى الله عليه وسلم رأى جبريل له ستمائة جناح‏.‏
وقال الإمام أحمد‏:‏ حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا شريك عن جامع بن راشد، عن أبي وائل، عن عبد الله قال‏:‏ رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في صورته وله ستمائة جناح، كل جناح منها قد سد الأفق، يسقط من جناحه التهاويل من الدر والياقوت، ما الله به عليم‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسافر بلا عنوان
عضوممتاز
عضوممتاز
مسافر بلا عنوان


عدد المساهمات : 577
تاريخ التسجيل : 01/07/2009
ركن التاريخ الاسلامى Flag

ركن التاريخ الاسلامى Empty
مُساهمةموضوع: رد: ركن التاريخ الاسلامى   ركن التاريخ الاسلامى Emptyالأحد أغسطس 09, 2009 4:01 pm

وقال أحمد أيضاً‏:‏ حدثنا حسن بن موسى، حدثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود في هذه الآية ‏{‏وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى‏}‏ ‏[‏النجم‏:‏ 13- 14‏]‏ قال‏:‏

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏‏(‏رأيت جبريل وله ستمائة جناح، ينتشر من ريشه التهاويل الدر والياقوت‏)‏‏)‏‏.‏

وقال أحمد‏:‏ حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا الحسين، حدثني عاصم بن بهدلة، سمعت شقيق بن سلمة يقول‏:‏ سمعت ابن مسعود يقول‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏(‏‏(‏رأيت جبريل على السدرة المنتهى، وله ستمائة جناح‏)‏‏)‏ فسألت عاصماً عن الأجنحة، فأبى أن يخبرني، قال‏:‏ فأخبرني بعض أصحابه أن الجناح ما بين المشرق والمغرب‏.‏ وهذه أسانيد جيدة قوية، انفرد بها أحمد‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏1/47‏)‏

وقال أحمد‏:‏ حدثنا زيد بن الحباب، حدثني حصين، حدثني شقيق، سمعت ابن مسعود قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏(‏‏(‏أتاني جبريل في خضر تعلق به الدر‏)‏‏)‏‏.‏

إسناده صحيح‏.‏

وقال ابن جرير‏:‏ حدثنا ابن بزيع البغدادي، قال‏:‏ حدثنا إسحاق بن منصور، قال‏:‏ حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله ‏{‏مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى‏}‏ قال‏:‏

‏(‏‏(‏رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عليه حلتا رفرف، قد ملأ ما بين السماء والأرض‏)‏‏)‏‏.‏

إسناد جيد قوي‏.‏

وفي ‏(‏الصحيحين‏)‏ من حديث عامر الشعبي، عن مسروق قال‏:‏ كنت عند عائشة فقلت‏:‏ أليس الله يقول‏:‏ ‏{‏وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ‏}‏، ‏{‏وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى‏}‏ فقالت‏:‏ أنا أول هذه الأمة، سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها، فقال‏:‏

‏(‏‏(‏إنما ذاك جبريل، لم يره في صورته التي خلق عليها إلا مرتين، رآه منهبطاً من السماء إلى الأرض، ساداً عِظمُ خلقه ما بين السماء والأرض‏)‏‏)‏‏.‏

وقال البخاري‏:‏ حدثنا أبو نعيم، حدثنا عمر بن ذر ‏(‏ح‏)‏ وحدثني يحيى بن جعفر، حدثنا وكيع، عن عمر بن ذر، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل‏:‏ ألا تزورنا أكثر مما تزورنا‏؟‏ قال‏:‏ فنزلت ‏{‏وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا‏}‏ الآية ‏[‏مريم‏:‏ 64‏]‏‏.‏

وروى البخاري من حديث الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة‏.‏

وقال البخاري‏:‏ حدثنا قتيبة، حدثنا الليث، عن ابن شهاب، أن عمر بن عبد العزيز أخرَّ العصر شيئاً، فقال له عروة‏:‏ أما إن جبريل قد نزل فصلى أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر‏:‏ أعلم ما تقول يا عروة‏.‏

قال‏:‏ سمعت بشير بن أبي مسعود يقول‏:‏ سمعت أبا مسعود يقول‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏(‏‏(‏نزل جبريل فأمني، فصليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، يحسب بأصابعه خمس صلوات‏)‏‏)‏‏.‏

ومن صفة إسرافيل عليه السلام - وهو أحد حملة العرش - وهو الذي ينفخ في الصور بأمر ربه نفخات ثلاثة‏:‏

أولاهن‏:‏ نفخة الفزع‏.‏

والثانية‏:‏ نفخة الصعق‏.‏

والثالثة‏:‏ نفخة البعث‏.‏ كما سيأتي بيانه في موضعه من كتابنا هذا بحول الله وقوته، وحسن توفيقه‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 1/ 48‏)‏

والصور‏:‏ قرن ينفخ فيه‏.‏ كل دارة منه كما بين السماء والأرض‏.‏ وفيه موضع أرواح العباد حين يأمره الله بالنفخ للبعث، فإذا نفخ تخرج الأرواح تتوهج‏.‏

فيقول الرب جلَّ جلاله‏:‏

‏(‏‏(‏وعزتي وجلالي لترجعن كل روح إلى البدن الذي كانت تعمره في الدنيا، فتدخل على الأجساد في قبورها، فتدب فيها كما يدب السم في اللديغ، فتحيى الأجساد، وتنشق عنهم الأجداث، فيخرجون منها سراعاً إلى مقام المحشر‏)‏‏)‏، كما سيأتي تفصيله في موضعه‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ركن التاريخ الاسلامى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 9انتقل الى الصفحة : 1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» اْشهر 10 احذيه فى التاريخ
» اغلى عشر حوادث في التاريخ :
» أشهر من قال ( لاااااااا ) فى التاريخ الإسلامي
» التاريخ المصور للأنبياء والرسل
» اكثر الشخصيات غموضا فى التاريخ

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتدى الاسلامى :: قسم العقيدة والفقة الاسلامى-
انتقل الى: