أكد خبراء ومسؤولون أمنيون فلسطينيون أن الاستخبارات الإسرائيلية تستفيد بشكل كبير من متابعتها للمعلومات التي توفرها الصفحات الخاصة بالفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي وشبكة الإنترنت، وحذروا من خطورة ضررها على المقاومة الفلسطينية.
وتعج مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك وتوتير وغيرهما من المنتديات الحوارية بالصفحات المخصصة لمتابعة الأخبار الفلسطينية العاجلة والميدانية يتخللها نشر بعض المعلومات والأخبار السرية التي تلحق الضرر بالمقاومة ورجالها في الميدان.
ويؤكد المختص في الشأن الأمني هشام المغاري، أن شبكة الإنترنت هي أحد أهم مصادر الاحتلال المفتوحة للحصول على المعلومات الأمنية والاستخبارية الهامة، خصوصا من الشباب الذين قال إنهم يضعون معلوماتهم وصورهم الخاصة ومعلومات عن محيطهم وتفاصيل عن المقاومة وعملياتها بقصد السرعة في نقل الخبر دون إدراك مخاطر ذلك.
وكشف أن المخابرات الإسرائيلية استفادت بشكل كبير من مواقع التواصل الاجتماعي في الحصول على معلومات جديدة من خلال استغلالها اندفاع الشباب الفلسطيني وتجنيدهم كعملاء يعملون لصالحها.
وأشار إلى أن هذه المواقع أصبحت حقلاً خصبًا للمخابرات الإسرائيلية في الحصول على المعلومات الخاصة بالمقاومة دون أن يكلفها ذلك الكثير من الجهد.
وأضاف المختص في الشأن الأمني في حديثه للجزيرة نت أن الحكومة الإسرائيلية شكلت وحدة خاصة لرصد مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك وتويتر، وحددت لها ميزانية بقيمة مليون دولار أميركي من أجل جمع معلومات تتعلق بالقضايا السياسية والتحريضية.
وأوضح أن الاحتلال يجني من خلال هذه الوحدة معلومات قيمة عن الواقع الفلسطيني أكثر بكثير جدا من البيانات التي يحصل عليها من فئة العملاء الموجودين داخل فلسطين وخارجها.
وشدد على ضرورة منع حصول الاحتلال على أي معلومة تتعلق بالمقاومة، ودعا إلى عدم الانجرار وراء العاطفة عند استخدام الإنترنت وتحكيم العقل ومقاومة أي إغراء.
ودعا المختص الأمني أيضا المسؤولين الأمنيين إلى تكثيف التوعية بحجم وخطورة المعلومات التي يتم تداولها عن الشأن الفلسطيني عبر شبكة الإنترنت.
ومن جانبه، أوضح أبو أحمد الناطق الإعلامي باسم سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أن شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة وإلى جانبها شبكات الاتصالات السلكية واللاسلكية، تشكل خطرًا كبيرًا على المقاومة لأن الاحتلال بأجهزته الاستخبارية المتقدمة يستطيع الوصول إلى أي معلومة وتحليلها واستغلالها لصالحه.
وأشار إلى أن بعض المعلومات التي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي تؤثر بشكل سلبي وكبير على المقاومة، ولفت إلى أن هناك أشخاصا تم اغتيالهم وأن أماكن تابعة للمقاومة تم قصفها بفعل تلك المعلومات التي يعتبرها صاحبها عادية وغير هامة.
وقال إن سرايا القدس تتعامل بحذر شديد مع تلك المواقع وتمنع عناصرها من التعامل معها حتى لو كان ذلك بشكل شخصي، مشيرا إلى أن لديهم وحدة خاصة يتم من خلالها رصد دقيق لما تمكن مراقبته، خصوصا المعلومات التي تتعلق بغزة والضفة الغربية.
وأضاف أنهم تمكنوا مؤخرًا من تحديد أشخاص قال إنهم من أصحاب النية الطيبة وإن الاحتلال استدرجهم واستهدف من خلالهم أماكن للمقاومة، مشيرا إلى أنهم قاموا بتوعيتهم ونهيهم عن ذلك.
وشدد المتحدث العسكري لسرايا القدس على ضرورة تضافر كل الجهود سواء في الحكومة أو الفصائل ومؤسسات المجتمع المدني والأهالي من أجل توعية الشباب بضرورة الاستخدام الصحيح لتلك المواقع.
ومن ناحيته، أوضح مدير دائرة الدعم الفني بالإدارة العامة للحاسوب ونظم المعلومات بوزارة الداخلية في الحكومة المقالة أشرف مشتهى أن وزارته تقوم بين الفينة والأخرى بتوعية المستخدم الفلسطيني بمخاطر شبكة الإنترنت وكيفية الاستخدام الأمثل لها.
وذكر للجزيرة نت أن الوزارة تصدر تعميمات ونشرات دورية ترشد إلى كيفية استخدام شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وسبل حماية الجيل الناشئ من مخاطر استخدامه السيئ لها حتى لا يقع فريسة للاحتلال.