وتستطيع زيادة حسناتك من خلال الصلاة في مسجد قباء: فعن سهل بن حنيف t أن رسول الله r قال: (مَنْ تَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ، ثُمَّ أَتَى مَسْجِدَ قُبَاءٍ، فَصَلَّى فِيهِ صَلاَةً، كَانَ لَهُ كَأَجْرِ عُمْرَةٍ) سنن ابن ماجه، وصححه الألباني.
وتستطيع زيادة حسناتك إذا كنت مؤذنا أو قلت كما يقول المؤذن: قال r: (...وَالْمُؤَذِّنُ يُغْفَرُ لَهُ بِمَدِّ صَوْتِهِ، ويُصَدِّقُهُ مَنْ سَمِعَهُ مِنْ رَطْبٍ وَيَابِسٍ، وَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ صَلَّى مَعَهُ) صحيح سنن النسائي عن البراء بن عازب t.
فلو كنت في مسجد فيه مائة مصل مثلا، وكنت مؤذنا أو مجيبا للأذان، فلك ثواب مائة مصل فضلا عن صلاتك، فعن عبد الله بن عمرو t أَنَّ رَجُلاً قال: يَا رَسُولَ الله، إِنَّ المُؤَذِّنِينَ يَفْضُلُونَنَا، فقال رسولُ الله r: (قُلْ كَمَا يَقُولُونَ، فإِذَا انْتَهَيْتُ فَسَلْ تُعْطَهُ) صحيح سنن أبي داود. أي يتقبل الله منك الدعاء.
وتستطيع زيادة حسناتك من خلال الإكثار من صيام النفل: ومن أهمه:
صيام ستة أيام من شوال بعد رمضان: لقول النبي r: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثم أتْبَعَهُ سِتّا مِنْ شَوّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ) رواه مسلم عن أبي أيوب الأنصاري t.
وصيام الأيام البيض الثلاثة من كل شهر هجري: وهي 13-14-15، لقوله r: (مَنْ صَامَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ فَذَلِكَ صَوْمُ الدَّهْرِ) صحيح سنن ابن ماجه عن أبي ذر t فإذ صمت ستة أيام من شوال، سُجِّلَ لك ثوابُ صيامِ [1] سنةٍ كاملةٍ، وإذا صمت ثلاثة أيام من كل شهر، سُجِّلَ لك ثوابُ صيام [1] سنةٍ أخرى.
وصيام عرفة لغير الحاج يكفر ذنوب سنتين، وصيام عاشوراء يكفر ذنوب سنة.
وتفطير الصائمين يزيد الحسنات أيضا: قال r: (مَنْ فَطَّرَ صَائِماً كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أنَّهُ لاَ يَنْقُصُ مِنْ أجْرِ الصَّائِمِ شَيْئاً) صحيح سنن الترمذي عن زيد بن خالد الجهني t، فلو فطَّرت خمسا من الصائمين في كل يوم من رمضان، لسُجِّلَ لك في نهاية رمضان ثواب صيام [5] أشهر بدل شهر واحد.
وقيام ليلة القدر يزيد الحسنات أيضا: وهي أفضل عند الله من عبادة [1000] شهر، كما قال تعالى: ]لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْر[ أي ثواب قيامها أفضل من ثواب العبادة لمدة [83] عاما تقريبا.
والجهاد في سبيل الله يزيد الحسنات: وهو أفضل عند الله من عبادة رجل [60] سنة، لقولـه r: (مقام الرجل في الصف في سبيل الله، أفضل عند الله من عبادة رجل ستين سنة) رواه الحاكم في المستدرك وقال: صحيح على شرط البخاري، عن عمران بن حصين t.
والمرابطة وحراسة يوم في سبيل الله لثغر من ثغور الإسلام، يعتبر في الأجر كصيام [1] شهر وقيامه، لقولـه r: (مَنْ رَابَطَ يَوْماً وَلَيْلَةً فِي سَبِيلِ اللهِ كَانَ لَهُ كَأَجْرِ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ، ....) صحيح سنن النسائي عن سلمان الخير t.
تكرار قراءة بعض السور مثل: سورة الإخلاص، التي تعدل ثلث القرآن، والكافرون، التي تعدل ربع القرآن، فأنت في ظل مشاغلك اليومية قد لا تستطيع ختم القرآن مرة في الأسبوع أو اليوم، ولكنك تستطيع ختمه عشرات المرات في دقائق معدودات لو قرأت سورة الإخلاص عشرات المرات.
فعن أبي الدرداء t أن النبي r قال: (أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ فِي لَيْلَةٍ ثُلُثَ الْقُرْآنِ؟"
قَالُوا: وَكَيْفَ يَقْرَأُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ؟ قَالَ: ]قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ[ تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ) رواه مسلم، وقال r: (]قل يا أيها الكافرون[ تعدل ربع القرآن) أخرجه الحاكم في المستدرك وصححه، عن ابن عمر t.
والذكر المضاعف بحر عظيم من الحسنات، غفل عنه كثير من المسلمين اليوم، رغم سهولة قوله، ومن أنواعه:
التسبيح المضاعف: فعن جويرية أم المؤمنين رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ r خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّىَ الصُّبْحَ، وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَىَ، وَهِيَ جَالِسَةٌ، فَقَالَ: (مَا زِلْتِ عَلَىَ الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟) قَالَتْ: نَعَمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ r: (لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ) رواه مسلم. أي أنها لو قالت هذه الكلمات ثلاث مرات لكان ثوابها أكثر من ثواب ما أجهدت نفسها بالساعات الطوال في ذكر الله تعالى.
والاستغفار المضاعف يزيد الحسنات: فعن عبادة بن الصامت t قال: سمعت رسول الله r يقول: (مَنِ اسْتَغْفَرَ لِلمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ حَسَنَةً) رواه الطبراني وإسناده جيد.
فتخيل أخي: أنك باستغفارك للمؤمنين والمؤمنات، تنال كل يوم مليار حسنة، باعتبار أن عدد المسلمين اليوم أكثر من مليار و 200 مليون مسلم، منهم مليار موحِّد مؤمن بالله تعالى، وإذا أضفت إليهم الأموات فأكثر وأكثر، فلا تتردد أخي أن تدعو للمسلمين قائلا: اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين.
وقضاء حوائج الناس يزيد الحسنات: فعن عبد الله بن عمر t أن رسول الله r قال: (... وَلأَنْ أَمْشِي مَعَ أَخِي الْمُسْلِمِ فِيِ حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ شَهْرًا) أي مسجد المدينة، رواه الطبراني وحسنه الألباني في صحيح الجامع. فثواب قضائك لحاجة أخيك المسلم تعدل ثواب من يعتكف في المسجد النبوي لذكر الله لمدة [1] شهر.